بَعد أن أعَاَد جَدَّهُ لِمَنزِلُه هُو تَوَقَّف أمَامَ
المَبنى الذي بَات يَسكُن بِهمَخمُورٌ، ذُو بَالِ مُضطَرب، وَيائسُ أيضاً
نَفخَ خدَّاهُ مُتَنَهِّداً يَتَّخِذُ مِن الأرضِ مَقعداً لَه
وَيُخرِجُ السِيجَارَة التِي أجَّلَها لِلغَد كَونُها آخرُ مَاتبَقىيُشعِلُها مُتَذَمِّراً بِنَشوَةٍ مِن الخَمرِ
التي تُكسِبُ وَجنتَاهُ حُمرَةإستَنشَقَ تَبَغَهُا بِنَفَسِ وَاحدٍ
علَّها تُخرِجُ قِيرَاطَ غَمِّه رِفقَةِ زَفِيرِههُو خَائفٌ من مَشاعِره، كَيفَ أنَّها قَد تَختَلِف فَجأةً
وَتَتجلَى حَقِيقَتُها!كَيفَ أنَّ عُمقاً بِه أدرَكَ جَاه وَرِفعَةِ حُبِّه لِفيلكس
قَبل إستيعَابِه لِذَلِك حَتى!كَان تَائهاً قَبلَ أقوَالِ جَدِّه إلَى أن أُتِيحَت لَهُ فُرصَةُ
رَدِّ جَوَابِ اِعتِرافِ فِيلكس لَهعَزَمَ أمرَهُ مُستَقِيماً مِن بُقعَتِه مُتَّجِهاً لِمَنزِله
كَانت السَاعَةُ تُقَارِب الحَادِيَة مَساءً عِندَ وصُولِه
يَفتَحُ البَابَ بِطَبيعِيَّةٍ رُغمَ سَكَرِه المُذهِب لِلرُشد
اعتَادَ الدُّخُول وَرُؤيَةُ المَنزِل مُظلَمُ وَلكِن
مَاكَانَ مُضِيءً هُو المَطبَخيَتَوَسَّطُه جَسَدُ مَرَّ الكَثِير مُذ آخرَ مَرةٍ لَمَحه، يَبتَلِعُ لُعَاَبُه
مُبتَسِماً لِلَذِي اِلتَفَت مُلاحِظاً دُخولَهيَستَديرُ لِيُغلِقُ البَاب بِهدُوءٍ مُخفِياً تَبَسُّمَه الصَغير
حَتى اِلتَفَتَ مَرة أُخَرى نَحوَ فيلكستَصرَخ، كُلُّ تَفصِليةُ مَلمَحٍ فِي زَاهِ أَدِيمُه
تَصرَخ بِقَسَامَةٍ لِبَديعُ خَلقِههُو فِي تِلك اللحظَة أدرَك وَأيقَنَ وَأجزَم بِكَونِ مَن يَقِفُ أمَامَهُ سَيغدُو مَرغُوبَه وحَمِيمُه وَصَفِّيَهُ وَحَبِيبُه الَّذي إعتَلَقه!
رُغمَ ظُلمَةِ المَكان إلَّا مِن إضَاءَةٍ وَاحدِة فَوق فيلكس
تُظهِرُه كَالمَلَكِ الضَّائِعهيُونجين اقتَرَب، يَتَوقفُ أمَام المِنضَدة التي تَفصِلُ بَينَهُما
"آه.."
هيُونجين تَنَهَّدَ يُثيرُ استغرَاب فيلكس مِن
حَرَكَاتِه المُحَيِّرَة، يَراهُ يَقتَرِبُ بَطِيئاً نَحوَه لِيَقف أمَامه
أنت تقرأ
ضَالَةُ عَزْو;MS
Romantizmهَان جِيسونق؛ فَتَى قَروِيّ لَم يَرَى المَدِينة قَط، مَاذا يَحُدث عِندمَا يُدبِر لَهُ أَخَاه هِيُونجِين طَريقَة لِلهُرُوب لِلمَدينَة دُون لِقاء بَعضِهِم البَعض، عَبرَ أَصْدِقاءِه فَقط، هُنا حَيثُ تَبْدأ رِحلَة الإستِقرَار وَتَبعثُر الأحاسيس و مَعرفة...