الفصل الثاني 4

152 12 2
                                    

نزل السيد طارق من سيارته ثم طرق الباب ففتحت له السيدة آمال. دخل إلى غرفة الاستقبال ثم سألها
_هل شذى في المنزل؟ لدي موعد معها
_لم اكن أعلم بذلك ولو كنت اعلم لأيقضتها فهي نائمه... لقد خرجت منذ الصباح الباكر وعادت مرهقة حتى أنها لم تذهب إلى الجامعة ولم تتناول شيئاً لذلك لم أرغب في ايقاضها
_اعتقدت أنها ليست في المنزل لأنه من المفترض أن تكون بانتصاري فقد كانت ترغب في الحديث معي
_انا اعتذر نيابة عنها
_لاداعي للاعتذار... إنها تمر بضرف صعب فوفاة السيد سعيد شكل صدمة للجميع وبعد ذلك كان عليها تبرئتك والان هي تبحث عن قاتل والدها... إنها لم تعط نفسها الفرصة للراحة ونسيان والدها وهذا حمل ثقيل على عاتقها
_هذا صحيح لقد طلبت منها ترك القضية لرجال الشرطة ولكنها لم تستمع الي
_اذا كانت متعبة فاتركيها ترتاح وساعود في وقت لاحق
_لا... ما هذا الكلام؟ الحق عليها فمن المفترض أن تطلب الي ايقاضها كيف ستكون محاميه اذا كانت لا تلتزم بمواعيدها؟... عن اذنك لحظة
دخلت الفتاة مرحبه بالسيد طارق وصافحته ثم جلست بصمت حيث كانت متوترة مشوشة الفكر.... بادر طارق بالكلام
_ماذا هناك يا شذى؟.... اتصلتي بي منذ الصباح الباكر وقد كنت منفعله كثيرا واردتي مقابلتي حالاً والان انت صامته ولا تتكلمين!
_انا مصدومة ولا اعرف ان كنت في حلم أم حقيقة
_لقد اخفتيني ماذا هناك؟
_ماذا تعرف عن ماضي والدي؟
_كان رجلاً محبوباً.. مجد في عمله... أه.. لا أعرف الكثير عن حياته الشخصية
_الا تعرف شيئاً عن أيام شبابه... عندما كان طالبا في الثانوية؟
_الثانوية!!... لا اعلم... لقد تعرفت عليه أثناء حياته العملية، لكن لماذا تسألين هذا السؤال؟
_الم يحدثك يوماً عن حياته في تلك الفترة؟
_لا لم نتكلم عن الماضي أبداً
_هل رأيت هذه الصورة من قبل؟
_لا... من هؤلاء؟... اخبريني بماذا تفكرين يا شذى؟
_نعم لابد من اخبارك فأنا بحاجة لمساعدتك... سيد طارق انا لا اعرف ماالذي علي فعله... أرجوك أخبرني ماذا تعرف عن السيد شاهين؟... ذلك المحافظ الذي اغتيل منذ تسعة عشر عاماً
_وما دخل السيد شاهين بالموضوع؟ أنا لم اعد أفهم
_سأشرح لك ولكن أخبرني أولاً عما تعرفه عن السيد شاهين
_كان رجلاً ظالما كما يقول البعض أما البعض الآخر فيقولون انه طيب
_وكيف ذلك؟
_كان يعطف على الفقراء والمحتاجين ويتصدق عليهم لذلك كانوا يحبونه... أما التجار فقد كانوا يبغضونه يقولون إنه كان يفرض عليهم ضرائب مرتفعة لتعويض ما يدفعه للمحتاجين كما أنه طرد بعضهم من محلاتهم دون أي سبب ويفرض عقوبات قاسية على من يتذمر أو يتفوه بأية كلمة... هذا ما أذكر أنني سمعته فأنا لم التقي به من قبل.
كان التجار يقولون بأنه يحاول كسب قلوب الفئة الكادحة والتي تشكل القسم الأكبر من أجل الفوز بالانتخابات فقط.
كلمت شذى نفسها
_أيعقل أن أكون ابنة شخص كهذا؟... رجل بهذا السوء... يا الهي
ثم توجهت بحديثها لطارق
_لقد سمعت أن جثته اختفت فهل تعتقد أنه لا يزال حيا؟
_لا أعلم ولكن لم تخبريني عن علاقة هذا بالقضية
_أعتقد بأنك سمعت بمجموعة متمردين ضهروا في ذلك الوقت أطلقوا على أنفسهم أصدقاء الثانوية
_نعم... أذكر أن هذا الإسم كان يتردد على كل لسان في تلك الفترة
_هذه الصورة تجمع هؤلاء الأصدقاء
_ماذا تقصدين؟
_هؤلاء هم أصدقاء الثانوية ووالدي هو واحد منهم
_ماالذي تقولينه؟ شذى هل أنت جادة بكلامك؟
_كل الجد... فقد وجدت هذه الصورة في مفكرة والدي وقرأت كل شيء كتبه عن علاقته بهم والحقيقة التي ادهشتني أكثر وشوشت فكري هي أنني... ربما أكون... انا إبنة السيد شاهين
_انا لم اعد أفهم شيئاً... اشرحي لي بالتفصيل كيف توصلتي لهذه الاستنتاجات
سألت الفتاة بعد أن فرغت من شرح كل شيء
_والان أرجوك أخبرني ماالذي علي فعله... من أين أبدأ وبأي اتجاه أسير؟
_عليك بالبحث عن أصحاب هذه الصورة
_وكيف اصل إليهم؟
_بما انه كتب في مذكراته انه عرف كل شيء من اصدقائه بعد فقدانه لذاكرته فهذا يعني أنه فقد ذاكرته أثناء قيامه بعملية الاغتيال أو بعد ذلك بقليل وهذا يعني أن أصدقائه الذين شاركوه العملية لا يزالون على تواصل معه
_هذا منطقي... إذا علي البحث عن اصدقائه الحاليين والذين كانوا على معرفة قديمة به... حسناً سأطلب المساعدة من السيدة سناء
_احذري من هذه السيده يا شذى فلربما كانت تكيد لك... ومن المحتمل أن تكون كاذبه بشأن السيدة التي قابلها السيد سعيد
_ولكنه ذكر ذلك... لقد كتب في مذكراته انه على موعد معها
_صحيح... ذكر بأنه على موعد مع امرأة ولكن... لم لا تكون تلك المرأة هي سناء نفسها؟
_السيدة سناء!!؟؟؟
_ولم لا؟... قد تكون المفكرة بحوزتها منذ البداية ولكنها اختلقت قصة المرأة المجهولة لتبعد نفسها عن الشبهه فعندما تقرأين المفكرة يتبادر لذهنك تلك المرأة ولن تفكري بها
_هذا معقول مع أنني أحببت تلك المرأة... ولكنني لا استطيع مصارحتها بذلك حتى اتأكد
_لا تصارحيها ولكن احذري منها
_حسناً دعنا ننطلق إلى الشركة لمقابلة السيدة سناء وفي الوقت ذاته سنواجه السيد جابر بقصة زوجته
_ولماذا نواجهه بهذه القصة؟
_ستعلم فيما بعد... إذا كان ما أفكر به صحيحاً فساخبرك
_حسناً
طلبت شذى من سناء المساعدة على معرفة أصدقاء السيد سعيد المقربين والذين كانوا على علاقة به منذ زمن بعيد
_أظن أن لدى السيد سعيد صديق اسمه... اسمه... نعم تذكرت الدكتور صادق... انا لا اعرف عنه الكثير ولكنه يتردد كثيرا على الشركة لمقابلة السيد سعيد.
خرج السيد جابر من الغرفة وعندما وقع نضره على الضيفين علق بلهجة ساخره
_الم نتفق على عدم إثارة الفوضى في الشركة؟
اجابت شذى
_سيدي.. أرجو أن تعطينا القليل من وقتك... أريد التحدث إليك
_لقد اخبرتكم بكل ما لدي من قبل... كفو عن الإزعاج
_اعدك أن تكون هذه آخر مره أزور فيها الشركة... اعطيني القليل من وقتك فقط
_تفضلي ولكن... ليس اكثر من دقيقتين فلدي عمل
_حسناً... سيدة سناء... أرجوك ابحثي عن رقم أو عنوان الدكتور صادق فأنا أرغب بمقابلته
_حسناً
دخلا غرفة السيد جابر وأغلق عليهم الباب

~~~~~~~~~~~~~~~~
أغلقت شذى المحاضرات ثم رمت بنفسها على السرير وهي تفكر
_لم اعد أستطيع التركيز في الدراسة... كيف سأقدم في امتحان الغد وانا لم ادرس شيئاً؟.... اوه كما أنني نسيت الذهاب لمنزل خلود لمواساتها يبدو أنها أجبرت على ترك الدراسة فعلاً وهاتفها مغلق منذ يومين. لابد وأنها حزينه وبحاجة لوقوفي إلى جانبها
قطع سلسلة أفكارها صوت غريب في حديقة المنزل فنهضت والقت نضره من الستاره كان هناك شخص مجهول يحاول فتح الباب الخارجي فاسرعت نحو الباب لتجد ذلك الشخص أمامها وقد نجح في فتحه بطريقة المحترفين.
كان هذا الشخص يرتدي زي أسود ونضارات سوداء فسألت بثبات
_من انت وما الذي تريده؟
وجه مسدسه الذي كان في جيبه نحوها وتقدم بخطوات بطيئة لإثارة الرعب في نفسها حتى وضعه على جبينها وبالرغم من نجاحه في إثارة خوفها إلا أنها لم تبد أي حركة تدل على ذلك بل وقفت صامدة ولم تتفوه بكلمه منتضره ضغط اصبعه على الزناد لكنه لم يفعل ذلك بل نطق بكلمات زادت من شدة الخوف
_اذا اردتي الحفاظ على حياتك وحياة والدتك فعليك تسليم الخنجر الالماسي... ارث عائلة السيد شاهين
_ولكنني لا اعرف مكانه
_هذه مشكلتك... عليك البحث عنه وتسليمه الي
ثم تراجع ببطء وهو لا يزال يصوب المسدس نحوها حتى خرج من الباب ثم ذهب راكضا واختفى في الضلام

الحلم الميت عنوان اليأسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن