خبايا

111 11 2
                                    

#لعنة_الطاغي
(12) ..خبايا..
------------------------

لا شيء دائم حتى في أحلك الأمور ومهما أشتد الظلام وازداد قتامة، أتى النهار مُبددًا دوامه، ومع بزوغ أول ضوء بدأت ذكرى أولى خطواتها تزامُنًا مع تحرك فريق الإنقاذ تنفيذًا لمخططها، ومن مكانه تابع غالي مغادرتها بقلبٍ يثقله الذنب لأستغلاله ذكرى بتلك الصورة، فحتمًا ذكرى ستنجح بتنفيذ المطلوب منها كعادتها دومًا ما أن يُطلب منها، ولكن أن توضع بمهمة سرية لا تفقة عنها شيء، فذاك هو الخطر بعينه وهو وضعها بمنتصفه دون مُعين، غامت عيناه ما أن أتته إشارة تَسلُم دياجو لذكرى وأدرك أن باب الرجعة أغلق تمامًا وباتت ذكرى بمفردها وسط زمرة من أخطر الرجال، زفر غالي بغضبٍ من نفسه والتقط هاتفه وأجرى اتصاله وانتظر حتى أتاه صوت أحدهم يقول:
- أيه الأخبار عندك يا غالي؟

على الرُغم من غضبه ورفضه لزجِهم بذكرى بتلك المهمة، إلا أنه لا يستطيع التراجع عن أداء الواجب مهما كلفه الأمر فأجاب بلهجة رسمية:
- المهمة بدأت يا افندم.

عقد القائد حاجبيه وهتف بحدة ما أن استشعر خوف غالي:
- غالي أحب أفكرك أن العواطف ملهاش أي مكان فشغلنا، وذكرى زيها زي أي عميل أنت دربته مينفعش يكون بينك وبينها أي عاطفة وألا كل حاجة هتبوظ، عمومًا أنت مطلوب منك تتحرك للنقطة دال وتستنى الأوامر.

زادت كلمات القائد من حنق غالي ولكنه مُلزم بتنفيذ الأمر فهز رأسه بأسف وأردف:
- عُلم وسينفذ يا افندم.

---------------

منذ رافقها دياجو وهي لا تدر لِما ساورها إحساس بالريبة والقلق، على الرُغم من عِلمها بأنها تسير وفق مخططها ولكن نظرات دياجو إليها أثارت مخاوفها، نبذت ذكرى افكارها السوداوية عنها وولجت إلى الغرفة التي أُشير إليها لتقف متسعة العين تحدق بالزي المعلق أمامها بيمنتصف الغرفة لا تصدق أن عليها إرتداءه، لعنت دياجو وعُصبته واتجهت نحو الثوب والتفت حوله وهي تهز رأسها بالرفض وجالت بعنياها في المكان تبحث عن شيء أخر ترتديه فلم تجد غير ذاك الثوب، زفرت بحنق ومدت يدها وسحبته وهمست:
- دا لا يمكن يبقى اسمه فستان، أنا مش عارفة أزاي هلبس حاجة زي كدا وأمشي وسط الرجالة دي كلها لأ وكمان هسافر معاهم.

امتعضت ملامحها وهي تتفحص الثوب مرة أخرى، وفجأة شقت ابتسامة ثغرها ولمعت عيناها وهتفت:
- دي هتبقى أحلى خلطبيطة ومش بعيد تبقى موضة وأبقى من أشهر مصممي الأزياء.

بعد مرور ساعة غادرت ذكرى الغرفة وهي ترتدي الثوب الذي عبثت به ودمجته بقطع من زيها الأسود وما أن رآها دياجو حتى بهتت ملامحه وسرعان ما عقد حاجبيه وانتفض عن مكانه وصاح بوجهها يقول:
- ماذا فعلتِ بالثوب يا فتاة؟

اتسعت ابتسامة ذكرى وأشارت إلى ما ترتديه وأجابته:
- عدلته بما يتناسب معي أخبرني أليس رائعًا الأن.

رواية لعنة الطاغي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن