اجاب السيد مرجان بلهجة حزينه
_كنت مسافراً في رحلة عمل خارج البلاد فإتصلت بي مياده واخبرتني أن خلود قد اختفت.... اليوم فقط عدت من السفر لأجد زوجتي مقتولة
_لم اكن أعلم بخبر اختفاؤها... أين يمكن أن تكون،؟...أرجوك أخبرني عن التفاصيل اكثر
_كانت مياده حزينه جداً... اتصلت بي وهي مجهشة في البكاء أخبرتني أن خلود لم تعد بعد من الدوام الجامعي وقد حل الظلام هاتفها مغلق... لم يكن بوسعي حذف مواعيدي والعودة من السفر لذلك اخبرتها بضرورة إبلاغ الأمن.... لا اعلم لماذا قاموا بقتلها فهي امرأة مسالمة وليس لها أعداء
حاول السيد طارق تهدئته
_اهدأ يا سيد مرجان سوف نجد الفاعل بالتأكيد ولن نتركه ينجو بفعلته
_ولكن ذلك لن يعيدها للحياة ثانية
سألت شذى
_أتعتقد أن خلود غادرت المنزل بسبب عدم اتفاقها معك؟
_لا أظن ذلك فهي فتاة عاقلة ولا تفعل شيئاً كهذا
_ولكنها فكرت بذلك من قبل فهي تقول لي هذا الكلام كلما شعرت بالضيق... ولكنها كانت ستخبرني على الأقل... هل يمكن أن يكون قد أصابها مكروه؟
_لو كان كذلك لوجدها أحدهم واتصل بنا من هاتفها
_انا قلقه عليها
سأل طارق
_هل تشك بشخص معين يمكن أن يكون القاتل أو يكون له علاقة باختفاء خلود؟
_أعتقد أن لوالد خلود علاقة بالأمر
_وهل تعرف ذلك الرجل؟
_لا انا لم التق به من قبل ولكنه خطر ببالي لأنه ليس لزوجتي أعداء
عادت شذى لطرح الأسئلة
_هل تعرف السيد سعيد... سعيد مسعود؟
_أه... لا لا... لا أعرف احدا بهذا الاسم ولا أعتقد أنني سمعت به من قبل
_حسناً وهل هناك شاب أسمر وطويل ذو إصابة اسفل عينه اليمنى من معارفك؟
_لا... من يكون هذا الشاب؟
_أغلب الظن أن هذا الشاب كان مستأجرا من قبل شخص مجهول لقتل السيدة مياده... على أية حال أرغب بالقيام بجولة في المنزل أن لم يكن لديك مانع
_تفضلي لا مانع لدي فالمهم هو إلقاء القبض على قاتل زوجتي
قام الثلاثة بجولة في المنزل ثم خرجت شذى برفقة طارق منطلقين بالسيارة المتوجهة لمنزلها وبعد فترة وجيزة سألها
_ما رأيك بالسيد مرجان؟... أتظنين بأنه كان صادقاً معنا؟
_لا أظن ذلك فقد تغيرت لهجته وبدا متوترا عندما سألته عن والدي... أظن انه يعرفه ولربما كان قد قتل والدي بعد رؤيته يقابل السيدة مياده فاكتشفت الأمر لذلك تخلص منها... استأجر ذلك الشاب ثم سافر ليبعد نفسه عن الشبهه
_ولكنه بدا متوازناً عندما سالتيه عن ذلك الشاب
_ذلك لأنه كان يتوقع هذا السؤال لكن سؤالي عن معرفته بوالدي لم يكن بالحسبان لذلك فوجئ به
_هذه كلها مجرد احتمالات فنحن حتى الآن لم نتأكد أن كانت سناء صادقة بشأن لقاء سعيد بمياده ذلك اليوم
_ولكنني اصدق كلامها.... كما وانني أظن أن مرجان كان وراء اختفاء خلود لقد ابعدها كي لا تفسد خطته
_انا شخصيا لا أصدق سناء ولا أثق بها... ان كانت هناك فعلا علاقة بين سعيد والسيدة مياده فهل تظنين أن خلود هي ابنته؟.... ربما يكون زوج مياده السابق ولكنه تركها بعد فقدانه لذاكرته وعندما استعاد ذاكرته طلب مقابلتها للنقاش فيما يخص ابنتهما ولكنها ابت التخلي عن ابنتها فقتلته بعد أن هددها
ولكنها تضاهرت عدم معرفتها بوفاته لتبعد نفسها عن الشبهه
_تحليل منطقي ولكنه خاطئ
_انا افكر بكل الاحتمالات مع أنني لا أصدق قصة علاقة سعيد بمياده... اراك واثقة من عدم صحة هذا الاحتمال؟
_دعنا نغير وجهتنا إلى منزل السيد جابر
_لماذا؟
_ستعرف ما أفكر به عندما نصل إلى هناك
_هناك أمر يحيرني.... عن ماذا كنت تبحثين في منزل السيد مرجان؟
_عن الخنجر الالماسي
_تظنين انه كان بحوزة السيدة مياده؟
_من غير المعقول أن يكون بحوزة ابي لأنه لابد وأن اصدقائه اخبروه بقصة الخنجر فبحث عنه طوال هذه الفترة ولو كان بحوزته لوجده حتى لو كان قد فقد ذاكرته كان سيجده ولو بالصدفة أو بكثرة البحث لذلك لا بد أن يكون لدى شخص يثق ابي به كثيرا. يبدو أن الأصدقاء الذين قاموا بالعملية استطاعوا سرقة الخنجر ثم شعروا بالخوف وتشاجروا حول الشخص الذي سيحمل عبئ تخبئته فلو قام الأمن بمداهمات تفتيش عشوائية ووجدوا الخنجر لدى أحدهم لذهب في خبر كان فاقتنع والدي بتحمل هذا العبئ على أن لا يخبر أحد بمكانه ثم فقد ذاكرته بعد ذلك وكانت السيدة مياده بئر أسراره آنذاك
_ان كان ما تقولينه صحيح فلماذا لم تبح بالمكان طوال هذه الفترة؟
_لانها لا تزال وفيه ولو لم تكن كذلك لما تأثرت كثيرا بموته... أعتقد أنها كانت تنتضر عودة ذاكرته لتسلمه هذه الأمانة التي احتفضت بها طوال هذه السنين... ولكن أين يمكن أن تكون قد خبئته؟
_اذا كانت توقعاتك صحيحة وكان لمرجان علاقة فيما حدث في الماضي فهذا يعني أنها لم تخبأه في منزله... ربما كان مخبأ في مكان ما من منزل والدها
_هذا لم يخطر ببالي... إذا فلنعد للسيد مرجان لأخذ العنوان والانطلاق إلى هناك
_ولكنك كنت ترغبين بزيارة السيد جابر
_يمكننا تأجيل زيارته دعنا نبحث عن الخنجر أولاً
_وهل تفكرين بتسليمه لهم؟
_لا... هذا إرث والدي شاهين فإذا كان لا يزال على قيد الحياة فلن اسلمه إلا له... أما إذا كان متوفي فساحتفظ به كما احتفظ به اجدادي ولن نفرط فيه انا وشقيقتي
_أليس لديك فكرة عن من تكون شقيقتك؟
_ليتني امتلك اجابه على هذا السؤال... آه هناك الكثير من الأشياء التي علي إيجادها أولاً التأكد من صحة خبر وفاة والدي فإن كان حيا يجب أن اجده وثانياً شقيقتي التي لا اعرف عنها شيئا وكذلك.... قاتل السيد سعيد والخنجر وخلود التي اختفت
رن هاتفها فأجابت
_نعم مرحبا... هذا ما توصلتم إليه؟... حسناً شكراً لك
أغلقت الخط واتصلت مباشرة.
كانت مها آنذاك بصحبة خطيبها نعيم يتناقشان بخصوص حفل زفافهما الذي سيقيمانه في العطلة الصيفية فقطع حديثهما صوت رنين الهاتف. اجابت مها
_مرحبا من المتحدث؟... آه أهلا شذى... مطابقة؟!! كما توقعت... سأشرح لك فيما بعد... حسناً نلتقي غداً ما دمتي لست في الجامعة... إلى اللقاء
أغلقت الخط فسأل نعيم
_ماذا هناك؟
_لا شيء
اضافت في سرها
_لقد توقعت أن يكون للدواء الذي اقترحته علاقة بالأمر..
علي الذهاب الآن اراك فيما بعد... إلى اللقاء
أما شذى فقد أغلقت الخط واخبرت السيد طارق
_هذه مها التي حدثتك عنها... لقد كان توقعها صحيح فالدواء الذي اعطتني اياه ذو تركيب شبيه بالسم الذي تناوله والدي
_من أين جاءت به؟
_لم تخبرني ولكننا سنلتقي غداً لافهم كل شيء
كان طارق يراقب شيء ما من خلال المرآة الأمامية للسيارة
_شذى... انضري لتلك السياره السوداء... يبدو أنها تلاحقنا منذ فترة فقد حاولت تغيير المسار عدة مرات لاجدها خلفنا
_لم انتبه لوجودها فقد كنت مشغوله بالحديث
القت نضره من النافذة فانتابها خوف شديد
_انه هو... إنه ذلك الشاب نفسه الذي هاجمني... نعم هو أنه يلاحقنا
_لا تخافي... اهدئي فلن يستطيع ايذاؤك ما دمتي معي... انتبهي سأزيد سرعة السيارة وأحاول تضليله
_لا اريدك أن تصاب بأذى بسببي
_ماالذي تقولينه؟.انا الآن مسؤؤل عنك ومن واجبي حمايتك
زادت سرعة السيارة وخلفها تلك السوداء تسابقان الريح من شارع لآخر وبعد فترة رن هاتف شذى
_انه رقم مجهول... نعم من المتحدث؟
_انا اتصل بك من السياره التي تلاحقكم... اسمعيني جيدا ان بحوزتي مسدس ويإمكاني إطلاق النار على عجلات السيارة ولكنني أخشى انقلابها لأنني لا اريد ايذاؤك... كل ما أريده هو الخنجر وأريد مساعدتك على ايجاده
_ أنني ابذل جهدي لإيجاده ولكنني لم اتوصل لمكانه حتى الآن
_سأتصل بك في وقت لاحق لتحديد موعد التسليم لاتركك انت ووالدتك
_والدتي لا دخل لها
_اذا استعجلي بإيجاده لاتركها دون اذى... اعطي الهاتف لمن يجاورك فأنا أريد التحدث معه
تفضل.. يريد محادثتك
_نعم
_اسمع... إذا كنت تهتم بسلامة الفتاة فاوقف سيارتك وسلم نفسك حالاً فهذا أفضل من إطلاق النار لأنها قد تصاب بأذى
نفذ طارق الأمر على الفور دون نقاش ثم سأل شذى
_هل تجيدين قيادة السيارة؟
_لا
_اذا سننزل معا من السياره وحال نزولنا سأدخل في مشادة مع ذلك الشاب وانت كلما عليك هو الهرب
_ماالذي تقوله؟.. لا يمكنني تركك
_نفذي ولا داعي للعناد
_توقفت السياره السوداء خلفهم ونزل طارق على الفور فنادت شذى
_سيد طارق... ماالذي تفعله؟
~~~~~~~~~~~~~~~
أسرع نعيم باتجاه مي سائلاً
_ماالذي حدث؟... اخبريني هل وصلتكم أخبار جديدة؟
_للأسف لا... لقد اختفت مها كما لو كانت فص ملح وقد ذاب
_هل بلغتم الشرطة
_لقد ذهب والدي لابلاغهم وامي المسكينة تكاد تموت من القهر
_اين يمكن أن تكون قد ذهبت؟... انا واثق من أنها قد أصابها مكروه فقد كانت بصحبتي بالأمس فإتصلت بها فتاة اسمها شذى لا اعرف عن ماذا تحدثتا ولكن مها بدت مضطربة بعد المكالمة ثم ودعتني وذهبت وبعد ساعة اتصلت بها فلم تجب
_ انا اعرف شذى.. إنها طالبة في كلية القانون يمكننا الذهاب لسؤالها
اسرعا إلى هناك حيث قابلا شذى فسلمت مي عليها ثم قدمت لها نعيم وسألتها
_أعتقد أنك اتصلتي بشقيقتي مها بالأمس أليس كذلك؟
_نعم لماذا تسألين؟
_هل استطيع معرفة ما دار بينكما من حوار؟
_كانت مها قد اعطتني دواء من فترة وطلبت الي تحليله في المخبر الجنائي والتأكد أن كان نفس تركيب السم الذي تناوله والدي وقد رفضت اخباري بما يدور برأسها حتى تتأكد لذلك اتصلت بها بالأمس لابلاغها أن توقعها في محله وقد اتفقنا على أن نلتقي اليوم لتشرح التفاصيل
قال نعيم بانفعال
_ولكن مها اختفت.... اختفت بعد الاتصال مباشرة
_اختفت؟؟!!!.... يا الهي ما الأمر... أولاً خلود ثم مها... وبعدها السيد طارق الذي اختفى بالأمس بعد مواجهة ذلك الشاب
أنت تقرأ
الحلم الميت عنوان اليأس
De Todoتصنيف الرواية رومانسية بوليسية تشويق غموض إثارة القصة عبارة عن ثلاث فصول حيث يتحدث الفصل الأول عن فتاة جامعية تحب كتابة القصص وتحلم بتحقيق الشهره في هذا المجال و التميز في الدراسة فتواجه بعض المغامرات اما في الفصل الثاني فإن سير الأحداث سيتغير 180...