رواية لعنة الطاغي

(27) ..من منا؟!..

#لعنة_الطاغي
(27) ..من منا؟!..
--------------------------

جلست كيندا تحدق بوجه جوزيف بترقب تنتظر إجابته على طلبها وعلى شفتيها ارتسمت ابتسامة غريبة لم يفهمها جوزيف الذي بادلها النظرات باهتمام، وأخذ يُفكر بأسلوبها في الحديث ولهجتها الثابتة الواثقة التي تؤكد أن بإمكانها تسليمه داوود، ليقر جوزيف أن ما جمعه عنها من معلومات يدعم موقفها ويؤكد أنها على استعداد للتضحية بالنفيس للحصول على مُبتغاها، لحظات مرت بينهما في صمت ليُدرك جوزيف أنها حقًا بات معجبًا بها ليس لجمالها فقط وإنما لذكائها ودهائها ومهارتها بإصطياد فرصتها لنيل مأربها، خفق قلبه وتملكه اضطراب غريب جعله يزدرد لعابه حين تلاقت نظراتهما سويًا، ليخبره عقله بأنها أصبحت تُمثل خطرًا كبيرًا عليه فما أن تتحدث حتى تحتل عقله وافكاره وحتمًا إن علمت بمدى تأثيرها عليه ستستغل ذلك لصالحها، فامرأة مثلها تعلم إمكانياتها جيدًا وتستغلها لتحصل على ما تريد دائمًا لهذا عليه الحذر منها وأن يتذكر رأي علال بها، أخيرًا انتبه جوزيف لنظراتها التي شابها التهكم فرفع حاجبه بتحدي فمالت كيندا نحوه وأردفت مبتسمة:
- مجاوبتش على سؤالي ناوي تدفع كام يا جو؟

زجر جوزيف نفسه لشروده وأشاح ببصره عنها ليفصم تواصلهما ويكسر سيطرتها عليه وأردف:
- هتاخدي المبلغ اللي يليق مع شخصية زي شخصية داوود الطاغي يا كيندا.

تركت كيندا مكانها ووقفت تتطلع نحوه وأردفت بصوتٍ فاتر:
- ومين قالك أني علشان قلت لك هتدفع كام أني عايزة فلوس، على فكرة مش كل تمن بيبقى معناه فلوس بالعكس دا في تمن أغلى بكتير ودا اللي أنا عايزاه، بس خلينا نأجل كلام فالسعر مؤقتًا ونراجع الملفات اللي مفروض اسلمها لداوود بدل ما يكشفنا وبدل ما نصطاده يصطادنا هو.

لعينة بعقل ماكر يمتلك القدرة على التلون كالحرباء عن جدارة، هكذا أخبره عقله وهو ينظر إليها يحاول معرفة ما تفكر به ولكنه وبعد حرب نظرات معها رفع رايته واستسلم مُقرًا بأنها باتت صاحبة الكلمة العليا على قلبه وفي طريقها لتكون المُتحكمة بعقله أيضًا.
في حين اطلقت كيندا سراح ضحكتها ووقفت خلفه تمامًا وربتت كتفه وأردفت:
- واضح أننا هنتفق على كل حاجة يا جو حتى لو اللي هطلبه منك مستحيل.

-------- 

جلس وإلى جواره سفيان وأمامهما تيسير وعلى مقربة منهم جلس مينا يتطلع الجميع إلى أوراق الملف يحاولون فهم ما تعنيه تلك الأرقام الضخمة المدونة بملف الصفقة المُبرم بين فريد وجوزيف، بينما تابعهم داوود بترقب ليقطع صمتهم بهدوء غريب قائلًا:
- متفكروش كتير فالصفقات لأنها جزء من بروتوكول التعاون اللي هيمشي بين علال وجوزيف لتوزيع السلاح على العصابات والخارجين على القانون، وطبعًا لكل جهة المصالح الخاصة بيها مثلًا فريد أختار جوزيف علشان عارف أنه هيقدر من خلال علاقاته يفتح لنفسه سوق فالشرق الأوسط بعد ما قفلت له الطريق، وجوزيف عايز المنطقة تغرق فالمنازعات وإن أي خلاف حتى ولو كان بسيط يتم حله باستخدم السلاح وبالشكل دا تعم الفوضى، ودا اللي مش هنسمح بيه علشان كده هكلف كل واحد فيكم بمهمة هيلتزم بيها مع شغل المؤسسة، وهنبدأ بمينا أنت هتنسق مع كارلوس وهتحاول معاه ترجعوا سيطرتكم على موبايل فريد دا غير مراقب إيميلات علال وطبعًا مش هوصيك تبعد تمامًا عن أي حاجة تخص جوزيف لأنه مش بيشتغل لوحده وفريقه مش هين أبدًا، الخطوة التانية ودي تخصك يا سفيان أنا عارف أنك بدأت بتغيير نظام المراقبة عايزك كمان تزود عدد الكاميرات فكل مكان بحيث نتلافى النقاط العميا فيها، وأظن الغلطة اللي فاتت مش حابين أنها تتكرر ونتفاجأ بحد غريب جوا المؤسسة أو القصر عندي.