بعدَ النصائح البسيطة التي اكتسبتها سولا مِن ابنةِ خالها يوجين هيَ الآن تَستعد في جناحها لكي تَستقبلَ المَلك لكي تَخوضَ معهُ الحديث الذي جَمعته في ذهنها تبدو متوترة لكن تُحاول أن تَستجمعَ قِواها تَنتَظره بفارغِ الصَبر و هيَ تَرتدي منامتها الحريرية برداء طَويل تمنعَ جَسدها مِن أن يَكونَ مكشوفاً فهذا أكثرَ ما يُحرجهاظَلت سولا تَنتَظر وقتاً طَويلاً و مَرت ساعاتَ الليل حتى ساعة متأخرة جَلست سولا على الاريكة الاستياء و العبوس يَرسمان وجهها و تَغيرَ تَفكيرها الى لِمَ لم يأتي حتى الآن هَل هوَ غاضب الى تلكَ الدرجة قليلاً و سَتبكي عندما يَكونَ بارداّ هَكذا معها فهوَ يُحرقها و يحزنها تَعلقها به شَديد و تكرهَ الثواني دونه
بحلولِ الساعة الثالثة فجراً فُتِحَ بابَ الجناح دَخلَ المَلك و اغلقه خَلفه أخذَ خطواته فحدقَ نَحوها ابصرها نَهضت مِن على الأريكة كانت تَنتَظره حتى هَذهِ الساعة بالرغمِ مِن أنها كانت ناعسة حَبست أنفاسها لأنها في الحقيقة تخشاه كثيراً عندما يَكون سَيءَ المزاج "أ..أينَ كنت لقد ق..قلقتُ كثيراً" تتلعثم و هيَ تُخاطبه
سارَ المَلك خَلعَ عباءته "في المكتبة" اجابها و وضعَ العباءة على الأريكة تُحدق سولا نَحوه سارت نَحوه عندما خَلعَ السترة مَدت يَدها و أخذتها منه ثمَ أخذت العباءة يُحدق المَلك نَحوها و هيَ تَذهب الى الخزانة لكي تُعلقهُم جَلسَ و انحنى يَخلع حذاءه عادت سولا إليه واقفة حيثُ يَجلس "هَل أنتَ جائع؟ سأتي لكَ بالطعام"
حَركَ المَلك رأسه رافضاً وضعَ الحذاء جانباً اقتَربت سولا و جَلست عندّ قَدميه تُخلعه جواربه عقدَ المَلك حاحبيه أمسكَ معصَمها و ابعدَ يَدها "ماذا تَفعلين؟" بدى صَوته مرتَفعاّ غاضباً حَبست سولا انفاسها و نَهضت لا تَعلم إن كانت تلكَ الخطوة ارتكاباً للخطأ "اُ..اُساعدك" نبست متلعثة يَنظرَ المَلك لها و هيَ واقفة أمامه
"و من طَلبَ منكِ ذَلك؟" مقصده كانَ أنهُ لم يَطلب لكي تُساعده لكن سولا فهمت خطأ "ابنةَ خالي" هَكذا فَسرت سؤاله تفكيرها بريء و سَريع ظَلَ المَلك يُحدق نَحوها فهمَ استغرابه مِن تَصرفاتها "و ماذا طَلبت منكِ؟" يُريدَ أن يَعرف ما الذي تَعلمته لكي تُطبقه هَكذا دونَ فهم فهيَ حقاً لا تُجيدَ أيَ شَيء عَن الحياةَ الزوجية
"أخبرتني أن أهتمَ بك و أكن لكَ الزوجة الجيدة ولا أتركُ شيءٌ ينقصك و اُساعدك" تُجيبه و هيَ بنبرة عابسة لم يَسيرَ ما طَلبته ابنةَ خالها كما يَجب تَنهدَ المَلك أخذَ ثوانٍ في صَمته ثمَ مَدَ يَده و أمسكَ معصَمها جَذبها نَحوه ادخلها بينَ ساقيه و اجلسها على فخذه ذراعه تُحيطَ ظَهرها يتمسك بخصرها الذي يُحبه
"لم أتزوجكِ لكي تهتمي بي و تُساعديني فكلَ ذَلك أنا مَن سيفعله و تَوقفي عَن الاستماع لهذا و ذاك أنا لا أطلبُ منكِ شَيء" بدى و كأنه يُوبخها تُنزل سولا رأسها ذلكَ الذي تُشاكس معه و تكونَ شّقية مُتعبة فعندما يّكونَ بهذا المزاج لا يُمكنها النبسَ بكلمة فالخوفَ يُسيطر عَليها أومأت له هَذا يّعني لن تُنصت لأي أحد