إلى امرأة تنتظر

66 6 0
                                    

‫ «كل يوم وأنا أنتظرك»

‫ هكذا هي آخر رسالة قمتِ بإرسالها

‫ -لشخص لم يعد يقرأ لكِ-

‫ منذُ آخر أمل كان ينام في قلبكِ

‫ وأنتِ على يقين أن الأشياء التي نحبها دائمًا

تُسرق من بين أيدينا..

‫ لا يهم اليوم عن تنبيهات الصديقات الحميمات

‫ اللواتي يخبرنكِ عن صعوبة عودته،

‫ وأنّكِ لا تزالين تُعلقين قلبكِ على الشماعة

‫ دون أن يَمر عابر حب ويقطفه لترتاحي!

وحين يقدم لكِ أحدهم محاضرة عن السعادة

‫ -وأنتِ في أوجِ الحزن-

‫ اصفعيه بوردةِ..

‫ حتى يحترم التوافق النفسي الذي يدور بينكما!

‫ لا أحد يعلم أو يشعر

بكل الجراحات الصغيرة التي تتلف جسدكِ

‫ وهنا الحديث لا عن جروحنا الموضعية..

‫ بل الداخلية التي لا تُشفى بالمضادات الحيوية

‫ بل بالكلمات.. الكلمات التي لا نحب أن نسمعها

‫ إلا من قلب يعني لنا الحب!

ولأن الحنين يشي بكِ،

ولا تجدين من يمسح دمعتكِ لذا يجب ألا تنتظري!

‫ وحدها الرسائل التي تصلكِ من الله

‫ يجب عليكِ الإيمان بها..

‫ وحده الرب لا يضللنا..

‫ بل يوجهنا إلى الخلاص من كل أحزاننا الخفية..

الخفية تحت الجلد والقلب والشعور..

‫ الشعور الذي لن يشعر به

‫ حتى أولئك الذين نحبهم بكل ما أوتينا من مشاعر

‫ وحدكِ من يشعر بكِ..

‫ ووحدكِ من يطبطب على صدركِ المتهالك

‫ من حب لن يحيا، بل يموت!

وما أكثر شعورنا بالموت

‫ دون أن نجد لنا صديقاً يعدّ لنا القبر

‫ ليدفن به كل أحزاننا والشعور الذي يؤلمنا..

‫ لا.. لستِ بحاجةٍ إلى أن تمتهني الانتظار..

‫ فالانتظار صديق أولئك الذين لا أصدقاء لهم،

أولئك الذين انتصروا على الجماعة

‫ وعاشوا منفردين بذواتهم التي لن تُحطمهم

‫ أما أنتِ.. ما أكثر الأصدقاء الذين يحبونكِ

‫ فلا تنتظري من لا ينتظركِ..

انصرفي للحياة والمواعيد التي لا تقوم على العهود..

‫ بل الوهم، ولا تؤمني بها

‫ فأكذب الناس من يقطع لكِ حنيناً أنه سيعود

‫ وينسى أن يقطع لكِ وعداً بأنه لن يترككِ!

أخاف عليكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن