الحلقة الأولى

5.1K 62 22
                                    

في مركز الشرطة .

حيث يوجد سليم السعدي .من اكفأ الضباط وخيارهم في الولاية .

  كان في مكتبه طيلة مناوبته الليلية التي اخذت كل طاقته وأردته كتلة من العصبية القابلة للأنفجار في أي لحظة .
طيلة ساعات المناوبة وهو من متهم لآخر داخل خارج .شباب بعمر أخويه واكبر دون حسيب أو رقيب .استعمل أساليب مختلفة لأخذ أقوالهم او فك شجاراتهم بالقوة تارة و بالحلم تارة أخرى كل حسب الحالة التي أمامه .

أمامه اوراق قضية وكلت اليه ان كسبها رقي منصبه وان لم يفلح سيتم ابعاده عنها او حتى انزاله درجة .
قضية شبكة ترويج مخدرات واعمال اخرى .يقودها عاصم الرشدي الذي بالصدفة هو خال رامي أخ صديقه جمال .المشكلة ان هذه العائلة ذات نفوذ داخل اقسام الأمن وداخل أقسام القضاء .

كلما امسك بأحدهم وجده بعد المحاكمة خارجا مبرأً من كل ذنب .وأكثر مايمقت في تلك العائلة ذلك الشاب مراد الذي لم يتجاوز 22من العمر الا ان جرائمه وافعاله قد افاضت غيظه وحنقه لو يسقط بين يديه فلن يرحمه .
امسكه مرتين على التوالي في هذه السنة .مرة وهو يحمل في سيارته جرعات من الحبوب .ومرة في بيت دعارة تمت مداهمته .ولكن كل مرة يجده خارجا وقد زج ببريء آخر مكانه مقابل مال وفير يسد رمق عائلته الجائعة .

دخل عريف القسم الى مكتب سليم .هذا العريف سعد احد الشباب الذي انخرط توا في صفوف الداخلية .فتى كله شعلة أمل و شجاعة دخل بعدما توقف عن الدراسة لعدم توفقه فيها .اختار الضبطية لحبه الشديد لجعل محيطه اكثر امنا واستقرارا .كوسيلة لإصلاح فساد قد انتشر .وقد تدرب تحت عهدة المقدم سليم .

القى سعد التحية امام سليم المبتسم له دائما مفتخرا به وبأمثاله .

سعد : سيادة المقدم سليم .في حاجة على السريع لازم تعرفها .

سليم بانتباه : قول يا سعد انا بسمعك .

سعد : فيه شاب برة عاوز يتكلم معاك ضروري وقال ان الامر لو مكانش ملح كان حيأجلوا .

سليم بجدية : خلاص دخلوا بسرعة .ربنا يقدر الخير في ليلتنا دي .

دخل شاب في منتصف الثلاثينات من عمره تقريبا منظم جدا من مظهره أحس انه قد يكون احد العاملين في سلك التدريس وقد صدق حدسه .

اشار له سليم بالجلوس مرحبا به فيما انطلق الشاب يعرف على نفسه برزانة .

الشاب : متشكر قوي و آسف فعلا على ازعاجك في الوقت ده .بس للأسف ماعنديش وقت غير ده .

سليم : ما فيش مشكلة أبدا تشرفنا اي وقت .

الشاب : أنا رائد الصاوي .أستاذ رياضيات في الثانوي .أنا تقريبا أعرفك من أخوك  سامي .أنا مدرسهم في الثانوية .

سليم بترحيب اكبر لوجود معرفة بينهم : اهلا بيك مرة تانية ويسعدني ان نكون اصحاب بعد كدة .وان شاء الله تكون سيرتي اللي وصلتك كويسة .

 وما  كان ربك نسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن