الفصل الثالث 3

142 8 2
                                    

(عنوان اليأس)
وصلت السياره المحتويه على كل من السيد طارق وشذى إلى منزل السيده سناء التي كانت قد وصفت الطريق لشذى.
كانت حديقة المنزل تشرح النفوس بجمالها وكثرة ازهارها الملونه والمنسقه بشكل يسحر العيون وعبيرها الذي يأخذ مستنشقه لعالم بعيد
_هل ترغبان في الجلوس هنا أم في الداخل؟
اجابت شذى
_أفضل الجلوس هنا فاستنشاق عبق الزهور يريح الأعصاب
_انا ايضا أحب الجلوس وسط الأزهار لذلك اهتم بهذه الحديقة كثيرا واتصل بالبستاني نهاية كل اسبوع للاهتمام بها.. تفضلا
كانت هناك طاولة مستديرة بنية اللون وتحيط بها كراسي بنفس اللون وسط الأرض الخضراء المحاطة بالزهور ويجلس على احد الكراسي رجل كبير السن نحيل الجسم
_اعرفكما على والدي.... هذان صديقان
_أهلا بكما
مد طارق يده مصافحا
_ انا طارق اعمل نائب قاضي في المحكمة تشرفت بمعرفتك
_ولي الشرف بذلك
ثم صافح شذى
_وانا شذى محاميه مبتدئه... يسعدني لقاؤك سيدي
_وانا كذلك... خذو راحتكم انا ذاهب للداخل
_ابي لو سمحت اخبر راشد أن الضيوف وصلوا
_حسناً
قدمت سناء العصير لضيوفها ثم جلست
_شذى... لقد طلبت مقابلتك في منزلي لاخبارك بموضوع مهم... الأمر يهمك ويتعلق بوالدك.... أقصد والدك الحقيقي
_والدي الحقيقي!!؟؟؟
_نعم... الحقيقة أنني كذبت بشأن المفكرة فقد اطلعت عليها وعلمت انك إبنة السيد شاهين كنت أود اخبارك لكن.... هنالك شيء ما بداخلي منعني من الكلام فقد كنت أخشى معرفتهم مكانه ولكنهم توصلوا إليه الآن ويريدون القضاء عليه
_اخبريني أين هو؟ ومن هؤلاء الذين يريدون قتله؟ أتعرفينهم؟
_للأسف لا اعرف من يكونون
وصل راشد فالقى التحية ثم صافح الضيفين استغربت شذى
_أذكر أننا التقينا من قبل... لقد أتينا لأخذ افادتك بقضية مقتل السيد سعيد بعد علمنا انك كنت مندوب الشركة لمقابلته يوم وفاته
_نعم أذكر... لم أتوقع انكما الضيفين المهمين كما قالت سناء
_ما صلة القرابة بينكما؟
_ان سناء تكون زوجتي
_أيعقل ذلك؟ فقد كنت انت التي أخبرتيني انه قابل والدي يوم وفاته ولم تخبريني بأنه زوجك
_لم يكن هناك داعي لاخبارك فأنا لم اكن أتحدث عن نفسي أو عن علاقتي بالأشخاص الذين قابلهم ذلك اليوم
تدخل طارق
_انا أتعجب عملكما في شركتين مختلفتين متنافستين
اجاب راشد
_كانت سناء تعمل سكرتيرة السيد سعيد قبل زواجنا وأثناء زياراتي لشركتهم تعرفت عليها ثم تقدمت لخطبتها وبعد زواجنا حاولت سناء الانتقال للعمل معي في نفس الشركة ولكن السيد سعيد لم يوافق فقد كان يثق بها وبعملها لذلك لم تكن هناك مشكلة في بقائها
فالت شذى
_سيدة سناء... أرجوك فلنعد لموضوع والدي
_حسناً ساخبرك بالحقيقة... الحقيقة أن راشد هو عمك
_ماذا؟؟؟.. عمي!!!!... وماذا عن والدي؟
سأل راشد
_ماالذي تقولينه يا سناء؟
_لقد اكتشفت شذى بعد وفاة السيد سعيد بأنه كان احد المتمردين الذين هاجموا شاهين ذلك اليوم وقد كانت هي الفتاة التي قام برعايتها كإبنته تماماً
_يعني أنها ابنة شاهين؟ أهذا معقول؟ والسيد سعيد...
_اخبروني ارجكم أين والدي؟... هل قتلوه. هل قاموا بإيذائه؟
_اهدأي يا شذى ودعيني أوضح لك الأمر..... منذ أيام اختطف أحدهم ابنتنا الصغيرة منار واتصل بنا... لقد طلب من راشد تسليم شاهين مقابل سلامتها
سأل السيد طارق
_وكيف تمكن من اختطافها؟
_لقد ذهبت لاصطحابها من المدرسة ثم... ثم فوجئت بذهابها مع شخص غريب وعندما ناديتها حملها وذهب راكضا
_الم تر شكل هذا الشخص؟
_لم اره جيدا ولكنه أسمر البشره... يرتدي نظارات سوداء اللون وله علامة جرح قديم اسفل عينه اليمنى
_هذا الشاب ثانية... إنه هو... أعتقد انهنفس الشاب الذي هاجمني في منزلي واختطف السيد طارق... ومي... مي شاهدته أيضاً... متأكده انه نفس الشخص
_اذا انتم تبحثون عنه؟
_نعم
_يمكنني ايصالك إليه فقد عرفته.... عرفت من يكون وما دام مجرما بهذه الخطورة فساخبركما من يكون ولكن... قبل اتخاذ أي إجراء لا تنسيا أن ابنتي رهينته
_ومن يكون أخبرنا؟
_عند استفسارنا عن صاحب الرقم المجهول علمت أنه....إنه ابني نعيم
_ابنك؟؟
_نعم فقد كنت متزوج من امرأة أخرى قبل زواجي من سناء ولكننا انفصلنا بسبب بعض المشاكل ولم ارها بعد ذلك ولم ار ابني... أصبح نعيم شاباً الآن وبالرغم من أنني لا اعرف كيف اصبح شكله إلا أنني أذكر انه كان أسمر كما أن الإسم المسجل لصاحب الرقم يدل على أنه هو
_لكن لماذا يريد خطف والدي؟ وما دخله بؤلئك الناس الذين يبحثون عن أبي؟
_هذا ما يحيرني
_ حسناً... هل هذا يعني أن والدي في هذا المنزل؟
_نعم.. تعالي لمقابلته
مشت شذى بخطوات متوترة ومشاعر متناقضة هل عليها ضم والدها والارتماء في احضانه؟... إنه لأمر صعب فهي لا تكن له أية مشاعر أم عليها تأنيبه وإلقاء اللوم عليه في تشتيت العائلة وبقائها تحت رعاية اب مزيف وبعدها عن شقيقتها التي لا تعرف شيئاً عنها حتى الآن؟ ففي النهاية هو المسؤول فلو لا ظلمه لما حدث ما حدث
دخل راشد غرفة شقيقه وخلفه شذى لكنه لم يجد أحد
_اين هو... إلى أين ذهب؟
وجد امامه على الطاولة ورقة مطوية ومكتوب عليها بخط كبير رسالة لأخي راشد فتحها وقرأ
_أخي الحبيب... منذ سنوات وانا أعيش عاله عليك وقد تسبب ذلك بمشاكل مع زوجتك السابقة مما ادى الى انفصالكما.
أما سناء فهي امرأة لطيفة وطيبة ونعم الزوجة التي اخترتها فهي تعمل على خدمتي دون أي كلل أو تذمر ولكنني أشعر بالاسف على حالي لأنني لا استطيع رد جميل ما تفعلانه من اجلي ولكنني وجدت أخيراً الطريقة لرد الجميل فقد حان دوري لتقديم خدمة لأخي.
لقد سمعت بالصدفة صوت هاتفك وأردت احضاره لك ولكنني وجدت رقم مجهول لذلك أجبت فأخبرني المختطف بما يريده... لماذا لم تخبرني أن حياة منار متعلقة بي؟
لا تغضب مني يا اخي فليس لدي ما اخسره
انا رجل معاق بيد واحدة واعيش على الكرسي المتحرك.
منذ سنوات وانا أعيش فقط لانتضر نهايتي فليس هناك ما يدعوني لمواصلة حياتي.... اعدك بأنني لن ادع احدا يؤذي منار
تحياتي شقيقك المحب شاهين
اغرورقت عينا راشد بالدموع وهو يقرأ الرسالة وبعد أن فرغ من قرائتها صرخ
_لقد ذهب لتسليم نفسه... لا اعلم كيف خرج ومتى... يجب أن نوقفه
_دعنا نذهب لولدك نعيم يجب أن نواجهه ونوقفه عند حده ولن نسمح له بايذاء والدي ولا الصغيرة
لم يتردد راشد في ذلك بل اومأ موافقا اسرعا نحو الخارج فسألت سناء
_لا تبدوان بخير.. ماذا حدث؟
اجابها راشد
_لقد خرج شاهين من المنزل بعد أن علم بكل شيء وهو في طريقه لتسليم نفسه
انطلقت السيارة تحمل كل من شذى وطارق وراشد وسناء متوجهة لمنزل نعيم ووالدته.
فتحت الباب امرأة وفوجئت عند وقوع ناضريها على راشد
_انا بحاجة لمقابلة ولدي نعيم فوراً... الا تعلمين أين يمكن أن يكون قد ذهب؟ فالمسألة مسألة حياة أو موت
_نعيم بالداخل تفضلوا
دخلوا مسرعين وبعد لحظات وصل نعيم ففوجئ الجميع فقد كان لا يشبه الشاب المجهول وليس لديه علامة تحت عينه
علقت شذى
_ليس هو... ماذا سنفعل الآن فوالدي بخطر؟
سأل نعيم
_ما الأمر؟... من انتم وماذا تريدون مني؟... أعتقد أنني التقيتك من قبل يا انسه انت صديقة مها
لم تجب شذى فقد كانت تشعر بالصدمة فأجاب طارق
_نرجو عدم المؤاخاة فنحن من الأمن ونبحث عن مجرم اشتبهنا أن يكون انت
_كيف تشتبهون بي دون دليل؟
_نحن نعتذر
تدخل راشد الذي كان صامتا حتى الآن
_تعال يا بني... تعال إلى صدر والدك
_ والدي!!... ان والدي توفي منذ طفولتي
دخلت والدته وهي تقول
_انه صادق بما يقول... هذا والدك وهو لم يمت
في تلك اللحظة عم الصمت المكان وبالرغم من شعور نعيم أن هذا الرجل لا يستحق أن يعيره اهتمام لتركه اياه طوال هذه السنوات الا انه وبعد لحظات رمى بنفسه في احضانه مستسلما لارادته ورغبته في تعويض ما فقده من حنان الأب طوال تلك الفترة.
جلست شذى على الاريكه واضعة رأسها بين يديها وهي تفكر بالم شديد وبصوت مسموع
_وماذا عن والدي... انت وجدت والدك وانا فقدته في نفس اللحظة التي وجدته بها

الحلم الميت عنوان اليأسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن