(22) ..كفى هروبًا..

116 8 1
                                    

#لعنة_الطاغي
(22) .. كفى هروبًا ..
--------------------------

أطاح بثباتها بطرفة عين فما أن أنهى سراج قوله، حتى غادرت المكان بوجهٍ شاحب يتردد صدى كلماته بداخلها، فبدت وكأنها تُنذرها بأن الخطر مُحدق بها ويقترب، وعليها الابتعاد سريعًا قبل أن يجدها، ارتمت إسراء فوق المقعد وهي تهذي:
- أنا فعًلا لازم أمشي من هنا، لأ أنا لازم أبعد من أي مكان حد يعرفني فيه، وأختفي مع مالك علشان ميقدرش يوصل لي.

أكدت إسراء قولها ولكنها عادت وهزت رأسها بقوة وأجهشت بالبكاء وهي تهمس باسم سفيان، ازداد اضطرابها فهي للحظة لا تصدق أن سراج على علم بماضيها الذي يجهله حتى سفيان، فمن أخبره بسرها من أخبره ولا أحد يعلم إلا هي و...

بعد مرور نحو الساعة ايقنت إسراء أن سراج استطاع زرع الخوف بداخلها وزعزعة ثقتها بنفسها لينال منها وينتقم لنفسه، عندما أهتدى تفكيرها إلى هذا الحد، تنهدت والتفتت نحو فراش مالك واتجهت صوبه وجلست بجواره واحتضنت جسده وهمست بصوتٍ مُهتز:
- تعرف أنك الحقيقة الوحيدة اللي فحياتي واللي مش هسمح لأي حد أنه يضيعها مني، أنا علشانك يا مالك عملت حاجات عمري ما أتخيلت أني أعملها، وكل دا علشان اضمن أنك تفضل جانبي، علشان كده أنا وأنت لازم نرجع القاهرة فأسرع وقت أيوة لازم نرجع نختفي زي الأول وميبقاش في أي أثر لا ليك ولا ليا، أنا عارفة أني بظلمك بس ظلمي ليك أهون بكتير من أنك تكون معاه، صدقني يا مالك أنا مكنتش عايزة أهرب تاني ولا أبعد خصوصًا بعد ما لقيت حد أقدر استند عليه وأنا مطمنة ومبقاش خايفة، بس الظاهر أن ماليش نصيب أعيش معاه الحياة  اللي كنت بحلم بيها وبتمناها ولازم اسيبه.

لم تستطع إسراء تحمل البقاء ساكنة بمكانها، فتركت الفراش قبل أن تعاود البكاء وأخذت تتحرك في الغرفة بلا هوادة، تُفكر بأمر ذاك الزوج الذي عاد من الموت ولا تدري كيف!

---------------

لم تدر كيف دبر لها الأمر لتصبح هناك بتلك السرعة، سخرت من نفسها فكيف لا يُرسلها سريعًا وهو الشبح، زفرت ذكرى وهي تغمض عينيها تفكر به وهي للأن لا تصدق أنها زوجته عبست وهمست توبخ نفسها:
- جواز مع وقف التنفيذ ومطلوب إعادته يا فالحة، ولا ناسية أنه تم وأنتِ مُغيبة عن وعيك.

زمت شفتيها وأومأت باعتراف وأردفت:
- الحق أحق أن يتبع وهو أول واحد عارف أنه باطل، وألا مكنش حافظ عليكِ صحيح هو كان بينسى نفسه بس محاولش يتجاوز حدوده، بس تفتكري أنه متجاوزش حدوده علشان عايزك فعلًا وبيخاف عليكِ، ولا علشان أخد الخطوة دي غصب عنه علشان يحميكِ من اللي كانوا عايزينك!

بهتت ملامحها وسادها الحزن وأطرقت تُفكر بأمر داوود، حتى انتبهت إلى سمرا تقف أمامها بوجه شاحب وعيون مطفأة، حاولت ذكرى الابتسام ولكنها فشلت، وقبل أن تُبدي أي حركة ارتمت سمرا نحوها وانتحبت بين ذراعيها، جذب صوت نحيب سمرا انتباه إسراء فسارعت باخفاء حقيبتها التي أعدتها وغادرت غرفتها واقتربت من مكانهم وزفرت بحزن، فهي حاولت أن تتحدث إليها ولكنها كانت تجلس بمنأى بعيد صامتة، أما شجن فرسمت ابتسامة باهتة على شفتيها ومدت يدها نحو إسراء وعرفت عن نفسها، صافحتها إسراء وأردفت:
- سفيان اتصل بيا وقال أنكم هتقعدوا هنا كام يوم فرتبت لكم أوض علشان ترتاحوا فيها.

رواية لعنة الطاغي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن