عاد عامر الى البيت فوق ارادته .تجرأ وفعل فعلته تلك .والان يرتعد خوفا من اختلاء رائد به دون الطلاب وتلقينه درسا يعرفه جيدا .
دخل البيت وقد سبقته شيرين الى ذلك حيث وجدها تحضر الغذاء مع نجلاء وهما يتبادلان اطراف الكلام .
دخل وقد عادت له جرأته وشجاعته وتمرده بعد ان رآها .
دخل مسلما عليهم باقتضاب .
عامر : السلام عليكم .
نجلاء : وعليكم السلام .
شيرين بابتسامة : اهلين يا عامر .غير هدومك وتعالى ناكل .
عامر مغتاظا وحائرا من طريقة كلامها وابتسامتها : رائد فين ؟؟
نزل رائد مبتسما ليرد عليه : ايوة انا هنا .
زادت حيرة عامر من ابتسامة الاخر ايضا .
ذهب الى غرفته وهو يفكر في السبب وراء تصرفهم معه هكذا .لم يطمئن لتلك الابتسامة .ومجرد تشاركهما الاثنان فيها زاد من قلقه نحو مكان الرحلة التي سيذهبون اليها .
بدأت الظنون تأخذه بأن شيرين في فترة غيابه قد اقنعتهم بالذهاب الى الملاهي او التسوق .
خرج وقد تلبسه شيطان سوء الظن مجددا .
جلس مستعدا لحرق الاخضر واليابس ان اخذوا برأي شيرين .
جلس على المائدة بترقب لكل حركة منهم .
بداية من جلوس شيرين جنبه .والتطوع لسكب الحساء في صحنه وتقريب المحشي منه ووضع الرغيف امامه وسكب العصير في كأسه .
بقي محافظا على هدوءه والا كان امسكها من شعرها مهددا بان تفصح عن نواياها المبطنة خلف تلك الافعال .
بدأ بالاكل ومن ثم نطق .
عامر : اخترتوا المكان اللي حنروحلوا بكرة ؟؟
نجلاء : اقتراحاتكم ايه ؟؟؟
رائد : نروح للالعاب المائية زي ما عاوز عامر .
عجز عامر عن فهم ما يحصل .استدار لشيرين لعلها تعترض لكنها صمتت .وصمت هو من شدة حيرته فيهم .ثم نطق .
عامر بانتصار وتشفي : نروح بدري بكرة .عشان نحجز على الالعاب لهناك .
ظل يرمق شيرين الصامتة طوال الجلسة .
ارادها ان ترفع عينها اليه ليرمقها هو بتشفي وبانتصار وتاكيدا ان اخويه سيفضلانه عنها هي .الوافدة الجديدة .اخذ لسانه يتكلم ويثرثر .ليزيد من اغاظة الجالسة بقربه .
والتي تجاهلته تماما .
نهض بانتشاء طفولي .ذهب الى غرفته يريد ان يرتاح قرير البال .
بينما ضحكت شيرين بعدما ظلت طوال فترة الغذاء كاتمة اياها عن عيني عامر .وهي تمثل الحزن .
أنت تقرأ
وما كان ربك نسيا
Random" أما أبي لم يكن سنداً ولا ملجأ للهروب، أبي ليس ضلعي الثابت ولا السند، بل كان مائلاً يكسر الظهر، مال أبي ونسي ولم يفعل بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، كسر القوارير وهمش الأفئدة وأطاح بالقلب" قد يستغرب البعض من هذا الكلام لكن هذا حال الأبناء الذ...