الفصل السابع

279 36 1
                                    

في صباح اليوم التالي.
استيقظ ياسر من نومه ثم اتجه نحو غرفة أخته رقية.
فتح الباب بهدوء ثم دخل و أعاد إغلاقه بهدوء تام و اتجه نحو رقية و هو يمشي على أطراف أصابعه كي لا يصدر أي صوت.
كانت رقية غارقة في نوم عميق، فاقترب منها ياسر بهدوء و قال و هو يحرك كتفها.
- رقية، اختي الجميلة أوي يلي مفيش زيها.
تملمت رقية في مكانها بانزعاج.
فحرك ياسر كتفها بعنف هذه المرة و هو يصرخ في أذنها.
- رقييية، يا بت قووومييي.
انتفضت رقية سريعا من مكانها بخوف و هي تنظر لياسر بصدمة.
- ايه ده؟ هو في حد بيصحي كده؟
- إنت لس ما شفتيش حاجة كنت شوي و اسكب عليكي كاسة ماي هههه.
- لحظة إدراك إنو الأخ مزعججج اوي هههه.
تكلم ياسر بحزن مصطنع.
- لكان رح أرجع لفرنسا و خليك إنتي هون بما إنك مش حابة أخ مزعج زي.
انتفضت رقية خوفا أن يقوم ياسر بما تفوه به، و أمسكت يده بخوف و قالت و الدموع تتللأ في عيونها.
- لأ ما تتركنيش، إنت أحسن أخ في الدنيا أنا كنت بهزر معاك.
جلس ياسر بقربها و احتضنها و هو مستغرب من خوفها.
- اششش خلاص أنا ما رح أتركك كنت بس بهزر، هو في حد عندو أخت زيك و يتركها ده إنتي قمر.
ارتاحت رقية بعد كلامه و ابتسمت.
ثم قال ياسر.
- ااه اتذكرت، كنت بدي أقولك إنو رح نروح لشقة.
- إنت خلاص قررت تستقر في مصر؟
- اه ما أنا قلتلك إني مش حبعد عنك خالص.
- وين الشقة يلي حنروح ليها؟
- قبل ما اجي كلفت حدا يبحث لي عن شقة ممتازة لحتى نروح نعيش فيها أنا و إنتي، يلا قومي اجمعي ملابسك.
- حاضر.

في الطابق السفلي.
كان رفعت جالسا برفقة أولاده و زوجته، حين نزل من على الدرج ياسر برفقة رقية، و يتكلم ياسر قائلا.
- السلام عليكم.
ردوا عليه السلام. ثم أكمل ياسر كلامه قلائلا.
- بدي أخبركم إني اشتريت شقة قبل ما اجي و رح أروح أنا و إختي هلأ.
نهض رفعت من مكانه و قال.
- رقية هلأ مسؤولة منك اهتم فيها و لا تزعلها.
- يا عمي بتقولي الكلام ده ليه؟ دي أختي. و بتشكرك أوي لأنك اتكلفت بيها السنين دي كلها.
- أنا عاملتها كأنها بنتي.
و هنا تكلمت رقية و قالت.
- فضلك علي كبير أوي يا عم رفعت، أنا ما رح أقدر أوفيك حقك و لو شو ما عملت.
- ما تقوليش كده يا بنتي، أنا عملت واجبي و بس.
في الوقت ذاته كان فارس يفكر في شيء ما، ما هو يا ترى؟
عانقت رقية جميلة(زوجة رفعت) فهي كانت لها بمثابة الأم، و ودعت العائلة كلها و رحلت مع أخيها لتبدأ رحلة أخرى.

في المطار.
وصلت الطائرة التي تقل ثرية إلى الأراضي المصرية، خرجت ثرية من المطار و نقلتها ذاكرتها إلى الأيام التي عاشتها في مصر قبل أن تنتقل للعيش في فرنسا، نفضت هذه الذكرايات من رأسها و ركزت على هدفها الحالي و هو التقرب من رقية فهي متأكدة أنها لن تسامحها بسرعة و لكنها أصرت على المحاولة حتى و لو أبت بالفشل.
جرت حقائبها التي تدل على أنها ستظل فترة طويلة في مصر، ثم دخلت إلى شقتها، و ارتمت على السرير بتعب بعد أن حضرت سيناريوهات عديدة في مخيلتها عن مقابلتها مع رقية التي ستكون في الأيام القادمة.

في صباح اليوم التالي.
في شقة ياسر.
استيقظت رقية باكرا، توضأت و أدت فرضها، ثم اتجهت نحو المطبخ لتحضر الفطور.
فتحت الثلاجة فانصدمت عندما رأتها فارغة.
فقالت.
- ايه ده؟ هي الثلاثجة مفيهاش حاجة و لا ايه؟
ثم صمتت قليلا و قالت بصوت أقرب للبكاء.
- رح آكل أنا ايه هلأ؟
ظهر من خلفها ياسر و هو يقول بضحك.
- ايه يا بنتي حالة الحزن دي؟ ده كله عشان ما لقيتيش حاجة تاكليها؟ هههه.
رمقته رقية بنظرة غضب و قالت.
- عفكرة وجبة الفطور أهم وجبة، و يلا قوم جيب لي حاجة أكلها.
- حاضر يا ستي رح أروح عالسوبر ماركت.
خرج ياسر من الشقة، أما رقية فأشعلت التلفاز و ظلت تقلب في القنوات بملل منتظرة رجوع ياسر، و في هذه اللخظات سمعت دقا على الباب، فلبست نقابها و فتحت الباب. و هي تقول.
- السلام عليكم.
ردت عليها الطارقة السلام.
ثم تكلمت رقية قائلة.
- مين حضرتك؟
- أنا ثرية.
- ثرية مين؟
أجابتها ثرية و قد امتلئت عيناها بالدموع.
- أنا ثرية أمك يا بنتي.
كانت رقية في حالة صدمة مما سمعته الآن و ظلت تتسائل مع نفسها (أ هذه حقا أمي التي كنت أظن أنها ميتة؟ أ هي تقف أمامي الأن؟).
بعد فترة صمت تكلمت قائلة.
- اتفضلي.
دخلتا سوية ثم قفلت الباب، و جلست على الأريكة و هي عاجزة عن نطق ٱي شيء فهي لم تفق من صدمتها بعد.
كسرت ثرية ذلك الصمت و قالت.
- سامحيني يا بنتي، في ظروف خلتني أعمل كده.
- ظروف ايه دي يلي تخليك تتخلي عن بنتك و هي لس عمرها أسبوع بس؟
أجابتها ثرية ببكاء.
- كنت محتاجة فلوس، كنت حابة أصير غنية ما كنتش راضية بالفقر يلي كنت عايشاه مع أبوكي.
- هاي إنتي هلأ غنية لكان جاية عندي هلأ ليه؟ و نفترض إنك كنت بدك تصيري غنية و ما كنتيش راضية بالفقر لكان ليه ما أخذتينيش معاكي؟
- عارفة يا بنتي إني غلطت و طمعت كثير لدرجة إني اتخليت عن أبوكي و اتجوزت بشخص ثاني بس علشان الفلوس، و ما كنتش قادرة أخذك معايا كنت لس صغيرة و كنت متأكدة إنو أبوكي ما كان رح يخليني آخذك لهيك اتفقت معاه أنا آخذ ياسر و هو ياخذك، بس يا بنتي أنا هلأ ندمانة أوي و بتمنى الزمن يرجع لورا و أصحح غلطي.
كانت رقية تحس أن كلام ثرية نابع من قلبها و لكن في الوقت نفسه لم تكن تقدر على مسامحتها فهي ترى أن كل هذه المبررات ليست سبب قويا لتجعلها تتخلى عن ابنتها.
تكلمت رقية ببكاء و قالت.
- في الوقت يلي كنت محتاجالك ما لقيتك جنبي، لما كنت بشوف الأمهات بيجيبوا بناتهم للمدرسة كنت بتمنى لو تكون أنا كمان عندي أم و توصلني للمدرسة زيهم و تهتم فيني، بابا الله يرحمه كان بيقولي إنك متي و إنت بتولدني لحتى ما أعرف إنك عايشة بس اتخليتي عني.
قبل أن تتكلم ثرية فتح الباب و دخل ياسر و هو يقول.
- أنا اجيت، يلا تعالي نحضر الفطور سوا.
ثم انصدم عندما رأى أمه فقال.
- ماما؟ إنت نزلتي مصر امتى؟

أهو يا جماعة فصل طويل (مش طويل أوي يعني بس عالأقل أطول من الفصول الماضية هههه) تعويضا عن التأخير في الفصول الماضية، بس أنا بجد مشغولة أوي هالأسبوع، بس إن شاء الله رح التزم بمواعيد تنزيل الفصول و يلي هي يوم الاثنين و الأربعاء و السبت. ❤️
لا تنسوا الفوت تشجيعا لي. 💗
و قولولي رأيكوا في الفصل ده. 💞

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.

أحببت متنقبة  (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن