الحلقة الثالثة

1.6K 60 59
                                    


كان رائد في طريقه الى بيت والده ، من أجل ايجاد أدلة ضده للامساك به . اصبح بحجة زيارة أخته كثير الارتداد لبيت والده .
في طريقه لتلك الفيلا حيث يسكن والده الثري بمال حرام وابنته ذات الثمانية عشر سنة .اوقف رائد سيارته على بعد ، ثم نزل بهدوء متوجها نحو البوابة ، مر سريعا لكنه توقف حينما لاحظ ذلك الواقف هناك ، تجمدت اوصاله وانسحب خلف شجيرات الزينة المزروعة هناك في الشارع ، تسائل رائد عن وجود عامر هنا ، هل يعقل انه هنا من أجل والده ، الف سؤال وآخر طرق على اسماعه في تلك اللحظة .وقف بهدوء مخافة رؤية عامر له .
حتى ذهب الصغير بعد وقوفه مليا امام البوابة
، انسحب رائد لسيارته من جديد ، تجهمه افسد مزاجه لأداء مهمته اليوم .غضبه وقلقه جعلاه يتوجه الى البيت مباشرة ، لن يتركه اليوم دون ان يخبره بكل شيء ، منذ متى يأتي الى هنا و هل دخل الفيلا وقابل والده او لا .

كاهله يزداد ثقلا امام المسؤوليات التي عليه .اخته التي تربت عند والده على التبرج .وأخوه يخاف عليه الاقتراب من اب قد يجره لوادي الانحراف .سلواه الوحيدة في هذه الدنيا نجلاء أخته دليله ونوره التي تخفف عنه وتحاول بما استطاعت تخفيف الحمل عليه .

.....

عند سعد القابع في غرفته والمفترش لأوراق مهمته فوق سريره .يطالع خريطة المكان جيدا ، يرسم خطوطا هنا وأخرى هناك .يطالع ابعاد المستودع وعدد المخارج والمداخل موقع النوافذ والابواب .وثق به سليم وهو لن يخيب ثقته .

سمع صوت طرقات لحوحة على الباب لينتبه ويأذن بالدخول للطارق .

أطلت أمه عليه بعد ان فتحت الباب رويدا حتى شُرع .

أم سعد : سعد عاوزك تجبلي شوية حاجات من الماركت .أهل مرات أخوك حييجو كمان شوية ، ولازم استقبال كويس .وراجي جاء دلوقتي وتعبان .

سعد : انا كمان عندي شغل جامد وماعنديش وقت انزل للماركت ، نجم هنا ابقي قوليلو هو .

لم يكمل جملته حتى صدح صوت لطالما أحزنه وكسر فؤاده بكلماته .

راجي بصرامة : مش كل ما نقلك حاجة تجيب سيرة نجم ، الدكتور قاتل نفسو ما بين الكلية والدراسة ،وانت من الصبح هنا، بلاش أنانية ، واطلع شوف امك عاوزة ايه .

لم يتفاجأ سعد من كلمات راجي فهو يعرف أن أخيه لا يعطيه قيمة أصلا ، تعب او لم يتعب .أكل او لم يفعل ..ليس لديه غير نجم . في حياته لا يعرف غير هذا التصنيف ، ذو الشهادات هم الاعلى و الاجدر بالاهتمام، والباقي فلهم الفتات هذا ان وجدوه اصلا .

لم يرفع عينيه لعيني أخيه الكبير أبدا ، في صغرهم كانا كل من سعد ونجم على القدر نفسه من الاهمية والحب لدى راجي .لكن منذ دخولهم الى الاعدادية واتساع الفارق بينهما في الدرجات ، ظهر الفارق ايضا وبإتساع في اهتمام راجي بهما .

 وما  كان ربك نسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن