الحلقة الحادية عشر

1.6K 58 37
                                    

لو أن المسلمين ـ وخاصة الدعاة ـ اقتدوا برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وبذلوا جهدهم في النصح للعاصي بالأسلوب النبوي الكريم، وما فيه من رفق وستر، وشفقة ورحمة، لأثروا بأسلوبهم في العصاة والمذنبين، تأثيراً يجعلهم يسارعون لتنفيذ أوامر الله، ويتمسكون بهدي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..

ان هو الرحمة المهداة

-------

د

خل راجي مسرعا الى الغرفة التي وصفها له نجم .
دخل ليجد أخاه مستلقيا على السرير ورقبته محاطة بشاش ابيض .وجد نجم هناك واقفا مبتسما بجانب سعد كالابله وكم اراحته تلك الابتسامة .عند دخوله صادفه ذلك الذي اتاهم قبلا زائرا وقد ارتطم به عند خروجه المستعجل معتذرا .

اقترب من سريره واقفا حتى اكمل كلامه مع زميله الاخر ثم خرج هو كذلك على عجل .

اقترب راجي بصوت يشوبه القلق والاطمئنان في نفس الوقت .

راجي : سعد ايه اللي جرالك .انت كويس ؟.

سعد وقد اشتاق لكل التفاتة منه : ما تقلقش .انا كويس جرح بسيط .

راجي : وايه ده اللي في رقبتك ؟؟

سعد : غرزتين بس ، ماتخافش .

اقترب راجي بحنان الارض يقبل خدي أخيه ببطئ يبث فيهما شوقه وخوفه واطمئنانه .

راجي بصوت يكتم بكاءا ينذر بالظهور : الحمد لله على سلامتك .قلقتني عليك .

غزى الدفئ قلب سعد واحمرت وجنتيه من حركة اخيه المباغتة .والتي لم يعتدها منذ فارق الخامسة عشر .

ثم التفت راجي لنجم : روح يا نجم جيبلي قزازة مية .

نجم وقد فهم مقصده : بلاش تطفيش .انا رايح لوحدي .

خرج نجم مغلقا ورائه الباب فهو يعرف راجي جيدا حينما يريد قول شيء خاص لاحدهم .

جلس راجي  بقرب سعد والتفت  لسعد وبشكل  مفاجأ كعادته الجديدة اليوم تكلم .

راجي بحنين  : تعرف يا سعد انك لما تولدت كان في عمري اثناعشر سنة .يومها كنت جاي من الاعدادية ورجعت لقيت ماما في المستشفى ، يومها ركبت الحافلة  من البيت لوحدي على المستشفى .كنت عارف ان الجنين ولد زي ، وفرحت قوي لدرجة ماستنيتش بابا يرجع ويوديني ..لما وصلت ما سألتش على ماما حتى .رحت سألت عليك انت .وشفتك من وراء الزجاج وحبيتك من كل قلبي .
رحت لماما بعدها ولقيت بابا معاها شافوني يومها وانا فرحان قوي فقترحوا اني اسميه انا .يومها جاء في بالي اسم واحد وهو سعد لانه كان يوم سعدي فعلا .ربنا جابلي ولد زيي عشان العب معاه .كنت بحب زهرة بس مكانش مسموحالها تطلع برة ولا تلعب كورة .كنت بتمنى يتولد لنا ولد وجيت انت .
كنت اقرب حد ليا .كنت بحبك اكثر من حب اخ لأخوه .ومع قربك ليا حسيت بأنك جزء مني مش لازم تبعد ولا تخرج  عني .كنت بحس بشعور تملك .بس في الحقيقة كانت تعلق مني ليك .من يوم ما سميتك حسيت بتعلقي بيك ولما كبرت خفت تبعد وتستبدلني .ضيقت عليك الخناق .كنت عاوزك تسألني انا وبس .تأخذ قرارك من عندي وبس .بس لما انت كبرت ووعيت .ابتديت تخرج عن طوعي .وده من حقك .وانا خفت تكبر وتبعد .بس بغبائي خليتك تبعد فعلا .اتخنقت وبعدت .وانا مافقتش ان طريقتي هي السبب .لُمتك انت .وعاتبتك وقسيت عليك .لكن  من جواية بتألم على كل قسوة عملتها ناحيتك .بس كنت بصبر نفسي اني كل ما عمل كدة حترجعلي زي ما كنا قبل .بس عدت الايام ومافقتش غير الفجوة كبيرة بينا .ابتديت احاول اغيرك من نجم .بديت اتقرب من نجم واقربه ليا .عشان تغير وترجع بس في الاخير خسرتك  و وجعتك و وجعت نفسي .وكرهتني .
مش عارف اقول ايه بس مش قادر اعيش وانت بعيد كدة .وانا سبب لكل ده .غلطت وجرحتك . عارف ان مش من حقي اطلب منك السماح .بس عاوزك تعطيني فرصة تانية .اعوضك واعوض نفسي على سنين بعد كان بينا. .على سنين اتحرمت فيها انا منك الاول .وحرمتك من الراحة .
.بس اعرف حاجة واحدة كل ده كان من حبي ليك .عمري ما كرهتك .بس حبي كان مؤذي ليك .وكرهت نفسي اكثر لما شفت ردك على كل حاجة عملتها بالصبر والتغافل لحد ما بعدت عشان كرهتني وعشان  ماتتأذاش وما تأذينيش .عمرك ما رديت عليا بكلمة ولا وجعتني زي ما عملت انا .كنت دايما الافضل .كنت اخ خسارة فيا .

 وما  كان ربك نسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن