الفصل الثالث.

1.5K 143 19
                                    

- هاري

فتحت عينيٌ على الشمس العاكسة على وجهي، تثائبت قليلًا قبل أن أُراجع الأحداث التي حصلت مساء أمس. عقدت حاجبيّ بضيق واتجهت نحو دورة المياة.

بعد تفكير عميق. قررت أن امشي مع أقدم فكرة على وجه الكرة الأرضيّة؛ وهي أن أُلطف لهم الجو، ربما سيقعون بالحب؟ لا خبرة لي كيف سأفعلها لكن بالنهايه نايل لا يستطيع الحصول على سكارلت.

خرجت من دورة المياة واضعًا يدي على شعري لأرفع ماسقط على وجهي، وهممت بإيقاظ نايل من اجل ان نخرج قليلًا..

بعد مشادات كلاميّة لمنتصف ساعة. وقف نايل من على السرير وبصق:
"انت من اكثر الناس المزعجه التي قابلتها في حياتي"

تجاهلته بابتسامة متكلفه وخرجت من الغرفة.

-نايل :

خرجت بعد هاري بثوانٍ، رأيته واقفًا عند السلم وعينيه معلقه بهاتفه وهو ينتظرني. همست له بـ"هيّـا." اتجهنا نحو الباب رأينا روزي وسكارلت تنتظران الفطور سكارلت كانت مشغوله بهاتفها والواضح بأنها تهاتف احدًا بينما روزي كانت تتأمل الشارع من النافذة، فتفوه هاري بأحمق شيء قد سمعته بحياتي:

"روز، لما لا ترافقيننا؟ سنخرج قليلًا. "

حقًا هاري؟ قد ايقظتني من نومي للخروج برفقتك وحدك ليس روز معنا؟

"أُقدر لك دعوتك حقًا، لكنني أنتظر فطوري."
ابتسمت وردت بأدب أخجلني، حسنًا يبدو بأنني اسأت الظن قليلًا؟

ابتسم لها هاري بالمقابل، وأصر مجددًا عليها بأن تأتي معنا، همست له بخفّة لكي لا تسمعني:
"حسنًا هاري يبدو انها لا تريد."

ولم افهم حقًا ماكان يرمي بهِ لي بهذه النظرات؟ أحسست بالبرد يتسلل لجسدي، تنهدت بملل وذهبت لأحضر معطفي:
"سأذهب بسرعه لأُحضر معطفيّ."

عندما عدت لم اجد هاري وروز. فقط سكارلت متمدده على الأريكة، عينيها لا تزال معلقة بهاتفها.

"سكارلت هـ- ."

قاطعتني بضجر:
"سكار من فضلك نادني سكار"

"حسنًا اذا سكار! الم ترين اين ذهب هاري؟"

"بالخارج مع روز."
اجابت من غير اهتمام ولم ترمقني حتى بنظرة واحدة.

"شكرًا"
اجبت باختصار وانصرفت بسرعه

وجدت هاري يقهقه مع روز .. والواضح بأنه اقنعها بالمجيء معنا.
القيت التحيه وبدأنا بالمشي، كان الوضع عبارة وهاري وروز لا ينفكان عن الحديث وأنا بالخلف متزلمًا الصمت.

"هل تعرفان بعضيكما من قبل؟"

قاطعتهما بضجر وانا اريد صفع كِلًا منهما لانهما لم يحاولا حتى ادخالي بالحوار، ويشعرونني كانني عجله ثالثه فقط!

"ألتقيت بهاري قبل عِدة ليال، بالحقيقة أصدمت به بالطريق."
خديّها المتوردين كانا الشيء الوحيد الذي لاحظته. ابتسمت لي بإحراج عندما لاحظت تحديقي المستمر بها.

ادرت عيني بعيدًا عنها وأكملت طريقي متجاهلًا كِلًا من روزي وهاري. لم تشدني مواضيعهم الحالية. 

- روز :

لم اكن اود الخروج لولا اصرار هاري المميت

شعور الخجل يتملكني تمامًا، لم اعرف كيف اتصرف بحضورهما، خصوصًا نايل. كان هادئًا وجاف بعض الشيء، وبه القليل من الجرأة التي لم أعتدها ابدًا. فلولا وجود هاري لكان المكان مملوئًا بالتوتر والإحراج من قِبلي.

"اين انتي روز؟"
وكزني نايل بخفّة على كتفي، ابتسامه لطيفة على شفتيه.

"مـ-اذا؟ كنت أنظر إلى الأشجار، كل مكانٍ هنا يبدو كلوحة فنيّة."
دعيت بقلبي أن لا يلاحظ توتري. وأبتسمت له لأخفف عن نفسي قليلًا.

"هذه من مزايا باريس انتظرا قليلا حتى نصل لبرج آيفل .. سترون المنظر الحقيقي"
وقفت بجانبه لنكمل حديثنا عن باريس وثقافاتها و تطورها، تقريبًا المعلومات العامة التي امتلكها كلٌ منا عن المكان.

لفت انتباهي هاري من خلفنا وهو يبتسم بهدوء:
"ما سر الابتسامه هاري ؟ "

زادت ابتسامته توسعًا، عينيه تحدق بالأسفل:
"لا شيء فقط أُفكر."

"انظرا انه النعيم بذاته"

قاطع حديثنا صوت نايل السعيد، عينه الزرقاء مُعلقّة على منظر البرج والحديقة المحيطة بِه. كان بهِ شيئٌ لا يقاوم. رغم جمال هاري الواضح إلا أن نايل كان يمتلك شيء لم يمتلكه هاري، رغم شعره الأشقر المزيّف إلا أنه كان رائًعا. عضلات يده البارزة تجعلني أُريدة بشدّة. لكن لا أستطيع المشي وراء هذه الأحاسيس، لن تجلب لي سوى البؤس. خصوصًا كرجلٍ مثلة لن يرغب أبدًا بفتاةٍ مثلي.

ضحكته العالية أخترقت اذني، إلتفتت نحويه لأراه يضحك على فتاة صفت رجل كان يضايقها، بينما هاري يحاول أن يجعله يصمت. لم يكن شيئًا لائقًا بأن يضحك بهذه الطريقة.

وقح ولكنه يعجبني.

لم أشعر بنفسي إلا وأنا مرميه بأحضانه وهاري بجانبي، قلبي يصدح بجنون على قفصي الصدري. لم قد يفعل شيئًا كهذا؟

- انتهى
آتمنى عجبكم 💞
الكومنت أهم من الفوت 💋
اذا عجبتكم الروايه نشروها ✨
Love yaa 🔥

تم التعديل ١٩/٩/٢٠١٥

وطني أنتِ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن