دخلت نجلاء بهدوء الى اخيها الصغير ، وجدته مستلقيا على بطنه فوق سريره ووجهه مدفونا بين الوسائد مخبئا شلال دموع انهمر من عينيه ، لم تعهده بهذه الحساسية والضعف ، وكأنها الان فقط تذكرت مأساتهم مع والدها .اقتربت منه واضعة رأسها على كتفه محتضنة ماتبقى من جسمه الظاهر .
نجلاء بهدوء : ماتسجنش نفسك في الماضي ياعامر .ده لا ذنبك ولا ذنب رائد ولا ذنبي .ربنا موجود وانت مش محتاجه .هو بعد علينا وربنا عوضنا برائد .فبلاش تقلب الموازين .ماتكونش قاسي مع اللي حبك ورعاك .لو انت شايفو انه كبير وجامد بس هو انسان كمان .لو خبى تعبوا علينا مش معناها انه مش تعبان ولا مايحسش .طول عمره واقف عشانا فبلاش تكسرو يا عامر .كلامك معاه كان غلط .انت ظلمتو و قسيت عليه .
قوم بلاش مناحة على حد مايستاهلش، ابوك هو رائد يا عامر .
وبلاش ضعف، في حاجة اسمها صبر ، اللي جرالنا ابتلاء وعلينا تحملوا .لو شايف نفسك مش قادر ، فكر في ابتلاءات غيرك .لو شفت مصايب الناس حتنسى مصيبتك .اللي اتأخذ منك ربنا عوضك بخير منه .فبلاش تخلي نفسك توديك للندم بعدين .
احملت نجلاء نصحها لأخيها تثنيه عن تفكيره في نفسه فقط .
الأخ الصالح خير من نفسك، لأن النفس أمرة بالسوء، والأخ الصالح لا يأمر إلا بالخير
.......
عاد سليم الى البيت متأخرا، بعدما شفى غليلة قليلا من ذلك المدعو مراد ، جميع اوراق ادانته هو والده في حوزته، بواسطة رائد و جمال وفريق متكامل من الداخلية التي حللت وفحصت اوراق المستودع المُقتحم ، استطاع أخيرا ايداع ملف القبض عليهم ، الذي لن يستغرق اكثر من يومين حتى يرسل اليه بالموافقة .
عاد الى البيت ينوي الراحة طيلة يومي انتظار الموافقة .
دخل بهدوء فالساعة تخطت الحادية عشر ليلا ، ليجد والدته وزوجها يتساهران أمام التلفاز على برنامج الذي .... لطالما استمدا منه النصح والرشاد ، توجه نحوهما بهدوء واشتياق بسبب كثرة انشغالاته .
سليم : مساء الخير .
والدته وزوجها : مساء النور .
سليم : مانمتوش لدلوقتي ؟؟
والدته : كنت بستناك ، ورحيم ماهنش عليه قعدتي كدة لوحدي .
سليم بابتسامة من ذلك الاستاذ الجامعي في الشريعة الاسلامية زوج والدته وابن عمها . الذي حقا تليق به وبتصرفاته المطابقة لعلمه ،
سليم بابتسام : ربنا يخليكم ليا .مش عارف اقول اييه تعبتكم معايا ومع شغلتي ديه .
رحيم بصوته اجهش : ماتقولش كدة يا بني ، ده احنا فرحانين بيك وبشغلك .لو كان كل الناس زيك ، كانت الدنيا غير الدنيا ديه .
ابتسم ثم جلس بجانبهم .
سليم بجوع : ماما جوعان ، حطيلي العشاء ، من فضلك .
أنت تقرأ
وما كان ربك نسيا
Random" أما أبي لم يكن سنداً ولا ملجأ للهروب، أبي ليس ضلعي الثابت ولا السند، بل كان مائلاً يكسر الظهر، مال أبي ونسي ولم يفعل بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، كسر القوارير وهمش الأفئدة وأطاح بالقلب" قد يستغرب البعض من هذا الكلام لكن هذا حال الأبناء الذ...
