(18) ..رابط القلوب..

123 11 2
                                    

#لعنة_الطاغي
(18) ..رابط القلوب..
----------------------------

أشاحت بوجهها عنه فسقط بصرها على قميصه فالتقطته ومدت يدها به نحوه دون النظر إليه وحثته بتعلثم واضح:
- البـ ـس لو سمحت عـ لشان عايزة أتكلم معاك.

زفرت بقوة وضغطت كفيها معًا والتفتت إليه فوجدته القى قميصه باهمال فوق فراشه وجلس جواره مُحدقًا بها، فازدردت لعابها واتجهت صوب الأريكة وجلست فوقها وأردفت بعدما أدركت انتظاره لسماعه حديثها:
- أنا عايزة أعرف الحقيقة، عايزة أفهم منين اتصلت بيا وابتزتني ومنين بتتعامل معايا ومع مالك كأنك ملاك، ما تفهمني أنت مين بالظبط يا سفيان وليه أتجوزتني.

صدق حدسه نظراتها إليه تخبره عكس ما تفوهت به، هي ضائعة وتبحث عن ملاذ ليحتويها وهو ملاذها منذ وقع بصره عليها رأى أحتياجها الصامت كما يراه الأن بوضوح، ترك سفيان مكانه واتجه صوبها وتوقف أمامها بدت مسحورة تمامًا خفقان قلبها يزداد ويتسارع أنفاسها تتهدج وعيناها أُسرت بعمق عيناه، جذبها برفق لتقف أمامه رفع يده وتحسس وجنتها وزفر بقوة وأردف بصوتٍ أجش:
- هجاوبك على كل حاجة عايزة تفهميها يا إسراء بس الأول محتاج منك أنك تجاوبيني على سؤال واحد بس وبعدها اوعدك أني أحكي لك كل حاجة وأوضحها.

لم تشأ إسراء أن تفصم تلك اللحظة التي أحست بأعماقها أنها تُريدها أن تستمر فسألته بتلقائية وبصوتٍ مهتز:
- سؤال إيه يا سفيان اللي عايز تعرف إجابته!

ابتسم ولمعت عيناه وأدرف:
- إحساسك من جواكِ بيقولك أيه عني، قلبك بيحس بأيه وأنتِ معايا؟

أكتسى وجهها بلون احمر وازدردت لعابها وعيناها لا زالت كما هي تُبحر بيم عيناه، وللمرة الأولى أحست إسراء أنها لا تريد الهرب لا تريد أن تضيع الفرصة منها فيقينها يخبرها بأن أمامها يقف فتاها الذي حلمت به وتمنته طويلًا، لذا عليها أن تصارحه فهي لن تتحمل إخفاقً أخر بحياتها نعم هذا هو القرار السليم، سحبت إسراء نفسًا عميقًا وأجابته بصدق ما يجول بداخلها قائلة:
- إحساسي بيقول أنك...

فاجأها بوضعه أصبعه فوق شفتيها وإيمائته بالنفي فرمقته بحيرة ليُدهشها سفيان حين أشار إلى قلبها قائلًا:
- عايز قلبك هو اللي يقول.

زفرت وقد أشتد حرجها منه ووجدت نفسها تُصحح قولها:
- قلبي بيقولي أنك مستحيل تكون مبتز أو حقير وأن في سبب هو اللي خلاك تجبرني أني أرتبط بيك و...

عاد ليمنعها من الحديث بنفيه لما تفوهت به، لتزدرد لعابها وتقول:
- قلبي حاسس أنك الإنسان اللي كنت بدور عليه وأنك العوض عن كل عذابي اللي عشته زمان.

اتسعت ابتسامته وأحاطها بذراعيه ودار بها عدة مرات ليوقفها مرة أخرى أمامه وكلاهما أنفاسه متسارعة ومتهدجة ونظراته متشبثه بالآخر، فاقترب سفيان واستند بجبهته إلى خاصتها وأردف:
- أنا بحبك يا إسراء، خطفتي قلبي وأنتِ واقفة قصادي متعصبة علشان دخلت الإستراحة، من وقتها وأنا عيوني متبعاكِ فكل مكان لحد ما شوفت سراج وهو بيطاردك، وقتها مكنتش شايف غير أنه بيتعدى على حاجة تخصني أنا ملكي حاجة كنت بدور عليها وما صدقت أني لقيتها، حقيقي متحملتش أن أي عين تبص لك ومحستش بنفسي غير وأنا بهدده وبقوله يبعد عنك علشان أنتِ خطيبتي وطردته ويمكن دي غلطتي لأني أتسرعت ومعملتش حساب أنه ممكن يتقول عليكِ زي ما عمل، فالوقت ده أنا بدأت أسأل عنك لإنك كنتِ غامضة أدامي واللي زاد غموضك مشوارك للمؤسسة ولما عرفت أن عندك طفل، استغربت وفضلت أفكر فالسبب اللي يخليكِ تبعديه عنك فبصراحة سمحت لنفسي أني أتطفل على حياتك الخاصة وروحت المؤسسة وفهمت حالة مالك وو...

رواية لعنة الطاغي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن