رمت شذى بنفسها على السرير وهي تفكر
_ترى من يكون قاتل والدي؟ السيدة سناء تبدو لطيفة... وجابر رجل متعجرف... أما السيد راشد فلا يوجد أي خلاف بينه وبين والدي ولا تربطه به اية علاقة سوى المصالح المتبادلة بين الشركتين...
لقد تناول والدي سم غريب التركيب وبطيء التأثير بحيث لا يمكن تحديد الزمن الفاصل بين تناوله وموت الشخص لهذا يجب معرفة تركيبه وإجراء بعض التجارب لمعرفة الوقت الذي تناوله به والدي وبهذا يمكن تحديد الشخص الذي كان برفقته ذلك الوقت..
الأمر صعب جداً فليس لدينا عينه لفحصها وتفاعل السم داخل جسمه زاد من صعوبة الوصول إلى مركباته... لا أعرف ماذا أفعل فالقضية مكتنفه بالغموض ولكن... يجب معرفة قاتل والدي ولن استسلم بهذه السهولة... سأذهب غداً للبحث ثانية في غرفة مكتبه علي أجد شيئاً لم انتبه له اليوم.
حل الصباح فتناولت شذى فطورها بسرعة وذهبت إلى الشركة سلمت على السيده سناء
_مرحبا كيف حالك؟
_أهلاً تفضلي
_هل يمكنني سؤالك... سمعت ان والدك كان عامل تنظيف هنا...
_كيف عرفتي ذلك؟
_لقد أخبرني السيد جابر... هل تكرهين والدي بسبب ما فعله؟
_هه... السيد جابر يريد إخراج نفسه من دائرة الاتهام... انا لا أنكر أنني كرهته في ذلك الوقت ولكنني لم اقتله... فأنا لست قاسية لهذه الدرجة كي أحرم عائلة من شخص تحبه
_الحقيقة انا أشعر بالراحة عند الحديث معك ولا أعتقد أنك الفاعلة... أما السيد جابر فيبدو انه يخفي شيئاً
_اشكر لك هذه المشاعر... انا ايضا أشعر بالنفور من ذلك الرجل وأعتقد أنه وراء ما حدث
_اذا انت تظنينه الفاعل
_تذكرت شيئاً نسيت اخبارك به... لقد حدث في ذلك اليوم أن السيد سعيد خرج من الشركه في وقت لم يكن ضمن مواعيده.. لقد خرج برفقة امرأة
_امرأة!!؟؟؟؟
_نعم... لقد أخبرني أن عمل مفاجيء وضروري دفعه للخروج وأخبرني أن اتصل به قبل ربع ساعة من موعد الاجتماع. عندما خرج نضرت من الشرفه دون قصد التجسس ورأيته يهم بصعود سياره تقودها امرأة
_الم تعرفي من تكون هذه المرأة... الم تريها من قبل؟
_لا أعلم شيئاً عنها... بالرغم من أنني لم ارها جيدا ولكنني أعتقد أنني استطيع التعرف عليها إن رأيتها مره اخرى
_هل استطيع البحث في غرفة والدي مره اخرى؟
_لابأس بذلك
دخلت الفتاة وخلفها السيده سناء بحثت في كل مكان عن أي شيء فسألتها سناء
_اخبريني ماالذي تبحثين عنه؟ فلربما استطيع المساعدة
_لا أعلم... اي شيء... هل كان لدى والدي مكان يحتفظ فيه بأمور خاصة؟
_لا أعتقد فكل الأوراق والملفات تخص العمل
_كثيرا ما كنت أرى والدي يدون مذكراته في مفكرة ولا يحب أن يطلع عليها احد... لقد بحثت عنها بين حاجياته في المنزل ولم أجدها
_لا اعرف شيئاً عنها... هل اساعدك في البحث؟
_نعم لو سمحتي
بحثتا معا حتى شعرتا بالملل دون جدوى فجلستا ومرت لحظات صمت قطعها دخول السيد جابر ألقى التحية ثم أضاف
_لقد وصل قرار تعييني في منصب المدير العام... لذلك ارجو منك انسه شذى عدم الإزعاج بعد الآن فنحن نريد العمل بهدوء... تكفي الضجة التي أثارها رجال الأمن منذ وفاة السيد سعيد حتى الآن... ليس في الشركة ما يمكنه ايصالك إلى الحقيقة فالجميع يعلم انك تحايلتي لتبرئة والدتك... ولكنني استغرب منك هذا التصرف فلو أنها حوكمت لارتاح ضميرك من العذاب ومن البحث والتفكير... اعقلي يا فتاة ودعيها تنال عقابها الذي تستحقه
_الصمت أبلغ من الكلام مع أمثالك
غادرت شذى الغرفة فلحقت بها سناء
_شذى... لا تزعجي نفسك فهو شخص متعجرف ولا يعرف اللباقة
_لست غاضبة وساعمل جاهدة لكشف الحقيقة
_حسناً اعطيني رقم هاتفك لاخبارك أن وجدت شيء يمكنه مساعدتك
_شكراً لك ولكن... لماذا تريدين مساعدتي وانت تكرهين والدي؟
_لأنني احببتك فليس لك ذنب بما فعله والدك ثم أنني اريد ان ينتهي الموضوع بسرعة فلا أحتمل فكرة أنني مشتبه بها في هذه الجريمة وأريد أن تضهر الحقيقة في أقرب وقت
حسناً انا اقدر موقفك... أريد منك خدمة لو سمحتي انا بحاجة لعنوان منزل السيد جابر
~~~~~~~~~~~~~~~~
اجتمع الطلبة والطالبات لتعزية شذى على وفاة والدها وتهنئتها على تبرئة والدتها واعربو عن رغبتهم في الوقوف إلى جانبها ومساعدتها على تعويض ما فاتها من محاضرات أثناء تغيبها عن الجامعة.
كانت خلود هي الصديقة الأقرب لشذى وهي فتاة فائقة الجمال لها عينان زرقاوان واسعتين طويلة الاهداب وشعر طويل أسود بسواد الليل وبشره ناصعة البياض كالثلج وتعلو وجنتيها الحمره التي تضفي لوجهها جمالاً اخاذا ولكن شحوب وجهها كان يوحي بحزن دفين في أعماقها.
سألت شذى
_هل من خطب؟ انت تشردين كثيرا اليوم
_لا شيء... لا اريد زيادة شجونك فضروفك تكفي
_ماالذي تقولينه يا خلود؟ إن ما يهمك يهمني... اخبريني ماذا هناك هل هو زوج والدتك من جديد؟
_لقد تشاجرنا بالأمس فهو يريد اجباري على ترك الدراسة وانا هنا اليوم دون علمه بالرغم من أنني أعلم أنه سيعاقبني عند عودتي ولا اعلم ماذا سيكون عقابي هذه المرة
_وماذا فعلت والدتك؟
_والدتي كالعادة... انت تعلمين انها توافقه على جميع قراراته فهي لم تقف إلى جانبي ولو لمرة واحدة
_لماذا لا تحاولين اقناعها؟
_لا استطيع فهي توبخني دائما عندما أقف في وجه عمي فهي مسحوره به وتنفذ كل طلباته
_لا أعلم ماذا اقول... ما رأيك بأن أذهب للتحدث معها عل ذلك يجعلها تقف إلى جانبك؟
_وماذا ستقولين لها؟
_دعي الأمر لي ساكلمها حالياً بموضوع ترك الدراسة فلم يبق أمامنا الكثير لنتخرج ومن الجنون أن يترك المرء دراسته بعد أن قطع هذا الشوط الكبير منها
_اعلم ذلك ولكن عمي يقف في طريقي دائما ولا يريد رؤية البسمه على وجهي... هدفه في الحياة هو ازعاجي ورؤية الدموع في عيني
_أتمنى أن أوفق في جعل والدتك تتدخل.
بعد انتهاء الدوام توجهت شذى إلى محل زهور السيدة مياده مباشرة.
كانت سيده أنيقة فاتنه ترتدي افخم الملابس ولها وجه ضاحك مشرق خلافاً عن ابنتها خلود الشاحبه الحزينه وتلون وجهها بمساحيق التجميل بألوان متناسقة اخاذه.
لها عينان شبيهتان بعيني ابنتها وشعر طويل أسود اللون مصبوغ بخصل شقراء اللون تزيدها جمالاً.
بالرغم من أن عمرها تجاوز الأربعين إلا أنها تبدو في نهاية العشرينيات وكأنها اخت خلود وليست والدتها.
استقبلت شذى بابتسامة مشرقة
_مرحبا بك... هل من خدمة؟
_انا لست زبونه فقد أتيت للحديث بموضوع خاص
_أهلاً تفضلي بالجلوس... ماذا تحبين أن تشربي؟
_شكراً لا اريد شيئاً... انا شذى صديقة خلود
_أهلا بك يا عزيزتي... كيف استطيع المساعدة؟
_انا هنا من اجل خلود... لقد أخبرتني بأن عمها يريد اجبارها على ترك الدراسة فتعجبت من عدم تدخلك
_لقد بعثت بك للحديث معي؟
_لا فهي لا تعلم أنني هنا في هذه اللحظة... أرجوك اجيبيني لماذا لاتقفين إلى جانبها؟ لماذا لا تفكرين بمستقبل ابنتك الوحيدة؟
_الأمر لا يعنيني
_كيف لا يعنيك؟
_ان مرجان يحب خلود كإبنته وهو أعلم بمصلحتها
_اية مصلحة....هذا جنون ما المصلحة التي ستجنيها خلود من ترك الدراسة؟
_لا أعتقد أنه جاد بكلامه فهو يريد معاقبتها فقط... إنه أعلم كيف يمكنه تقويم الفتاة على عنادها وتصرفاتها ولو انها تعاملت معه بلطف واحترام لما جنت على نفسها
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وصل السيد طارق بصحبة شذى لمنزل السيد جابر فوجدا صبي في العاشرة من عمره يخرج من بيت جاره نادا عليه
_عفوا أيها الصبي
_مرحبا سيدي
_مرحبا... هل تعرف السيد جابر؟
_نعم... هذا منزله
_ماذا تعرف عن هذا الرجل؟
_ولماذا تسأل؟
_انا من المباحث وأريد الحصول على بعض المعلومات
_ماالذي فعله السيد جابر؟... هل سيتم اعتقاله؟
_لا هنالك شكوك تدور حوله فقط
_ليتكم تعتقلوه انه رجل بغيض
سألت شذى
_ولماذا تقول هذا الكلام؟
_انا اكرهه واخشاه
_ولماذا تخشاه؟
_مجرد النضر في وجهه يثير الرعده في جسدي
_الا يوجد سبب لهذا؟
_أخبرتني والدتي انه كان متزوج من امرأة جميلة ولطيفه وقد كان يحبها كثيرا وذات يوم اصابته حاله جنونية حتى أنه كاد يقتلها... لقد خرجت المرأة مذعوره حاملة طفلتها الصغيرة فاره منه وهو يحمل سكينا ويلحق بها فلجأت إلى أمي التي احتضنتها وخبأتها في منزلنا.
وقد وقف والدي في وجه السيد جابر ولم يتركه يؤذي المرأة فرفعت قضية طلاق وانتهت بسرعة ولم يعرف أحد سبب غضبه في ذلك اليوم وجنونه المفاجئ.
تقول امي أن السيد جابر لم يرفض الطلاق بل وافق على الفور ولم يطالب بإبنته التي كانت لا تزال في الأشهر الأولى من عمرها... بعدها غادرت الزوجه ولا احد يعرف عنها شيئا.
قال طارق متسائلاً
_الم يتزوج بعدها من امرأة أخرى؟
_لا.... يقولون إنه بعد ذلك الحادث مر بنوبة كئابه ولذلك تغيرت طباعه ومنذ ذلك الوقت وهو على عجرفنه
_سألت شذى
_هل هذا يعني أنه كان شخصاً لطيفا قبل ذلك؟
_هذا ما يقولونه
_لا استطيع تخيل اللطف في هذا الرجل
_وانا ايضا لم أستطع تصديق ذلك
_وماذا كان اسم زوجته أو ابنته؟
_لا أعلم
تدخل طارق
_وهل يعيش السيد جابر وحيداً منذ ذلك الوقت؟
_نعم... سمعت ان عائلته تعيش خارج البلاد وكان السيد جابر قد اشترى هذا البيت ليتزوج ويستقر فيه وبعد طلاقه رفض السفر وآثر البقاء في هذا المنزل
_هل لديه اصدقاء يترددون عليه في هذا المنزل؟
_لا فهو رجل منطوي على نفسه ويبقى دائما وحيد... انا شخصيا لا أعتقد أن لديه اصدقاء فمن يصادق شخص مثله؟
_حسناً شكراً لك
_لا داعي للشكر سيدي فمن واجبي الوقوف مع المباحث ومساندتهم من أجل سلامة بلدي
أنت تقرأ
الحلم الميت عنوان اليأس
De Todoتصنيف الرواية رومانسية بوليسية تشويق غموض إثارة القصة عبارة عن ثلاث فصول حيث يتحدث الفصل الأول عن فتاة جامعية تحب كتابة القصص وتحلم بتحقيق الشهره في هذا المجال و التميز في الدراسة فتواجه بعض المغامرات اما في الفصل الثاني فإن سير الأحداث سيتغير 180...