يومٌ جَديد لكن هَذهِ المَرة الحظَ قَد حالفَ سولا استطاعت عيشَ لحظات جَمعتها معَ المَلك كانت تُريدها و بشدة و مِن ناحية أخرى عادت صَديقتها هاني الى القَصر و تكون ابنةَ السيدة أوه الوحيدة بسببِ انسجامهن استطعنَ تكوينَ صداقة حقيقة احداهنَ تُحِبَ الأخرى يسرنَ بعضهن في امورهنَ الخاصة و العديد مِنَ الأمورخَرجتا سولا و معها هاني تربطان اذعهُما بِبَعض الطقس مِن حولهنَ بارد لكن يُدفئن نفسهن جيداً "على الرغم مِن انَني غبتُ لعشرةِ أيام إلا أنَني اشتَقتُ للقصرِ و من فيه" نبست هاني تتأملَ المناظر الخلابة أمامها تَشعرَ بالراحة و السكينة في داخلها لكونها بينَ عائلتها الحقيقة ابتَسمت سولا سعيدة لسعادتها
"أخبريني كيفَ كانت اجازتكِ؟ هَل وجدتِ حُبَ حياتكِ؟" سألتها سولا فهذا الحديثَ قَد دارَ بينهنَ قبلَ رحيلها لذلكَ ضَحكت هاني و هَزت رأسها بالنَفي "كلا ايتها البلهاء تعلمينَ أنَني لا أفكرَ بالاتباط" تَذمرت بِمُزاح تَضحك سولا فهذا ما تعرفه عنها تلكَ الأمور لا تُناسبها "تفكيركِ سليم ابقي معَ أمكِ لتكوني سَعيدة"
أومأت هاني لها فهذا ما تُفَكِرَ بهِ حقاً هَمهمت بِفضول "ماذا عنكِ؟ هَل وقعت عيناكِ على فتى؟" استَخدمت هاني لفظةَ فتى أي شخصٌ بمثلِ عُمرها طالما هيَ فتاةٌ صَغيرة لا زالت قاصر التَزمت سولا الصَمت و أنزلت رأسها كيفَ تُخبرها تركت الفتيان و وقعت بشباكِ رجل يكبرها بكثير "كلا لم أجدَ أنا أكرس حياتي لأجلِ أختي"
جوابها كانَ راخياً بعضَ الشيء لكن مُقنعاً فهاني تَعرف أنَ أكثرَ ما تهتمَ لهُ سولا هيَ أختها الصُغرى "جَيد لنعيشَ أنا و أنتِ لأجلِ عائلتنا" ابتَسمت سولا تومئ لها لكن في داخلها مُترددة كثيراً بسببِ أنها كذبت على صديقتها المُقربة لكن مِن ناحية أخرى لا تجدَ مِن حقها التحدث بمشاعرها تِجاهَ الملك لكونها دونَ نَفع
يَقفَ المَلك جيمين في شُرفةِ القَصر يُسند يداه على السور و يُحدق نَحوَ كلِ ما يَجذبَ عَيناه و الطبيعة أمامه خلابة لأبعدِ الحدود كلَ شيء مثالي جُمِلَ مِن تلقاءِ نَفسه ثمَ جَذبَ عَيناه أكثرَ ما هوَ جَميل مِن تلكَ الطبيعة وما يُحيطها أنها سولا التي يَندمج جمالها معَ جمالِ ما حَولها ليُصبح شديدَ اللذهول للعينين الباردتين
تَبعها و هيَ تتمشى ثَوبها يُلاطفهُ الهواء فيتحرك بِخفة احتضانها لصديقتها بطريقة ارتباطِ الطفلة بأمها تتبعها أينما ذَهبت كانَ يُفكر بالمملكة و حُروبها يَضع خُططاً مدروسة فباتت تلكَ الخطط عَن قاصر ولا فكرةَ تخطرَ في ذهنه سِوى كيف؟ التَفكيرَ المُفرط بِتلكَ الكلمة تَجعلهُ غاضِباً لا شيء يوقفه لكنها فَعلت
تَوقفت سولا في مكانها عندما تَركتها هاني لثوانٍ تَلفَتت تُحدق حَولها الى العاملون و الى الاجواء المُنعشة ثمَ طالت انظارها غيومَ السماء التي تُحبها كثيراً فوقعت عَيناها على غيمة مُظلمة تُحبها أكثر تَغيرت تعابيرَ وجهها عندما وجدته يُحدق نَحوها ارتباكٌ شَديد يُصيبها ثمَ يتبعه قُدرَتِها على سماعِ نَبضاتِ قَلبها