الفصل الثالث 2

164 8 3
                                    

(عنوان اليأس)
رن جرس الهاتف فأجابت شذى بدهشه
_مرحبا سيد طارق.... كيف حالك وأين انت الآن؟
كان يبدو من صوته اللاهث انه شديد التعب
_انا الآن قرب باب منزلكم... أه..أه... أرجو أن تفتحي لي الباب
_انا قادمه حالاً... لحظة واحدة
أغلقت الخط وركضت نحو الباب
أثار منضر هذا الرجل الرعب في نفس شذى فقد كان يستند على الحائط لاهثا وهو يحمل سترته بيده وملابسه متسخه أما من الأسفل فإن بنطاله ممزق في ركبته والدم ينزف منها
استفاقت من الصدمة بسرعة
_ماالذي حدث؟... تفضل... دعني اساعدك
استند الرجل على كتفها حتى وصلا إلى الداخل فساعدته ليجلس وذهبت مسرعه ثم عادت بكأس ماء
_تفضل واشرب الماء... ماذا حدث أخبرني؟ وهل عرفت هوية ذلك المجهول؟
وضع كأس الماء على الطاولة بعد أن ارتشفه دفعة واحدة ثم بدأ الكلام
_لقد هربت... هربت منه بصعوبة ووجودي الآن في هذا المكان وعلى قيد الحياة معجزة .. فقد كان ينوي قتلي
_الم تعرف من يكون؟
_للأسف لم اعرف... لقد اصطحبني إلى صحراء قاحلة محاولا قتلي فقد كان يريد التخلص مني في مكان بعيد عن انضار الناس... لكنني استطعت الإفلات منه بصعوبة كما أخبرني بأنه ينوي قتلك ولكنه ينتضر منك العثور على الخنجر قبل القضاء عليك
_الحمد لله على سلامتك
_شكراً.... اسف لأنني ازعجتك ولكن ذهابي لمسكني خطر فهو أول مكان سيخطر بباله لأنه يعرف كل شيء عني
_ولكنه قد يتجه إلى هنا فهو يعرف عنوان منزلي... أنسيت انه هاجمني؟
_لم أفكر بذلك فأنا لم أعرف أين أذهب كما أنني اعلم انك مشغولة البال لذلك أحببت أن اطمئنك
_هذا صحيح فقد خفت عليك كثيرا... ما رأيك بأخذ حمام ساخن ريثما احضر ملابس من خزانة والدي؟
_لا داعي لذلك يجب أن أذهب
_لن اتركك تذهب وانت بهذا الحال خذ قسطا من الراحة وغير ملابسك
_ولكن...
_لاتقل لكن... خذ حماما سريعاً وغير ملابسك عندها سنخرج سويه فلدي موعد مع السيدة سناء... لقد دعتني لتناول الشاي في منزلها وأفضل أن تكون معي
_كيف تثقين بها؟... الم أقل لك بأن عليك الحذر منها
_ولكنها طلبتني لغرض المساعدة وقد أخبرتني أنها تمتلك معلومات هامة جداً
_اسمعيني يا شذى... منذ هذه اللحظة أريدك أن تكوني اكثر حذراً عن ذي قبل فقد أصبح الأمر خطير وانت لم تشعري به حتى الآن
_وماذا علي أن أفعل؟... أتريد مني ترك القضية؟... وماذا عن الناس الذين تضرروا؟...أتعلم أن خلود لا تزال مختفية حتى الآن؟ ثم تلك الفتاة مها... بعد اخباري لها عن نتيجة التحليل اختفت مباشرة
_ليس هذا ما قصدته... انا أريدك فقط أن تكوني اكثر حذراً مع من تتعاملين معهم... اخبريني هل ذهبتي لزيارة منزل السيده مياده؟... أقصد منزل والدها
_لا... لم يكن لدي الوقت الكافي لفعل ذلك... سأذهب بصحبتك حالما يحين الوقت المناسب
_حسناً اذا... خذيني إلى الحمام لو سمحتي
اسرعت لتعينه على النهوض والذهاب إلى الحمام ثم ارشدته إلى أماكن جميع ما يحتاجه في الحمام وبعد أن خرج جاءت له ببعض الضمادات التي يحتفضون بها في المنزل من أجل تضميد جرحه ثم انطلقا بالسيارة متوجهان لمنزل السيدة سناء
~~~~~~~~~~~~~~~~~
فتح الباب فجفلت خلود وارتجفت رعبا لأن ذلك الباب لم يفتح منذ أن استعادت وعيها ووجدت نفسها في ذلك المكان. كانت قد مرت عدة ايام وهي على هذه الحالة فصباح كل يوم تجد كيسا قام أحدهم بإدخاله من فتحة الباب السفلية يحتوي على وجبة غذائية صغيرة لا تكاد تسد جوعها ولكنها لغرض بقائها على قيد الحياة، ومع هذا الكيس تجد قارورة ماء صغيرة.
دخل رجل يسحب فتاة بعنف ثم دفعها إلى الداخل
_ادخلي ولا تكوني مشاغبه
اجابت بانفعال
_ماذا تريد مني؟... ولم جئت بي إلى هنا؟
أغلق الباب بقوة دون أن يجيب فركضت الفتاة نحو الباب وقامت بضربه بقوة ولكن دون جدوى
حدثتها خلود بيأس
_لا تتعبي نفسك فلن تتمكني من كسره لأنني سئمت ذلك
_لم انتبه لوجودك... من انت وماذا تفعلين هنا؟
_اسمي خلود ولا اعلم سبب وجودي هنا فقد اختطفني ذلك الرجل دون سبب
_وانا مها
_أهلاً بك.... وانت هل تعرفين سبب وجودك؟
_ساخبرك بقصتي
انا طالبة في المرحلة الثانية من كلية الطب... إنني أحب مهنة الطب كثيرا وأرغب بأن أكون متميزة في هذا المجال... أود أن أحقق شيئاً كبيرا ويكون لي اثري في المجتمع ولهذا... عندما طلب إلينا الأستاذ تقديم بحوث عن موضوع نختاره بأنفسنا قررت إثبات نفسي وتقديم بحث ذا أهمية... أردت أن يكون لافتاً للانتباه ولذلك أمضيت أيام بالعمل وكلما وجدت نفسي قد فشلت أعود لنقطة البداية.
وأخيراً توصلت لهدفي وتمكنت من صناعة دواء للمرضى الذين يعانون من ضعف في نبض القلب.
كان البحث الذي قدمته يتحدث عن الدواء وكيفية صنعه... مركباته وامتيازاته وكذلك... آثاره الجانبية.... هذه النقطة التي قضت على حلمي فقد كان هذا المركب يشكل خطراً على مرضى السكري.
لقد اعجب الأستاذ بهذا البحث وحصلت على علامه كامله وتميزت بين زملائي ولكن بعد أيام قرأت في مجلة الجامعة عن طالبة في كلية القانون تبحث في قضية مقتل والدها
_انا اعرفها فهي شذى صديقتي المقربه
_يالها من صدفه... بعد قراءة الخبر والضروف المحيطه بالقضية ورؤية صورته في المجله تذكرت أنني رأيته ذات مره يتكلم مع الدكتور صادق... أستاذ مادة البحث... بما أن السم الذي تناوله والدها غريب التركيب ويصعب عليهم معرفة مركباته راودني الشك فقابلت شذى وسألتها وكان شكي بمحله فقد كان والدها يعاني من ضعف في قلبه ومصاب بالسكري.
طلبت اليها مقارنة تركيب السم مع تركيب الدواء وكان متطابق. لذلك واجهت الدكتور صادق واخبرته بالحقيقة لكنه أنكر ذلك وبعد خروجي من غرفة مكتبه بدقائق وجدت ذلك الرجل يلاحقني.
_ذهبتي لمواجهته ولم تخبري شذى بالأمر؟
_كنت ساخبرها فقد اتفقنا على اللقاء في اليوم التالي لاشرح لها كل شيء لكنني لم استطع الانتضار لذلك واجهته... فعلت ذلك لأنني غضبت من استخدامه للعمل الذي تعبت به كثيرا لسلب حياة انسان لم أحتمل ذلك
_ولكنك أخطأت... لو أنك فقط اخبرتي شذى
_ساخبرها عندما نخرج من هنا
_كيف سنخرج؟... أتظنين الأمر سهل؟
_يجب أن نجد طريقه... توجد لدينا نافذة ولكنها صغيرة ولا تسعنا لنخرج منها... لا طريقة سوى كسر الباب ولكن كيف؟... كيف نستطيع كسره؟
_لقد فكرت كثيرا بطريقة للخروج ولكن لا جدوى فالباب محكم الإغلاق ولن ينكسر
_لابد من وجود طريقة ما... يمكننا إزاحة بعض الاحجار من الحائط.... سنحفر أطراف الاحجار لازاحتها
_وكيف سنفعل ذلك؟.. انت خيالية جداً
_هه... خيالية!!... لو أنك تتعرفين على شقيقتي مي... إنها تسبح في بحر الخيال... تهوى كتابة القصص وتسرح في عالم الأحلام... انا واقعية جداً يا خلود انضري لهذا
خلعت ماسكة شعرها التي كانت تحتوي على طرف حديدي حاد قليلا
_انها فكرة جيدة ولكن...
_لا تقولي لكن سوف نتعاون... هيا بنا
تناوبت الفتاتين بحفر أطراف الاحجار حتى أن يديهما اصيبتا ببعض الجروح ولكن ذلك لم يثنيهما عن عزمهما.
مرت خمس ساعات حتى تمكنتا أخيراً من إزاحة حجرة واحدة واستمرتا على العمل ليل نهار لمدة يومين وأخيراً تمكنتا من عمل فتحة صغيرة بازاحة أربعة أحجار.
خرجت مها ومن خلفها خلود وكانت مشاعرهما ممزوجة بالفرحة والقلق والخوف والتعب في نفس الوقت
وقفتا قليلاً تتنهدان بعمق حتى التقطتا انفاسهما وهمتا بالهرب ولكنهما فوجئتا بالرجل الخاطف يحمل مسدسه ويصوبه نحوهما.
شعرت الفتاتين بخيبة أمل لأنهما عادتا لنقطة البداية بعد عناء طويل

الحلم الميت عنوان اليأسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن