وسطَ اجواء باردة تتساقطَ فيها الثلوج يَضمَ المَلك جيمين سولا داخله تلتفَ عباءته حَولها يُشعرها بالدفئ الذي تُحبه لقد كانت تَلعب معَ ابنَ خالها لكن لا تَعبم ما الذي جَرى حتى وجدت نَفسها داخله تَسمعَ منه أرقَ و اعذبَ الكلمات و هيَ تَتظرَ إليه تَبتَسم بكلِ حب عَيناها لامعة كفيها تَضمهُم ما بينَ صَدرها و صَدره"أنا لا أصدقك قَبلَ قَليل كنتَ معَ ابنةَ خالي و واضحٌ أنها أعجبتك" تَتذمر بكلِ هدوء مرةٌ أخرى يَحتويها و هَذا بالفعل ما كانت بِحاجته "و لماذا تَتذمرين؟ ألستِ أنتِ مَن تَخلى عَني؟ لقد رَحلتِ برضاكِ و كانَ يَحقَ لي أن اُكمِلَ حياتي و لرُبما اتزوجَ امرأة تَكونَ شَريكتي ماذا لو أنَني فعلتُ ذَلك هَل حينها سَتتذمرينَ أيضاً؟"
كلامه كانَ حقيقي و يَحقَ له أن يُكمِلَ حياته و يَتخلى كما فَعلت هيَ "كلا لن أتَذمر حينها سأدرك أنكَ لا تُحبني و نَسيتني لكن الآن يَختَلف" نبست سولا الحديث يَدورَ بَينهُما بينما يتأملان بَعض يتأملها عندما تَتحدث و تتأمله عندما يَتحدث هَكذا يكونان غارقان بِبعض يَعشقان تفاصيلِ بَعض بعيون لامعة
"و كيفَ الآن يَختَلف؟ لا أجدَ اختلافاً فأنا الآن يُمكنَني أيضاً اختيارَ شَريكة حياتي ولا يَحقَ لكِ التَدخل" ابتَسمت سولا تومئ له ثمَ أخذت ثوانٍ بِصَمتها انزلت ذراعيها و احاطت خصره "مُحق يُمكنكَ ذَلك عندما تَكرهني لكن الآن لا يُمكنك فأنتَ تُحبني ولم تَستبدلني نظراتكَ تجاهي و كلَ شَيء لم يَخَتلف لذلكَ لا يَحقَ لك فأنتَ ملكي"
يُنصِتَ المَلك لها يتأملها و كلَ ما قالته حقيقي بالفعل لم يَتخطاها ولو للحظة كما لو أنها تَعيشَ معه لكن بِمُخيلته "أجل لكن لن اُسامحكِ" لا يُريد أن يُسامحها لأنها تَخلت عَنه و جَعلتهُ يَعيشَ أيامَ وحدة سوداوية "لأجلكَ فَعلتُ ذَلك أنا أعلم أنكَ شَخصٌ متَهور تُحبني لدرجة أنكَ مُستَعد حتماً للتَخلي عَن اسمَ عائلته الملكية
ألم تُفكر حينها كم سَيودَ اعداءكَ رؤيتكَ لا شَيء و مُجَرد ألم تُفكر أنَ اسمَ نسلكَ سَينتَهي و سيأتي مَن لا يَرحم و تَكونَ تَحتَ سلطته الجَميع يُريدَ تَدميرك و أنتَ بلحظة رَغبتَ بتدميرِ نَفسك فَقط لأجلِ امرأة اتَخذتُ قَرارَ التَخلي عَنك و أنا وعدتُ نَفسي أنكَ سَتكون الرَجلَ الأول و الأخير لي حُبكَ سَيعيش داخلي حتى موتي و سَتكونَ الوحيد الذي يَلمسني
صَحيح أنا صَغيرة لا اُدرك الكثير مِن أمورَ الحياة ولم أتعلم بَعد لكن مِن ناحيتك يُمكنَني أن اُجبِرَ عقلي ليكونَ مسؤولاً و عقلاني يَتخذَ القرارَ الصائب لذلكَ قراره كانَ التَخلي عَنك و حتى هَذهِ اللحظة لم أندم على اتخاذه و سَعيدة جداً لأنَني كنتُ واعية و ذَكية و قرارهُ الثاني أنكَ الرَجلَ الوحيد الذي سَيكونَ لي"