-5-

2K 112 74
                                    

نطق كوك : داد أرجوك لا تفعل .

ساد الخطَّ صمتٌ يشدُّ الأعصاب . كلُّ ما يُسمَع صوت انفاس الفيمنكوك.

- اعتقد أني مُضطَّر للإنسحاب من المكالمة لأترككما تتحدثان أبًا لإبنه .

كسر جيمين الصمت بلطافة .... إلى اللقاء تاي ، إلى اللقاء كوكي ، سأزورك غدا فور رجوعي من شيكاغو ... قبلاتي.

-ددداد اتوس....

-أنا قادم إليك ، لن نتحدث على الهاتف .

- لا داعي لأن تُتعب نفسك ، أنا من سينزل ، مللتُ من السرير ، و من غرفتي .

- اوكي ....جيد ... أنا في المكتب إذن .

وقف كوك على العتبة ببيجامته القطنيه البيضاء ، وشعره الحريري منسدل على عينيه اللوزيتين ، بدا كحمامة الأيك ، تختال على نغمات ترنيمة حزينة تعزفها قطرات المطر ، و قد زاده مظهره المتعب حُسنًا على حسنه ، حيث لطخت الحمرة خدوده و كأن القدير زرع بهما حدائق من شقائق النعمان .

لم يقل شيئا ، حدّق بوالده الجالس على الأريكة الجلدية ، يضع رجلا على رجل بأناقة ، وشعره مبعثر ، يرتدي نظاراته و يكتب على دفتر بقلم الرصاص ، واضح أنه يعمل على موسيقاه .

- اححححم تنحنح كوك : داد !!!!

رمقه تايهيونغ بنظرة حانية ، ووضع ما في يده على الطاولة .

- صغيري جئت !!

ظل كوك واقفا ، لم يتقدم ولا خطوة ، مترددا في قول مافي جعبته.

ثم تشجع ونطق :

- داد !!! ماما لا ذنب لها أقسم ... أنا من طلب منها ذلك . منذ ستة أشهر وهي تستعد لهذا الحدث ... كانت متحمِّسة وفخورة بنفسها ، وهي تحقق أحد أكبر أحلامها.... حرام...

- كوك !!!!!! قاطعه تايهيونغ .

فانتفض الصغير في مكانه خوفا ، ولكن الأب فتح ساقيه قليلا ، وضرب براحة كفه بخفة على فخذه ، مشيرا الى كوك بالإقتراب :

- أدنو مني.

سار كوك بخطوات خجولة ، وجلس في حضن والده ، وهو محني الرأس ، ويديه بين ساقيه الملمومتين ، مواصلا عض شفتيه بتوتر شديد.

اشفق تايهيونغ عليه عندما رآه بهذا المنظر ، و على وجهه الأبيض كدمات بنفسجية ، وجروح هنا وهناك .

فوضع كفه على أسفل ظهره ، كانت يده أكبر من خصر طفله بالكامل ، وجذبه اليه أكثر ، حتى التصق جانب كوك بصدر تايهيونغ و حاوط خصره بذراعه..

- و مع هذا كنتُ أُفضِّل أن ترفضَ طلبَك ، و مرَّغ انفه بلطف في شعر كوك حتى يبث فيه السكينة .

- لقد هدّدتها بعدم أخذ الدواء ، وحضور جلسات العلاج النفسي ، إن لم توافق ، واعتقد انها لم تخبرك بما فعلته حتى لا تغضب مني ، فاختارت أن تتحمل اللوم بدلا عني.

الآثِمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن