-9-

1.7K 124 75
                                    

*****بدون إطالة تعليق و لايك ڨايز بليز ، احبكم

   رجع كوك إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليَجِد والديْه  بانتظاره ، بادٍ عليهما التفاهم من اصابعهم المتشابكة ،  وبِمُجرد أن لمحاه،  هرعا إليه يُقبِّلانه ويعانقانه بحرارة .

نظر كوكي لأيديهما المُتعانقة ، فانقبض صدره .

كان يريدهما أن يتطلَّقا ، وفي نفس الوقت يظل والده بقربه .  ما كان يأمل الحصول عليه شيء من المحال .

بادلهما العناق بغصَّةٍ ،  فقد شعر للحظة أنه فارغٌ ككائن من العدَمِ ، مقبرة مُهترئة تتهاوى. 

وقف بينهما ومسك يد كل واحد منهما ، و مضى برفقتهما ،  سانِدًا راسه على كتف والدته بلطف ، و اتجهوا كأسرة متناغمة الى السيارة عائدين الى المنزل.

اصبحت حياته منذ رجوعه ،  في قصرهم اشبه بالجحيم ، فصار يتفادى انتظار  والده لساعات متأخرة من الليل كعادته ،  لأن رؤيته يدخل مخدعه وينفرد بوالدته بعد أن يغلق الباب بالقفل يجعله يتلوَّى و ينتحب الليل بطوله. 

بات يتمنى أن لا يجد الزوجان معا على طاولة الإفطار بانتظاره ،  و هما  يداعبان بعض على مرآى ومسمع من روحه المثقوبة ، فيما  يحاول بابتساماته المنطفئة سد هذه الثقوب ،  والصراع لانقاذ ما تبقى منه .

صحيح أنه أنقذ هذا الزواج بِردَّةِ فعله يومها في المخيم ، و لكنه لم ينجو ،  لأنه في كل لمسة من والده لخصلة من شعر امه تغرق قطعةٌ منه ، بإنتظار أن يغرق بالكامل .

ومع هذا فهو غير نادم على رفض انفصالهما ، لأنه لا يقوى على فراق حبيب الروح .

وفي صباح ما ، بعد أن خارت قواه تماما و بدأ يعجز عن المقاومة ، استشعر أنه بإستسلامه شارفت روحه على الهلاك  .

فقرر أن يستجمع نفسه و  يعلن حربه و أن يفوز بها أيضا حتى لو استعمل المشروع و الغير مشروع من الوسائل لذلك .

كان قرارا صعبا لأنه يعلم أن ضحاياه سيكونون كُثُر ، و لكن لا مفر ، فكل شيء مباح في الحب و الحرب ، فمابالك إن كانت الحرب من أجل الحب .

وقف مع نفسه للحظة و هو يعقد العزم على ذلك عاجزا عن  فهم ماهيته.

هل هو شخص طيب كما هي طبيعته قبل هذا العشق ، أم خبيث بسبب خططه للإيقاع بوالده في براثِن حبه ، أم شرير لأنه سيؤذي والدته ، ودنيء لأنه سيُضَيِّع والده ،  أم  بطل لأنه سيحارب من أجل ما يعتبره ملكه .

لم يعد  يفهم نفسه التي تخدَّرت لدرجة أنه لم يعد

يَسْتَعِر من نواياه .

وهاهو ككل فطور جالس في زاوية الطاولة بعيدا عنهما  ، يسترق النظر اليهما ، ويشيح ببصره بسرعة كلما التقت عيناه بعيني احدهما  .

الآثِمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن