خرج تاي من الحمام حاملا منشفة مُبَلّلَة بيده ، وعاد إلى الغرفة حيث لا يزال كوك مُسْتَلْقِيًا ، ويغطي جسده كاملا بالشرشف الحريري ، ويمسك حوافه بأصابعه ، كأنه يحاول ستر نفسه .
بدا هادئا وشفافا ، وعيناه وشفتاه جميلتان ، بشكل يدعو للتأمل والفضول.
رفع الأغطية عن جسد الصغير الْمُرْتَجِف ، تمسَّك بها هذا الأخير ، و تطلَّع بتايهيونغ بعينين واسعتين و خائفتين .
إندسَّ تايهيونغ بجانبه داخل الفراش بهدوء تام ، وجد جسد الصغير دافئا وقد عرف الشَّبع أخيرا
وضع كفه الكبير على فخذ الصغير الذي استكان لهذه اللمسات :
- لستُ نادما مطلقا : قال كوك بدون مقدمات . وعيناه مخفضتان.
لم يُجبه تاي على تعليقه ورد :
- يجب أن ننظفك جيدا . ونرحل لدي موعد مهم اليوم.
- هل ستتركني بعد هذه الأمسية المجنونة. ألا تفهم ما تعنيه لي أول مرة أسَلِّم فيها عذريتي لشخص ما.
- صدقني أنا مضطر . إنه موعد لا يمكنني أن أخلفه : كان يشرح لكوك وهو مستمر بتنظيفه ، واضح عليه التَّوتر كأنه مُستاءٌ من شيء ما.
- لماذا تتحاشى النظر الي إذًا !؟ هل تحتقرني؟ : سأله كوك بصوت مرتعش ، كصغير منزوع الفتيل .
ضمَّه تايهيونغ بقوة إلى صدره ، مثل طفل وديع يلوذُ به و أجابه :
- أنا احتقر نفسي ، نفسي فقط ، أنت على الأقل لستَ منافقا . ولكني كذلك.
ما كنتُ لأرضى هذا الأمر لإبني ، فكيف اَفعلُه بك ؟!
- أنت لم تفعل بي شيئا ، أنا جررتُك إلى هذا الأمر : قال وهو يبحث عن أدفأ مكان بصدر والده.
- ما كان ينبغي أن انساق وراء جموحك.
أنت صغير ، مازلتَ لا تعرف ما تريده وما لا تريده .
ستراودك في هذا السن نزوات متعددة ، وتتوق لتجريب طقوس مختلفة ، أنت لا تلام .
ولكن أنا شخص ناضج . كان علي أن أحمل شهوةً مماثلة إلى قبري.
بدأت دموع كوك تنزل . لم يكن يريد سماع المزيد من تحسُّر والده.
ملأت مياهٌ مالحة مقلتيه عَجَزَ عن منعها من النزول ، كأنه يحاول كبت نوبةِ بكاء مرير.
و راح يتضرَّع لتايهيونغ في صمت وخِزي ، أن يسحبَ كلامه ، محاولا في الوقت ذاته السيطرة على إرتجاف أطرافه بلا جدوى.
- أنت لست نزوة . انا احبك : إعترف كوك.
- هذا ليس حب ، إنه لا يقترب منه حتى الإقتراب.
- آااااا ، أهذا رأيك !؟
أنا معك ينفلتُ لساني فأقصُّ السخافات بدون تفكير ، وتفاصيل أيامي المهمة والتافهة ، الحزينة والمُبهجة ، الشيِّقة والمملة.
أنت تقرأ
الآثِم
Fanfiction* رواية .. عن نوع غريب من الحب ... حيث تتفاعل الشهوة ، مع غريزة الامتلاك ، مع الإحساس بالضياع و الندم ، و لكن غرام تايكوك و هيامهما ببعض اعنف من كل محاولةِ مقاومةِ نفسٍ و عذابَ ضمير و تأنيبه.. كل هذا أنتجَ عشقًا غارقا في الخطيئة ، ملوثا بآثامها ،...