-11-

1.7K 106 67
                                    

خرج تاي من الحمام حاملا منشفة مُبَلّلَة بيده ،  وعاد إلى الغرفة حيث لا يزال كوك مُسْتَلْقِيًا ،  ويغطي جسده كاملا بالشرشف الحريري ،  ويمسك حوافه بأصابعه ،  كأنه يحاول ستر نفسه .

بدا هادئا وشفافا  ، وعيناه وشفتاه جميلتان ،  بشكل يدعو للتأمل والفضول.

رفع الأغطية عن جسد الصغير الْمُرْتَجِف ،  تمسَّك بها هذا الأخير ، و تطلَّع  بتايهيونغ بعينين واسعتين و خائفتين .

إندسَّ تايهيونغ بجانبه داخل الفراش بهدوء تام ، وجد جسد الصغير دافئا وقد عرف الشَّبع أخيرا

وضع كفه الكبير على فخذ الصغير الذي استكان لهذه اللمسات :

-  لستُ نادما مطلقا  : قال كوك بدون مقدمات . وعيناه مخفضتان.

لم يُجبه تاي على تعليقه ورد :

- يجب أن ننظفك جيدا . ونرحل لدي موعد مهم اليوم.

-  هل ستتركني بعد هذه الأمسية المجنونة.  ألا تفهم ما تعنيه لي أول مرة أسَلِّم فيها عذريتي لشخص ما. 

- صدقني أنا مضطر . إنه موعد لا يمكنني أن أخلفه :  كان يشرح لكوك وهو مستمر بتنظيفه ،  واضح عليه التَّوتر كأنه مُستاءٌ من شيء ما.

- لماذا تتحاشى النظر الي  إذًا  !؟ هل تحتقرني؟ :  سأله كوك بصوت مرتعش ،  كصغير منزوع الفتيل .

ضمَّه تايهيونغ بقوة إلى صدره ، مثل طفل وديع يلوذُ به و أجابه :

- أنا احتقر نفسي ،  نفسي فقط ، أنت على الأقل لستَ منافقا . ولكني كذلك.

ما كنتُ لأرضى هذا الأمر لإبني ،  فكيف اَفعلُه بك ؟!

-  أنت لم تفعل بي شيئا ،  أنا جررتُك إلى هذا الأمر :  قال وهو يبحث عن أدفأ مكان بصدر والده.

- ما كان ينبغي أن انساق وراء جموحك. 

أنت صغير ،  مازلتَ لا تعرف ما تريده وما لا تريده .

ستراودك في هذا السن  نزوات متعددة ، وتتوق لتجريب طقوس مختلفة ، أنت لا تلام .

ولكن أنا شخص ناضج .  كان علي أن أحمل شهوةً مماثلة إلى قبري.

بدأت دموع كوك تنزل .  لم يكن يريد سماع المزيد من تحسُّر والده.

ملأت مياهٌ مالحة مقلتيه  عَجَزَ عن منعها من النزول ،  كأنه يحاول كبت نوبةِ بكاء مرير. 

و راح يتضرَّع لتايهيونغ في صمت وخِزي ،  أن يسحبَ كلامه ، محاولا في الوقت ذاته السيطرة على إرتجاف أطرافه بلا جدوى.

-  أنت لست نزوة .  انا احبك : إعترف كوك. 

- هذا ليس حب ، إنه لا يقترب منه حتى الإقتراب.

- آااااا ،  أهذا رأيك !؟

أنا معك ينفلتُ لساني فأقصُّ السخافات بدون تفكير ، وتفاصيل أيامي المهمة والتافهة ، الحزينة والمُبهجة ، الشيِّقة والمملة. 

الآثِمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن