-بعدَ مرور سبعةِ أشهر-خَرجت سولا مِن جناحها تأخُذ خطواتها تُسند يَدها خَلفَ ظَهرها كبرت بَطنها كثيراً و هيَ في شَهرها و على وشكِ الولادة في أيِ لحظة تأقلمت كثيراً معَ التقلصات و التَعب الذي شَعرت به اثناءِ الحَمل و كلَ ما هيَ بانتظاره أن تَلد لأنها حَتماً تَشعرَ بالثقلِ بسببِ هَذان التوأمان كما و باتت تَشعرَ بحركتهُم الكثيرة
يَسيرَ خَلفها المَلك معَ طفلته ايلا يَضحكان بِخفة و يتهامسان يُقلدان كيفَ تَسير و كيفَ مزاجها سَيء جداً ولا تتفاهم سَمعتهُم سولا لذلكَ تَوقفت و استدارت نَحوهُم تَصرفا الاثنان و كأنَ شَيئاً لم يَحدث فغضبِ وجهها كافياً ليتفاديا المزاحِ معها تَركتهُم و أكمَلت سَيرها حَدقَ الاثنان نَحوَ بَعضهُما ضَحكا بِخفة شَديدة و تبعاها
دَخلوا الى الجِناح لتناولِ العشاء سَحبت سولا كرسيها و جَلست ليسَ لديها شَهية للأكل و هيَ تُحدق نَحوَ الطعام لكنها مُجبرة لاجلِ الطفلين جَلست ايلا و المَلك أيضاً يُحدق نَحوها يأخُذها الشرود كثيراً "هَل يُناسبكِ الطعام؟" سألها المَلك لأنهُ يَعلم في بَعضِ الاحيان تَخلقَ مشكلة بسببِ الطعام اكتَفت سولا تومئ له بِخفة
بدأت تتناول طعامها و هُما أيضاً في كلِ لحظة يُحدقان نَحوَ بَعض و يضمان ضحكتهُم دونَ أن تُلاحظ تُحاول ايلا أن تُقلد كيفَ تَبدو أختها و يِجدها المَلك مُحقة لذلكَ يَضحك و يُمكن لسولا أن تَسمعهُما و تُدرك جيداً كيفَ يُقلدانها تَجاهلتهُم كثيراً لكن الآن نَفذَ صَبرها و مزاجها يزدادَ سوءاً ولا تُطيقَ أحد
"ما المُضحك؟" سألتهُما فالتَزمَ الاثنان الهدوءَ و الصَمت تَنهدت و تَركت الملعقة مِن يَدها "هَل كوني اُعاني مُضحك بالنسبةِ لكم؟ انتُما لا تَشعران بِما أشعر و تأخُذان مِن تَصرفاتي سُخرية تُضحككُم تَوقفا الأمرَ ليسَ مُضحكاً" لم تَكن تَتحدث عَن مُعاناتها في فترةِ الحمل بتوأمين لذلكَ يَرونَ تَصرفاتها مُضحكة
دَفعت سولا كرسيها و نَهضت تَركتهُم و غادرت لم يَعد لديها شَهية للأكل شَعرَ الاثنان بالذنب و بالأخص المَلك لذلكَ تَركَ كرسيه و غادرَ بَعدها لن يَتركها لوحدها يريدَ أن يَحتويها قَدرَ ما استطاع و يَعتَذرَ منها و لأنهُ لا يَشعرَ بِما تَشعرَ به ظَلَ يأخُذ مِن تَصرفاتها و سوءَ مزاجها أمراً مُضحكاً لكن لم يَسخرَ منها
دَخلت سولا جِناحها خَلعت حذائها و تَوجهت الى السَرير تَشعرَ بالثقلِ حتى مِنَ الملابس التي تَرتَديها رَفعت الغطاء و استَلقت على جانبها دَخلَ المَلك حَدقَ نَحوها يَراها تُحاولَ النَوم أخذَ خطواتهِ إن كانت تُعاني فَلن يَتركها لوحدها جَلسَ بِطَرفِ السَرير حيثُ تَستلقي يَنظرَ إليها مستاءً مِن نَفسهِ كثيراً لم يَكن عَليه التَصرف كالصَغيرة