الفصل الثالث 6

139 9 2
                                    

(عنوان اليأس)
وقفت مي حزينة تحدق بالازهار وتستنشق عطرها الاخاذ الذي يفوح في أرجاء الحديقة وكالعادة تخفي نصف وجهها المحروق بجزء من شعرها المنسدل.... قطع وحدتها صوت شخص ما
_مرحبا.... كيف حالك؟
_أه... أستاذ وائل.... أهلاً
_لم نتحدث منذ فترة.... منذ أن أصبحت في المرحلة الثالثة ولم أسمع صوتك أبداً
_لأنك لم تقم بتدريسنا في المرحلة الثالثة
_ولكن ليس هذا هو السبب.... لقد كنت اتمنى لك السعادة في الطريق الذي اخترتيه مع الشاب الذي رفضتيني من أجله ولكنني أرى العكس.... هل استطيع معرفة سبب الحزن الذي التمسه في عينيك؟... اهو السبب؟... ورسوبك في العام الماضي بالرغم من انك إحدى الطلاب المتفوقين؟
_انها ضروف خاصة... ولا تزال هذه الضروف تسير من سيء إلى أسوأ
_وهل لذلك الشاب علاقة بالأمر؟
_ذلك الشاب ليس له وجود وحزني ليس من أجل أحد فأنا لا أهتم لهذه الأمور
أشرق وجهه سعادة بعد سماع ذلك
_اذا يمكنني طلبك من جديد؟
_أستاذ... أرجوك أنسى الموضوع لأنني لا أفكر به
_يمكنك البدء بالتفكير منذ هذه اللحظة وخذي وقتك قبل اتخاذ القرار
_ولكن ضروفي تشغلني عن التفكير بأمر كهذا
_وما هي هذه الضروف؟ هل استطيع معرفتها؟
وقبل أن تنطق سمعت صوت
_مرحبا مي
_أهلاً بالعم حافظ... هل من خطب؟
_هل استطيع التحدث إليك قليلا؟
_تفضل
_على انفراد لو سمحتي
_الأستاذ وائل كأخي تماماً وليس هناك ما يخفى عليه تكلم
شعر وائل بالفرحة تغمر قلبه لسماع هذا الكلام ولكن كلمة اخي قللت من شدة فرحته. اجاب حافظ على كلامها
_الأمر ليس كما تظنين يا مي....فهو متعلق بحياتك
_حياتي!!... لا تقل نفس الكلام الذي اخبرته لرونق
_هو كذلك... انت في خطر يا مي
_حسناً... عن اذنك أستاذ
_لن تذهبي من هنا... أريد معرفة كل شيء ولماذا تكونين في خطر.... اخبريني يا مي فأنا أرغب بالوقوف إلى جانبك
_لابأس ساخبرك ولكن ساسمع منه أولاً
بدأ حافظ الشرح
_لقد جاءتني أوامر بخطفك وتسليمك لكنني لم اكن أعلم انك الفتاة المطلوبة إلا منذ قليل وبالرغم من أن ذلك سيعرض حياتي للخطر إلا أنني لا استطيع ايذائك.... لذلك اطلب منك الهرب... اهربي من هنا يا مي... كوني بعيده عن الجامعة لأنهم لن يتركوك بأمان... هذا كل ما أستطيع قوله لك... مع السلامة فأنا لا أعتقد أنني ساراك ثانيتا
_اشكرك.. أشكرك من كل قلبي ولكن أخبرني شيئاً واحداً.... أتعرف مكان اختي مها؟
_لا أعلم
غادر حافظ تاركا الفتاة في صدمة فلم تستطع السيطرة على نفسها واجهشت بالبكاء
_اهدئي يا مي واخبريني من هؤلاء وماالذي يريدونه منك؟...أولاً دعينا نبتعد من هنا ونذهب لمكان امن
سارت بهما السيارة مبتعده عن الجامعة وبعد أن جلسا في أحد المقاهي وشربت مي عصير الليمون لتهدئة اعصابها كلمت وائل بكل ما تعرفه عن القضية وبعد لحظات صمت رن هاتفها
_نعم مرحبا... العم حافظ ماذا هناك؟
_انا اسف يا مي.. إن شقيقتك التي سالتيني عنها موجودة ولكنني لم اكن أعلم صدقيني... اسف لأنني... لقد.... لقد اختطفتها بنفسي ولكن صدقي بأنني لم اكن أعلم أنها شقيقتك إلا منذ لحظات
_وأين هي الآن؟.. هل ستطلق سراحها؟
_اعتذر فأنا لست وحدي هنا لذلك لا استطيع فعل شيء
_أخبرني أين المكان؟
_لن اخبرك... لا تعتقدي بأنك تستطيعين مساعدتها فالأمر خطير
_لا يهمني ذلك... اخبرني عن المكان والأشخاص الموجودين هناك
_هنا جميع من يهمه الأمر عدا....
قطع كلامه سحب صادق الهاتف
_انا ساعطيك العنوان.....

هناك في تلك الشوارع المزدحمة لا زالت سيارة السيد راشد التي يقودها طارق والمحتويه على الأشخاص الثمانية مطاردة فوصلت إلى بناء المحكمة القديمة والتي كانت مهجورة منذ فترة بسبب بعض الأعمال الإصلاحية والترميمات ولم يكن امام طارق سوى إيقاف السيارة وأمرهم بسرعة
_انزلوا بسرعة ولنذهب للداخل فالمكان امن
نزلوا مسرعين راكضين نحو الداخل ثم اغلقوا الباب بإحكام ولكن المنضر بالداخل اصابهم بالصدمة.
كانت مها وخلود جالستان بصمت فهما مهددتان بعدم البوح بأية كلمة وعدم إصدار أي تصرف!!!!
وهناك كان حافظ وصادق يتعاتبان بسبب تصرف صادق وأخبار مي بالعنوان... وكل من معاذ وصهره مرجان يجلسان ويتحدثان بحزن عن المرحومه مياده!!!!!
أما جابر فهو يجلس وحيداً... وفي زاوية ما من الغرفة كان يجلس شاهين على كرسيه المتحرك وإلى جانبه تقف ابنة اخيه الصغيرة منار.
تسمر الجميع في مكانه لبرهه محاولين استيعاب الأمر حتى أفاق راشد من الصدمة فانطلق نحو شقيقه وابنته ثم تبعته زوجته سناء..
أما شذى فقد اسرعت نحو خلود لتسلم عليها ثم اخبرتها أن جابر هو والدها وذهبا معا نحوه... ونعيم انطلق نحو مها...
كانت هذه التصرفات بديهية وعفوية ولكن رأس كل منهم مليء بالاستفهامات
_ماالذي يحدث هنا؟... أهي لعبة... خدعة؟... ام مصادفة؟... ام ان المجرم استدرجهم إلى هنا متعمداً لمحاولة جمعهم؟
وفي هذه الأجواء الغريبة سأل حافظ رونق بانفعال
_رونق ابنتي... ماالذي جاء بك إلى هنا؟... الم اطلب إليك الحذر وعدم الثقة بأحد
_ولكنني كنت مع....
اتجهت بانضارها نحو طارق الذي ارتسمت على وجهه ابتسامة النصر وهو يخرج المسدس من جيبه....

(تابعوني بالجزء القادم والأخير)

الحلم الميت عنوان اليأسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن