الفصل الثالث عشر (الفصل الأخير)

305 29 11
                                    

في منزل ياسر.
كان ياسر قد عاد إلى البيت و لمح إسراء تسلم على رقية ثم ترحل متجهة نحو بيتها، بعد رحيلها دخل بسرعة إلى البيت و اتجه نحو رقية قائلا. - مين البنت يلي خرجت قبل شوي - دي إسراء رفيقتي، بس إنت شفتها ازاي؟ - أجابها ياسر باستغراب. - مالك يا بنتي؟ شقتها لما كانت بتسلم عليكي و بعدين راحت. تكلمت رقية بغضب قائلة. - و ليه ما كنت غاض بصرك؟ أجابها ياسر بحرج. - صراحة ما أخذتش بالي و بصيت عليها بس نزلت عيني بسرعة. - المرة الجاية حاول تبقى منزل عينيك لحتى تتفادى النظر عأي بنت. - حاضر. صمتا قليلا ثم تكلم ياسر قائلا. - عفكرة اتكلمت مع فارس و حددنا موعد الرؤية الشرعية حتكون بعد بكرة إن شاء الله.

بعد يومين.
في بيت ياسر.
اليوم كان موعد الرؤية الشرعية، لذا تكلفت ثرية بتجهيز عدة أنواع من الحلويات و العصائر.
بعد لحظات كان فارس قد وصل رفقة عائلته، ففتح ياسر الباب و ذهب ليستقبلهم ثم اتجهوا نحو بهو البيت حيث استقبلتهم رقية و أمها.
جلسوا جميعا يتنولون الحلوى و يتبادلون أطراف الحديث، ثم تكلم رفعت قائلا.
- يلا نقوم و نخلي فارس و رقية يتكلموا شوي لوحدهم.
وافقه ياسر الرأي ثم انتقلوا جميعا نحو النصف الثاني من البهو بحيث تظل أعينهم على فارس و رقية.
عند فارس و رقية، كان الصمت سيد الموقف، حتى قطعه فارس بقوله.
- احم هتزيلي النقاب صح؟
تكلمت رقية و هي تزيل النقاب.
- أيوة طبعا من حقك تشوفني بدون نقاب في الرؤية الشرعية.
عادا للصمت ثانية، ثم تكلم فارس قائلا.
- حابة تسألني؟
- إيوة عندي كم سؤال.
- اتفضلي بسمعك.
- عاملة ايه علاقتك مع الصلاة و القرآن... و العبادات يعني.
تنهد فارس تنهيدة قوية ثم قال.
- لحتى أكون صريح معاكي، إذا سألتيني السؤال ده قبل شهر تقريبا رح أقلك إني بعيد كل البعد عن الصلاة و القرآن، بس صاحبي حصلو حادث و توفى و الحادث ده كان زي إشارة بالنسبة لي لحتى ألتزم لأنو الموت يقدر ياخدني فأي لحظة لهيك لازمني أكون مستعدلو كل الاستعداد، بس أنا حاليا صرت ملتزم بالصلاة و السنن الحمد لله و بلشت أحفظ قرآن يعني بحاول شوي شوي إلتزم.
- ربنا يثبتك.
- بدي أسألك سؤال إذا كان ممكن.
- طبعا اسأل.
- شو هي أهم الموصفات يلي بدك ياها فزوجك المستقبلي.
- صراحة أنا ما يهمنيش المظهر أو الطبقة الاجتماعية أهم حاجة عندي أنو يراعي ربنا فيا و يكون ملتزم بصلاتو و لما يكونوا عندنا أولاد إن شاء الله يكون قدوة لهم و كمان يكون خلوق و على علم بتعاليم الدين و يطبق الدين فجميع مجالات الحياة.
بعد أن تكلما قليلا و كل منهما سأل أسئلته، رحل فارس رفقة عائلته منتظرين رد رقية.

في بيت ياسر.
بعدما رحل الضيوف، جلست رقية رفقة أمها و أخيها، فتكلم ياسر قائلا.
- ايش قرارك النهائي؟
صمتت رقية قليلا ثم قالت.
- صراحة بيبين إنو زوج مناسب بس لس هصلي صلاة الاستخارة مرة ثانية و بكرة الصبح هقولك قراري.

بعد مرور أسبوع.
كان العمل على يد و ساق بيت ياسر، فاليوم سيكون كتب كتاب رقية و فارس.
في غرفة رقية، كانت رقية متورة جدا و بجانبها صديقتها إسراء و صديقتها بسمة كذلك (متذكرين بسمة صح؟ دي هي البنت يلي ساعدتها رقية لحتى تلتزم).
تكلمت بسمة قائلة.
- خلاص اهدي يا رقية.
تكلمت رقية قائلة.
- متوترة أوي مش عارفة ليه.
حاولت إسراء تهدئتها لذا تكلمت قائلة.
- خلاص يا حبيبتي اهدي، و احنا معاكي.
عانقت رقية كلا من إسراء و بسمة و قالت.
- الله يديمكم لي يا أحلى صاحبات.

"بارك الله عليكما وجمع بينكما في خير"
أردف المؤذون بجملته الشهيرة ثم تعالت الزغاريت، و كان فارس في غاية الفرحة و رقية كذلك، و اتفقوا على يوم الزفاف و حددوا الموعد بعد شهر، و بدأوا التجهيز له.

بعد شهر.
قررت رقية أن تقيم حفلا إسلاميا بعيدا عن الأغاني و الاختلاط بين النساء و الرجال كي لا تبدأ حياتها الزوجية بالذنوب.
و كان أغلب الضيوف صديقات رقية اللواتي فرحنا لها كثيرا فهي أعز صديقة لهم.
و فارس كان معه صديقه المقرب سليم الذي جاء ليبارك له زفافه و يشارك معه فرحته.
بعد نهاية الزفاف، و رحيل الضيوف إلى بيوتهم، اتجه فارس نحو رقية و قال لها بفرح.
- جاهزة؟
أجابته رقية باستغراب.
- جاهزة لإيه؟ مش فاهمة؟
رد عليها فارس بابتسامة.
- الطيارة بتتسنانا، رح نروح عالسعودية لحتى نعمل عمرة إن شاء الله.
- بجد؟ أنا مبسوطة أوي يااااه، بس أنا الشنط؟ ما جمعتش حاجة؟
ردت عليها إسراء و قالت.
- ما تخافيش، أنا و بسمة و طنط ثرية حضرنا شنطتك.
عانقت رقية صديقتيها و أمها و أخيها ياسر، ثم ودعتهم و الدموع في عينيها، و أمسكت بيد زوجها و اتجها نحو المطار... نحو السعودية... ليعملا عمرة.... و يبدأان حياتهما الزوجية بطاعة الله.

و لآخر مرة سأقول لكم.
رأيكوا ايه؟
و لا تنسوا الفوت إذا عجبكم الفصل.

تمت بحمد الله.

أحببت متنقبة  (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن