في السيارة كان سليم واخوته الثلاثة في طريقهم الى الغردقة في رحلة اعدها سليم حتى يبدد تعب تلك الشهور التي ابتدأت بامساك مراد وضربه وانتهت بامساك مراد وحضنه ،وضمه تحت جناحه .
كانواطول الطريق في مزاج رائق للغاية فها هو مراد بابتسامته العذبة تزين ثغره ، بجانبه رضوان النائم والمستند على كتفه .اما سامي فهو جالس بجانب سليم في المقعد الامامي بعد ان تشاجر مليا من اجل الحصول عليه ..
اخذ سليم اجازة له ولمراد من المدرسة .بينما اخويه الاخرين فقد كانا في عطلة دراسية .
حجز سليم بجانب البحر الاحمر لمدة سبعة ايام .
سيقضون فيها مدة يستريحون فيها من ما مضى وخاصة مراد .فهو اراد بذلك ان يجازيه ويحفزه على توبته .
انطلقوا صباحا ولم تمر الا ساعتان فقط ،فطريقهم الى الغردقة يأخذ خمس ساعات تقريبا .
كان سامي كثير الكلام منبسطا على خلاف مراد الذي كان يتابع بعينيه ما يحدث ولا يعلق عليها الا بابتسامة فقط .
لاحظه سليم و قد اراد ان يخرجه من حالات حرجه تلك .
عندما كان مراد في نسخته الاولى الفاسدة .كان سليط اللسان قبيح الكلام .
اما الان فقد ظهرت شخصيته الخبيئة شخصية هادئة خجولة نوع ما .
كانت صفاته السابقة نوعا من التكييف والتماشي مع وضعيته وشلته .كانت قناعا حتى يتشبه بهم .
لكن الان حينما انفصل عنهم وعن بيئتهم .كسر قناعه وظهرت صفاته وبانت طبائعه .شاب صغير خجول كثير الحرج وكتوم جدا .
ناداه سليم بخفة : اهييه يا مراد .جيت للغردقة قبل كدة ؟؟؟
رد مراد بهدوء محاولا تبديد تلك الصور التي تدفقت اليه عند سؤاله .نعم ذهب اليها مع شلته لكنها كانت رحلة ماجنة سافرة فاحشة .انتهك فيها كل محرم .شرب وسكر وتمايل مع الراقصين والراقصات .
رغم صغر سنه الا انه دخل واد سحيق مغبر بكل اندفاع .اراد من دخوله الى تلك المغامرات التأنس والابتعاد عن البيت بأي وسيلة .بيته المليء بالذكريات التي صنعت منه ذلك المراد .
مراد بحرج من تخيلاته : أيوة .جيتها مرتين قبل .
سليم : يعني مافيش مشكلة .مش حتضيع فيها .
نطق سامي : مراد رحت لمتحف الرمال .وممشى الغردقة و الكورنيش و مارينا .
قاطعه سليم مازحا مفسدا شعره : عارفينك رحتلها قبل .و لافها كلها .
ابتسم سامي بفخر : ايوة وحافظها مكان مكان .
نطق مراد بهدوء: سليم .انت حجزت في اي فندق ؟؟
لم يفهم سليم لما سؤاله ذاك وخاصة مع لمحة القلق التي اعتلت وجهه .
سليم : ما حجزتش في فندق ؟ أجرت شقة في المركب الذهبي في الجونة هي بعيدة بعشرين كيلوا يعني على الغردقة .بس أحسن من الفنادق ..
أنت تقرأ
وما كان ربك نسيا
De Todo" أما أبي لم يكن سنداً ولا ملجأ للهروب، أبي ليس ضلعي الثابت ولا السند، بل كان مائلاً يكسر الظهر، مال أبي ونسي ولم يفعل بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، كسر القوارير وهمش الأفئدة وأطاح بالقلب" قد يستغرب البعض من هذا الكلام لكن هذا حال الأبناء الذ...
