الفصل الرابع عشر.

1.7K 123 215
                                    

فتحت عيني على غُرفة زرقاء وملائات بيضاء. و رؤيتي الضبابية منعتني من تعيين الأوجه التي تقابلني..
عرّفتُ من بينهِم شعرًا بُني، وميزته فورًا.

"نـا-يل."
همست بتعب وأنا أُحاول الوقوف من على السرير.
أحسست به يقترب بِسُرعة ويرجعني إلى مكاني برفق .. كُنت ضعيفة جدًا لأقاوم حركته.

"ساقك اليمنى مرضوضة، وضغط دمّك مرتفع، هذا يفسّر سبب الصداع والرؤيا الضبابية. لكنّها ستختفي بعد دقائق. سأعطي صديقك حمية لتتبعينها وستتحسن صحتك بسرعة، الآن أعذراني."
أبستم الطبيب لي وأشار لنايل أن يخرج معه.

دقائق حتى وضحت لي رؤيتي. دخل نايل وابتسم بإرهاق وهو يجلس على جانب الفِراش.
"سنخرج بعد نصف ساعة."

"أين سنذهب؟"
تسألت بخفوت..

"منزلي، أمي ليست بالمدينة."
وضع رأسه على فخذي بوهن وهو يتثاءب. أغمض عينيه وذهب بأحلامه بعيدًا.

وضعت يدي على شعرة بتردد، كان ملمس شعره ناعمًا جدًا أخذت أُربت عليه برقّة وأشحت بنظري ناحية النافذة بصمت. من كان يقصد نايل برئيس قسم الأعصاب؟ وما علاقة أُمي بهذا الرجل؟
أحسست بالصداع يزور مقدمة رأسي مجددًا.. طردت الأفكار بسرعة ، كُنت مرهقة جدًا لأشعر بالألم.

لم أستطع طرد أي شيء. تحمّل نايل مسؤليتي بشكل كُليّ. وتخلي أمي عني بهذه السرعة.. لا عجب أنه لا يقدرني أبدًا.

أُمي لم تقدر وجودي أبدًا. وكنت أرجو من الغرباء الرّحمة؟ أنا مُثيرة للشفقة..

انساب دمعي بشكل غزير على خديّ. حاولت مسحهم بسرعة. لكن بمجرد زوال واحدة انهمرت اثنتان.
أبتعلت شهقاتي لكي لا أوقظة. كان كالملاك النائم..
عينيه مُغمضة بسلام. خدّية مُحمرين من الإرهاق
ونفسة ثقيل..

أرتفع من على فخذي فجأة وفرك عينيه بصدمة:
"لم جعلتني أنام؟"

"بدوت مُتعبًا جدًا."

"تأخرنا كثيرًا ، سأذهب لإتمام إجرائات خروجك."

هززت برأسي بمعني حسنًا. فور خروجة قُمت من الفراش. أحسست بدوار فظيع والألم يصدح بساقي اليُمنى. تناسيت رضتها نهائيًا.

وضعت يد على الطاولة المجاورة للسرير ، والأُخرى على حدائده لأُثبت نفسي.. أخذت نفس عميق لأتحرك.
لكنني قوطِعت بيدٍ على وسطي وأُخرى مُمسكه بيدي:
"احظرت لكِ كُرسي متحرك."

صوته كان جميلًا وخشنًا ، سرت القشعريره بسائر جسدي بصداه. كان مُمسكًا بيدي بِشدّة..
وشعور الأمان ينتابني من قبضته.

"شُكرًا، لم يكن عليك فعل هذا."

"لم أكُن لأحملك طوال الطريق إلى السيارة. "
علّق مازحًا. وأبتسمت له بإمتنان.. كان صدره لازقًا بِظهري. راقبت جميع تحركاته وملامحه، مِن حذره على خطواتي إلى فزعة عند كل صرخة ألم كُنت أطلقها.

وطني أنتِ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن