#لعنة_الطاغي
(21) .. مراهقين في العشق ..
----------------------------------------
لا تصدق أنها باتت زوجته فبالأمس كان غريبًا عنها كُليًا واليوم بات زوجها، لا بل حبيبها ومُنقذها بعدما أعادها إلى والدها وأصلح ما أفسدته بتهورها السابق، وقفت شجن تتطلع إلى مينا بعيون عاشقة مُختلسة النظر إليه فاستدار إليها وابتسم وبات وكأنه يُدرك أنه يراقبها وعاد ليولي والدها اهتمامه ويُكمل حديثه معه، ليقف والدها أخيرًا ويقول:
- خد مرتك يا ولدي وأطلع فوج، البنتة جم من بكير ورتبوا المجعد وهبابة وهتلاجي العشا حداكم.
ابتسم مينا بحرج وجال بالوجوه حوله فلاحظ أحدهم يحدجه بنظرات حاقدة فعاد ببصره إلى سمعان وسأله بصوتٍ خافت:
- هو دا جرجس ابن أخوك.
زفر سمعان وأشاح بوجهه عن جرجس وأجابه بضيق:
- أيوة يا ولدي هو جرجس.
أومأ مينا وأعتدل بقامته واتجه صوبه فتعلقت الأبصار بهما وما أن وقف مينا أمامه حتى ازدردت شجن لعابها وارتعشت بخوف، فهي لم تعرف بوجود ابن عمها ألا الأن وتابعت تبادل النظرات بينهم بتوجس لتبهت ملامحها تمامًا حين مد مينا يده نحو جرجس وأردف بوجه مبتسم:
- متشرفتش بمعرفتك فالقداس وبعتذر لأني مكنتش عارف أنك ابن عم شجن، أنا سعيد جدًا أني قابلت حضرتك شجن قالت لي أنك فمقام أخوها الكبير.
ساد صمت مهيب بانتظار ردة فعل جرجس الذي تطلع ليد مينا الممدودة نحوه فزفر حانقًا فمينا باغته ووضع الكرة بملعبه وبات عليه الأن أن يستجيب لمبادرته وألا عاب عليه الجميع وعلى الرُغم من كراهيته لوجوده بمنزل عمه ألا أنه لم يستطع الهرب من مصافحته فسمعه عمه الأن على المحك خاصة والجميع يترقبون المشهد، زفرات ارتياح انطلقت من البعض ليزيد مينا الموقف حين ربت كتف جرجس وأضاف:
- أي وقت تحب تنزل فيه القاهرة أعرف أن بيت أخوك مفتوح لك وتيجي من غير أذن، أنت من اللحظة اللي اسم شجن ارتبط باسمي بقيت أخويا أنا كمان.
خفق قلبها بقوة فمينا أستطاع بكلمات قليلة الفوز بمحبة الجميع خاصة عمها الذي رفض حضور قداس زواجها في بادئ الأمر فأردك مينا أنه يتحاشى الحضور كي يتنجب غضب ابنه ولكنه تحاور معه وأخبره أن يدع أي خلاف عنه ويقف إلى جوار شقيقه ويأزره بل وعليه أبلاغ ابنه بموعد القداس ليحضر فما مضى ولى بعيدًا بزواج جرجس وبزواجه هو من شجن، وها هو مينا يحاول إعادة لم شمل العائلة مرة أخرى بحديثه إلى جرجس، انتبهت شجن لصوت إحدى الفتيات تقول بهمس إلى أخرى:
- واه عليه راجل بحج وحجيج من وجت ما رجله خطت الكفر والكِل بيسمع حديته ويوافج عليه، خابرة أبوي بيجولي أنه واصل جوي ومعارفة كتير وأن أبونا رحب بيه فالدير كيه مايكون خابر هو مين زين.
تنهدت الأخرى وأسرت بقولها:
- يابختها شجن بنت عم سمعان أتجوزت جوازة زينة وراجلها راجل مليح، بختها من السما الكِل بيعشجها.
أنت تقرأ
رواية لعنة الطاغي
Romanceغادري أفكاري، فلا مكان لكِ بين أضلعي، ولا مبيت لكِ بقلبي، اتركيني وارحلي، وخُذي معكِ كل أثر لكِ ألتصق بي، فأنا ومنذ دهرٍ مر، ما عُدت ءُأمن بالحب. لعنة الطاغي منى أحمد حافظ الموناليزا
