-13-

2K 101 310
                                    

آسفة على التأخير : انا في فترة الامتحانات . لهذا حبيت اعوضكم ببارت طويل نوعا ما .
ملاحظة : عائلة كيم بالعادة بتسرح عمال القصر بفترة الأعياد و تبقي على عدد معين فقط

       خرج تايهيونغ من الغرفه شارد الذهن ،  تائها في الفضاء .

ُخُيِّلَ إليه أن الكون خلا حوله ،  و الأرض تُواصل الدوران خارج مدارها ،  وصوت الخادمه يأتي من قعر البئر :

"  سيدي هل حصل شيء سيء لا قدر الله ."

   لم يلتفِت حتى ، فرأسه أثقل من أن يقدر على تحريكه كما تهيَّأ له .

حمل مفاتيح السيارة بطريقة روبوتيكية صامتة ،  وفتح الباب وغادر قصره مُرتديا ثياب المنزل ( سروالا رياضيا رماديا عريضا ،  وقميصا قطنيا خفيفا )

لم يُغير حتى شبشبه ،  أو يلبس حذاءا ،  تناهى  إلى مسامعه صوت السائق يناديه بطيئا مخنوقا كمن يتكلم في شريط قديم بدأ يتلف.

  " س  ي  دي هل أقلك !؟  س ي دي  ! هل ستخرج هكذا في هذا البرد  !؟ سيدي أنت شاحب "

ولكن  تايهيونغ استقل سيارته وانطلق لا يدري أي وِجهةٍ يقصد  ، و لا أين يتوقف ،  أو ما سيفعله بنفسه .

فاضت مُقلتاه دموعا سخية ،  شلالات شديدة السخونة على وجهه الجامد والمتجمِّد .

ظلَّ ينظر إلى الأفق البعيد ، و أمطار الحزن تدق بقوة على زجاج السيارة .  تآمرت هي الأخرى مع مدمعه في طريق طويل تحفُّه أشجار ٌ هرمة .

هجم الظلام بسرعة ،  وحلَّ مَحلَّ نور المساء ليلٌ أسود مخيف . شعر أن الحركة سكنت في مدينته التي لا تنام ،  لا بشر فيها ،  أو علَّهم اختبئوا جميعا في مرابضهم ، تاركين اماكنهم تغزوها الأشباح.

والكثير من البرد القارس ،  والزمهرير الشديد ،  والصقيع يلفون جسده برغم مكيف السيارة الدافئ ،  إلاّ أن البرد للأسف يسري إليه من العاصفة الثلجية بداخل روحه المُرتعشة .

عاشق الشتاء ، ورائحة المطر ، والذكريات  الموسومة له ولصغيره امام المدفئة ، وهذا الأخير يثرثر باستمرار يجده اليوم مخيفا

"اللعنة !؟ "أوقف السيارة على حين غرة ،   وخرج إلى الشاطئ يمشي بخطوات ثقيلة حتى تهالك على ركبتيه على الرمل أمام بحر أسود ثائر وصرخ " آااااااااااااااااااه  وخنقه البكاء .

  تأوه ثانيه بوجع : "  ماذا فعلتُ ياااااااارب !؟"

  ونظر للسماء  : " يا رب ضاجعتُ رجلا و الكارثة أنني ضاجعت طفلي ." 

  لا تعاقبه يا رب ، لا تعاقبه ،   ما زال صغيرا ، أنا الشيطان ، أنا أب سيء ،  لم أعرف كيف أحتويه .

  لقد شوهوا تفكيره.  إفعل بي ما شئت ، و لكن  لا تؤذيه.

سأخنقُ أحاسيسي ، ماذا أفعل  فقدت عقلي ، و  ذبتُ في ثنايا عشقه كالأحمق رغما عني.

الآثِمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن