الفصل الثاني 5

162 9 1
                                    

ما أن أشرقت الشمس حتى اسرعت شذى للاتصال بالسيد طارق وطلبت مقابلته قبل موعد المحاضرات. اسرعت بتغيير ملابسها وهمت بالخروج فاستوقفتها السيدة آمال
_إلى أين يا ابنتي... الن تتناولي فطورك؟
_لدي موعد مع السيد طارق فهناك موضوع مهم يجب مناقشته به
_وما هذا الموضوع؟.. شذى انا والدتك ومن حقي معرفة خطواتك للاطمئنان عليك
_ساخبرك بكل شيء ولكن ليس الآن.... إلى اللقاء
ذهبت شذى مسرعه فقد كان طارق ينتظرها بسيارته قرب باب المنزل. جلسا في أحد المقاهي واخبرته بكل ما حدث بالأمس
_يبدو أن أحد أصدقاء والدك القدامى قد علم بانك عرفتي الحقيقة
_وهذا يعني انه قد يكون السيد جابر أو الدكتور صادق فهذان الرجلان هما اللذان علما بما توصلت إليه... هل أخطأت عندما اخبرتهما باستنتاجاتي؟
_لا لم تخطئي... بل اصبتي فلو كنتي قد تكتمتي على كشف ما توصلتي إليه لما تحرك الفاعل مما سيزيد من صعوبة مهمتنا
_ولكن كيف سنعرف من منهما الفاعل؟
_لا تحصري الدائرة بينهما فلربما كان للسيدة سناء يد في ذلك فلا تنسي أنها هي التي اعطتك المفكرة... ربما تهدف للحصول على هذه القطعة الأثرية التي ستدر عليها أرباح طائلة أن قامت ببيعها فقامت باستئجار شخص يقوم بهذه المهمة
_لم أفكر في ذلك ... هل هذا يعني أن ذلك الخنجر كان بحوزة والدي؟
_يبدو ذلك... ولكنني استغرب منهم عدم مفاتحته بهذا الموضوع من قبل.... لماذا لم يطلبوا الخنجر منه مباشرة أو أنهم قاموا بحل النزاع منذ سنوات ببيعه وتقسيم المال فيما بينهم
_يبدو أن والدي وضع ذلك الخنجر في مكان سري لا يعلمه احد... أظن أنهم في ذلك الوقت كانوا خائفين ويريدون التخلص منه... ثم فقد والدي ذاكرته قبل أخبارهم بمكانه ولم يعد أحد يعلم أين ذلك الخنجر حتى والدي نفسه وبعد تسعة عشر عاماً استعاد ذاكرته ولكنه قتل قبل البوح بالمكان لأحد
_تحليل منطقي... هل ستبحثين عن ذلك الخنجر؟
_لا أعلم... أعترف بأنهم تمكنوا من زرع الرعب في قلبي حتى أنني لم أستطع النوم ليلة امس كما أنني رأيت ذلك الشخص في المنام كان يهددني بالقتل ولكن ليس قبل تسليمه الخنجر
_لا تخافي يا ابنتي فأنا لن اسمح لأحد بايذائك... منذ هذه اللحظة يجب أن تكوني اكثر حذراً فلا تنسي أن أصدقاء السيد سعيد في الصورة خمسة وهذا يعني أن الشخص الذي علم بمعرفتك الحقيقة سواء كان جابر أو صادق أو حتى السيدة سناء أن كان لها دور في ذلك قد يكون أبلغ البقية بالأمر وهذا يدل على أن الشخص الذي قام بتهديدك قد يعرفك وانت لا تعرفينه
_هذا صحيح... بدأت أشعر بالخوف
_لا تقلقي ولكن كوني على حذر
_حسناً... سوف اتاخر عن موعد المحاضرة يجب أن أذهب
_حسناً أراك فيما بعد.. إلى اللقاء
_إلى اللقاء
~~~~~~~~~~~~
فكرت شذى بالاستئذان من الأستاذ بتأجيل الامتحان فهي لم تستطع الدراسة بسبب الضروف التي تمر بها. اتجهت لغرفته وقبل أن تطرق الباب سمعت بالداخل صوت فتاة تقول
_لقد كان شاباً أسمر البشره طويل ويرتدي نضارة سوداء... كان هناك أثر لجرح قديم اسفل عينه اليمنى.... لقد رأيته بالمنام يهددني ويقول ساقتلك قبل أن تفضحي سري فأنت الوحيدة التي تعلم بذلك
طرقت شذى الباب ودخلت بعد أن سمح لها بالدخول. كانت هناك فتاتين تجلسان قرب مكتب الأستاذ نبيل. بدأت كلامها
_مرحبا أستاذ... لقد أتيت من أجل الامتحان... ان الضروف التي أمر بها أثرت كثيرا على دراستي.... أرجو أن توافق على تأجيله لي
_انا أتفهم موقفك ويمكنك العودة في وقت لاحق لتحديد موعد يناسبك
_شكراً لك أستاذ
_هذا واجبي.... أريد أن أسألك... أتعلمين سبب تغيب خلود المفاجئ؟
_أعتقد أنها تركت الدراسة ولكنني لا أعلم سبب انقطاعها عن مواصلتي حتى أن هاتفها مغلق منذ أيام ولم تسنح لي الفرصة لزيارتها فمشاغلي كثيرة هذه الأيام
_أتمنى لك الموفقيه في قضيتك
_شكراً لك... أرجو المعذرة ولكن.... هل استطيع التحدث معكن يا بنات؟
_هل تعرفيهما؟
_لا ولكنني سمعت شيئاً دون قصد... كنت أرغب بطرق الباب فسمعت أن شاب له علامة تحت عينه اليمنى هاجم إحداهما وهذا الأمر لفت انتباهي لأن شاب بنفس المواصفات هاجمني بالأمس ثم رأيته بالمنام يهددني
_تفضلي بالجلوس... اعرفك على خطيبتي رونق... وهذه مي صديقتها المقربه... جاءت مي لتعرض علي مشكلتها طالبة مساعدتي... هذه شذى إحدى طالباتي المجدات.... شذى تعرضت لضروف صعبة فقد قتل والدها واتهمت والدتها بقتله فاستطاعت بجدارة إثبات نفسها حيث قامت بإخراج والدتها من دائرة الاتهام والآن هي تبحث عن قاتل والدها
صافحت رونق الفتاة بابتسامة
_لقد قرأنا ذلك في مجلة الجامعة... تشرفت بمعرفتك
_وانا سعدت بلقائك
ثم صافحت مي
_وانت أيضاً تشرفت بمعرفتك
_ولي الشرف بذلك فقد اعجبت بشخصيتك وقصة نجاحك في تبرئة والدتك انك مثابره
_اشكرك... أرجوك اخبريني ماذا تعرفين عن ذلك الشاب الغامض؟
_انا لا اعرفه فقد التقيته مصادفة... القصة وما فيها أنني كاتبة قصص هاوية وحلمي أن أكون مشهورة في هذا المجال ولذلك شاركت في مسابقة القصه السنوية عدة مرات وفوجئت بأن قصصي لم تدخل المنافسة ولكنني فيما بعد علمت السبب... ذلك لأنني أهوى كتابة القصص البوليسية ونشر مثل هذا النوع من القصص يشجع القارئ على دخول سلك الإجرام فالقراء عادةً عندما يتعلقون بشخصية معينه يقومون بتقليدها... ان هذه القصص تعطي القراء الطرق والوسائل التي يصعب على رجال الأمن كشفها وللأسف هذا ما حدث بالفعل.... عندما كتبت قصة جديدة كنت قد قررت المشاركة بها هذه السنة ضاعت مني وفي اليوم التالي اعادها الي ذلك الشاب ذو العلامه تحت عينه اليمنى... بعد عدة ايام قرأت في احدى الجرائد عن جريمة ارتكبت بنفس الطريقة التي استخدمها بطل قصتي... بعد قراءة الخبر تذكرت من فوري الجملة التي قالها لي ذلك الشاب... لقد قال إن الطريقة التي استخدمها القاتل اعجبته وان نهاية القصة اذهلته وذلك بسبب عجز المحقق عن كشف الحقيقة وبقي القاتل حر طليق... لقد شعرت بالذنب واحسست أنني ساعدت القاتل على ارتكاب جريمته البشعة ومنذ ذلك الوقت بدأ هذا الشاب يلاحقني ولكن في المنام وليس على أرض الواقع
_ومن هذه الضحيه التي قرأتي عنها في الجريدة؟ اخبريني فقد يكون والدي
_لا فقد كانت امرأة... انضري لهذا الخبر فقد جئت معي بالجريدة
شهقت شذى حال وقوع بصرها على العنوان 
_مقتل السيدة مياده صاحبة محل (الزهور الطيبة)... إنها... إنها والدة خلود
تعجب نبيل
_والدة خلود!!؟؟؟
_نعم فهذه صورتها... ما علاقة ذلك الشاب بالسيدة مياده ولماذا قام بقتلها؟
رن هاتف شذى فاستاذنت الأستاذ ثم اجابت
_مرحبا سيده سناء... هل من خطب؟
_هل قرأتي جريدة (الأخبار العاجلة) لهذا اليوم؟
_الجريدة بحوزتي الآن ماذا هناك؟
_ابحثي عن خبر مقتل السيدة مياده
_نعم كنت أقرأ الخبر منذ قليل ما المشكلة أتعرفينها؟
_وكيف لا أعرفها.. إنها نفس السيدة التي قابلت السيد سعيد يوم وفاته
_أيعقل ذلك... السيدة مياده؟
_نعم انها هي ... عندما قرأت الخبر اسرعت بالاتصال واخبارك
_انها والدة صديقتي... لم أكن أتوقع أنها نفس المرأة التي كنت اتمنى اللقاء بها... انا لا اكاد اصدق... يجب أن أذهب لموقع الجريمة حالاً... إلى اللقاء
_إلى اللقاء وكوني على حذر
أغلقت الهاتف ثم استاذنت
_علي الذهاب الآن... أعلم ان رجال الأمن سبقوني وانهوا كل شيء ولكن يجب أن أذهب لمواساة خلود والحصول على بعض المعلومات في الوقت ذاته... عن اذنكم
خرجت شذى من جناح الأساتذة فاستقبلتها إحدى الطالبات قائله
_هناك فتاة ترغب بمقابلتك... إنها هناك... ها هي
_مرحبا... سمعت انك تودين مقابلتي
_نعم... انا مها... طالبة في المرحلة الثانية  من كلية الطب
_أهلاً بك
_الحقيقة... لقد جئت لطرح بعض الأسئلة... هل كان والدك يعاني من ضعف في القلب؟
_نعم... لماذا تسألين؟
_ولديه مرض السكري؟
_ نعم كيف عرفتي ذلك؟
_خذي هذا الدواء للمخبر الجنائي الذي قام بتحليل السم الذي تناوله والدك واخبريني أن كان نفس التركيب فأكون قد عرفت الفاعل وان لم يكن كذلك فأكون مخطئه بظني... هذا رقم هاتفي اتصلي بي واخبريني بالنتيجة
_ماالذي يدور برأسك؟ اخبريني أرجوك
_لا استطيع الكلام حتى تعطيني نتيجة التحليل
وصلت مي ورونق فسألت الأخيرة
_اوه... اتعرفان بعضكما؟
اجابت شذى
_لا... هذه المرة الأولى التي نلتقي فيها
_ان مها شقيقة مي
_يالها من صدفه.. أهلا بكم جميعا والان اخبريني يا مها أرجوك
_لا تستعجلي الأمر... إلى اللقاء
ثم غادرت تاركة شذى حائرة ومتوتره وخائفه ومتلهفه لمعرفة ما يدور برأسها. كل هذه المشاعر تولدت في آن واحد

الحلم الميت عنوان اليأسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن