الفصل الثاني

565 51 12
                                    

داخل كلية الطب.
تمشي رقية سريعا للحاق بمحاضرتها التي لا شك أنها بدأت، فتلمح صديقتها المختمرة إسراء فتذهب نحوها و هي تقول.
- السلام عليك ورحمة الله تعالى و براكته.
- و عليكم السلام ورحمة الله تعالى و براكته.
رقية باستغراب.
- المحاضرة لس ما بلشتش ولا ايه؟
- المحاضرة اتلغت، يلا خلينا نروح عالكافتريا أنا جوعانة.
رقية و هي تمشي بجانبها.
- يلا.

وصلا إلى كافتيريا الكلية فاشترت إسراء شطيرة جبن و عصير برتقال.
ثم جلست الفتاتان على إحدى الطاولات.
في الطاولة المقابلة لهما كان تجلس فتاة ذات بشرة سمراء و شعر أسود طويل و كانت تبكي بشدة و هي تحاول إخفاء شهقاتها المتتالية.
لاحظتها رقية فاتجهت نحوها و معها إسراء فألقوا عليها السلام و ردت عليهم الفتاة.
ثم تكلمت رقية قائلة.
- الجميل بيعيط ليه؟
فردت عليها الفتاة قائلة.
- مشاكل.
فقالت رقية.
- هو في حد ما عندوش مشاكل؟
ابتسمت لها الفتاة و قالت.
- بس أنا عايشة فمشاكل يوميا خلاص تعبت.
- قوليلي الأول اسمك ايه؟
- بسمة و انتو؟
- أنا رقية و هي إسراء. يلا احكيلي ايه المشاكل يلي مخلياك تعيسة كده؟
تنهدت بسمة بحزن كأنها تحمل مشاكل العالم على عاتقها و قالت.
- أنا عايشة وسط عيلة مستهترة بالدين، الصلاة ما بيصلوهاش و لما أنصحهم بيتريقوا علي، و دايما عايشين وسط المشاكل، أمي طول اليوم برا البيت مع صاحباتها، أختي أصغر مني تقدر تغيب أسبوع برا البيت و ما حدا يسأل عنها، و أبويا بيدخل للبيت سكران، و للأسف حتى صاحباتي بيأثروا علي.
كانت تستمع لها رقية بكل انتباه ثم قالت.
- أولا لازمك تعرفي إنو في ناس عايشين فمشاكل أكبر من دي بكثير، ثانيا أنا عندي لك نصائح تقدر تفيدك.
- قولي أنا بسمعك.
- إذا كانت عيلتك مستهترة بالدين زي ما بتقولي فما تكوني إنت زيهم و أنصحيهم بالتي هي أحسن، أما صاحباتك أنصحيهم و دوري عالصحبة الصالحة يلي رح تعينك عطاعة ربنا.

فردت عليها بسمة قائلة.

- بس أنا مش عارفة من وين أبدأ.

- بس كده. يا ستي أنا رح أساعدك و رح امشي معك خطوة بخطوة.

- بجد أنا مش عارفة أشكرك ازاي.

رقية و هي تنهض من مكانها.

-أسفة هلأ لازمني أقوم عندي محاضرة.

- طب اعطيني رقمك، أنا محتاجة أكلمك.

- حاضر من عيني، اتفضلي اهو. (ثم أملت عليها رقمها).

أنهت آخر محاضرة لها في ذلك اليوم ثم عادت إلى البيت.
كان اىصمت يعم المكان كالعادة، فرفعت و مراد في الشركة، و فهد و رامي لا يزالا في الجامعة، أما ثرية ستكون نائمة على الأرجح.
ذهبت لغرفتها و بدلت ثيابها إلى بيجامة بيتية، ثم اسلقت على السرير لتستريح قليلا.
(على فكرة هي صلت صلاة الظهر في مسجد الجامعة).
غفت بضع دقائق ثم فتحت عيناها مجددا عند سماعها للصوت المنبعث من هاتفها معلنا عن قدوم رسالة.
فتحت الهاتف، فوجدت رسالة على الواتساب من رقم غريب غير مسجل في هاتفها.
كان محتوى الرسالة كالتالي:
أنا بسمة يلي تكلمت معاكي اليوم الصبح، آسفة إذا كنت أزعجتك في الوقت ده بس أنا محتاجة احكي معاكي.
سجلت الرقم في هاتفها ثم ردت عليها.
- مفيش إزعاج، الوقت يلي حسيتي بنفسك بدك تكلميني أنا رح أكون في الخدمة.
- أنا بتشكرك كثير، أنا بدي منك تساعديني، إنت منقبة و شفتك اليوم و إنت رايحة تصلي الظهر في الجامعة و كمان شفتك لما كنتي بتنصحي بنت في الجامعة و حسيت إنك رح تقدري تساعديني.
- إذا كان في استطاعتي ما رح أبخل عليكي طبعا.
- أنا بدي أصير ملتزمة بس مش عارفة ابدأ منين.
- أنا بجد مبسوطة بقرارك ده، و طبعا رح أساعدك.
- شكرا.
- أول حاجة رح تبلشي بيها إنك تقومي تتوضي و تصلي ركعتين بنية التوبة.
- بس أنا عملت ذنوب كثيرة أوي.
- و لو، متخليش الشيطان يوقعك تاني.

انتبهت رقية إلى صورة البروفايل التي تضعها بسمة، فاستغفرت ربها، ثم عادت لتراسل بسمة.
- بسمة، ممكن تغيري صورة البروفايل تبعك لأنك بتاخذي بسببها ذنوب.
- ليه؟ ما هي صورة عادية؟
- عادية ازاي؟ يعني بالنسبالك صورة بنت في حضن شاب صورة عادية؟
- حاضر رح أغيرها بس ليه قلتي إني باخذ بسببها ذنوب.
- أولا لأنها صورة مخلة بالحياء، ثانيا لأنها صورة لذوات الأرواح.
- بجد شكرا إلك لأنك نبهتيني، بس أغيرها بايه؟
- حطي مثلا آية قرآنية.
- حاضر، بس يا رقية أنا حساباتي عالسوشيال ميديا مليانة بصور نساء و رجال، لازمني أغيرها هي كمان.
- إيوة طبعا لازمك تغيريها.
- حاضر، رح أعيرها حالا، و بعيد اتشكرك كثير.
- لا شكر على واجب.

رأيكووووا ايييه؟ 💙
أنا عارفة إنو الفصل قصير شوي، بس أنا بجد بتعب في الكتابة بس ما بلاقي دعم، عالأقل قدروا تعبي و حطوا فوت و تعليق حلو زيكو ❤️
بالنسبة لموعد تنزيل الفصول بنزل فصل كل يوم اثنين و أربعاء و جمعة.
و إذا لقيت تفاعل كبير عالرواية و شجعتوني رح أنزل أكثر من فصلين في الأسبوع بس بدي منكم تشجيع يا جمااااعة 💗

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.

أحببت متنقبة  (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن