بلا إجابة

194 12 0
                                    

#لعنة_الطاغي
(5) ..بلا أجابة!
----------------------

تجمدت لا تدر ماذا ستفعل، إن قَبض عليها بالجرم المشهود، حتمًا سيُلقيها بطول ذراعه، وسيُعيدها إلى قسم الشرطة بيده، وحينها سينتهي أمرها، زفرت ولكنها سرعان ما وضعت يدها فوق شفتيها، وبخت نفسها لنسيانها، وأخرجت رأسها بحذر، واختطفت نَّظْرَة سريعة باتجاهه، فرأته منهمك بتحديقه بشاشة هاتفه، ألقت نَّظْرَة نحو الباب، فوجدته مغلق، وعادت إلى وضعها الأول واستكانت، يخبرها عقلها أن عليها التريث، كي لا يُفضح أمرها.

في حين اندمج داوود كُليًا، بمتابعة التسجيلات، تجهم وجهه وتوعد كريمة، بعقاب شديد، لما فعلته بذكرى، والرد على فِعلة كيندا الغير مبررة، ولكنه سيتمهل ليكشف الأمر كامِلًا، أطرق قليلًا يُفكر بأمر ذكرى وذاك الحارس، يشعر بأن ملامحه تلك مألوفة لديه، عيناه يوقن أنه رأها سابقًا، ولكن أين؟.

رفع داوود رأسه بغتة، وعقد حاجبيه ووقف يدور حول نفسه، يعلم بقرارة نفسه أن هناك أمرًا ما خطأ بوجه محمود، فعيناه سبق ورأها ولكن بملامح غير تلك.

أنفجر فجأة ضاحكًا وعاد لمقعده، وأجرى أتصالًا بسفيان، أملاه بما عليه فعله وأنهى أتصاله وأتكأ على مقعده وابتسم قائلًا:
- خاطر رشوان؛ والله زمان يا خاطر، وأخيرًا جيت لي برجليك، ياه دا اللعب كدا هيبقى على تقيل، وحشتني أيامك وشقاوة زمان.

أنهى داوود قوله، وأعاد تركيزه كامِلًا لمراجعة باقي التسجيلات، فعليه أن ينهي مراجعتها ليضع تقريره، فموعد تسليم الشحنات أقترب وعليه أن يسد كافة الثغرات، التي يُمكن استغلالها، للتسلل منها إليه، وألا يغفل عن الصغائر، سجل داوود بعض الكلمات بهاتفه، وأرسل العديد من الرسائل، وأعتدل بعدما أرسل أخر أشعار، ليأتيه الرد فابتسم، وأستقبل الاتصال المرئي قائلًا:
- مرحبًا عزيزي، كيف حالك الآن.

أخبره الأخر عابسًا:
- دعك من حالي داوود، فأنت تعلمه جيدًا، والآن أخبرني بما لديك، فأنا مقيد حتى اللحظة بمكاني رُغمًا عني، وكل هذا بسببك أنت.

اتسعت ابتسامة داوود، وأجابه بجدية:
- أخبرتك سابقًا يا صديقي أن عليك التمهل، فخطواتك كانت مكشوفة، ولولا تحذيري إياك، لكنت سقطت حتمًا بفخهم كالغِر، والآن دعني أأمن لك خُطة بديلة، لضمان رجوعك سالمًا، قبل أن يأتيك أحدهم.

أطرق الأخر برأسه، لعِلمه أنه ما عاد يملك من أمره شيئًا، وأنه لولا تدخل داوود لبات في عداد الأموات، أومأ له وأردف معقبًا:
- حسنًا داوود سأنتظر كما تريد، ولكن عجل صديقي، فأنا على أحر من الجمر للعودة، كي أخذ ثأري.

-------------------- 

في صباح اليوم التالي، وقف كالصقر يُشرف على كل شيء بنفسه، أومأ لتيسير فرفع الأخير حاجبه بضجر، والتقط هاتفه وكتب سريعًا شيئًا ما وأرسله، ليحدق سفيان بهاتفه، واستدار يحدق بالزواية التي أشار إليها تيسير برسالته، فأكفهر وجهه وأتجه بخطواتٍ سريعة نحوهم، نصب عيناه عليها، فرأها تتنفس بقوة بوجه عابس، وما أن أصبح قاب قوسين منها أخترق سمعه كلماتها الحادة تقول:
- بص بقى يا بشمهندس سراج، لو فاكر أنك تقدر تلوي دراعي، فتبقى بتحلم، علشان أنا ممكن اقطع دراعي دا خالص، ولعلمك أنا هنا بس علشان أنت اللي أتمسكت بموضوع شهر الأنذار، رغم أني شايفة أنه كان هيبقى عادي لو قبلت الأستقالة، وأخر كلام عندي ليك، أنك تبعد عني خالص، وياريت خلال الشهر دا، متخلنيش أشوف وشك، بدل ما أطلع على مُدير الشركة، وأقدم فيك شكوى، وعلى فكرة أنا مش هخاف من تهديدك ليا زي ما عملت مع اللي قبلي، لأ دا أنا ممكن أخليك واقف كدا وسط كل الناس، وأديك فوق دماغك ومش هيتهز لي شعرة، عارف ليه علشان أنا صاحبة حق، وصاحب الحق عمره ما بيخاف، إلا من اللي خلقه، تمام كدا، ودلوقتي أنا هروح أشوف اللي مطلوب مني، وصدقني لو لمحتك، بتعمل أي حركة من حركاتك السابقة، أنا هـــ.

رواية لعنة الطاغي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن