منهياً نزاله منتصراً على رَجُلٍ يَبْلُغ حجمه ضِعفَ حجمه يَسْقُط نَظَرُ الطفل بَعْدَ أن التقط أنفاسه على ظَهرِ ذاك الذي حَسبَهُ والده وهو يَصْغُرُ شيئاً فشيئاً، فبين الحشود يسير ذلك الوالد مبتعداً، كانتْ الكدماتُ تُغطي وجه الطفل حينها، فمناطَحةُ كبير الجثة ذاك لَمْ تكُنْ سهلةَ.
يُحَدِقُ ذلك الطفل بِتَمعُنٍ شديد بِظَهرِ والده البعيد محاولاً طَبْعَهُ في ذهنه كصورةٍ أخيرةٍ مودعاً إياه، فلذلك الطفل حاسته السابعةُ التي تُخبِرُه متى يحين الوداع ومتى يحينُ الرحيل، بنظراتٍ قد اختلطت مشاعرها بين الأسى والإحباط والشفقةِ على النَفْس.
لربما تأسى ذلك الطفل على حاله وأشفق على نفسه حينها، فهو لَمْ يَرغب في أن يكون قوياً لمجرد أنه يَستمتع بذلك أو يريد ذلك، لقد أصبح قوياً لأنه كان يُدرِكُ أنه في حاجةٍ لأنفاسٍ يتقاسمُ معها الهواءَ وأرواحاً يَكِنُ إليها متى شَعَر بالبرود والوحدة، حيث فَكَّرَ ببراءةً أنه إذا أصبح قوياً فهو بذلك يُثبت نفسه أمامهم وبالتالي سيبقون معه دائماً، وفي عمرٍ مبكرٍ أدرك أنه وبغض النظر عن قوته فهو غير قادرٍ على إيقافهم عندما يقررون تَركَهُ والرحيل عنه.
وفي تلكَ اللحظة فَهِمَ الطفل أنه لَمْ يَعُدْ هناك لا أمٌّ ولا أبٌ يحتويانه حينها يَكبُرُ الطفل قبل أوانه مع قَلبٍ جريح ناتجٍ عن مرار تلك الحقيقةِ، لتمر السنينُ ويغدو ذلك الطفل رجلاً ليقابل ذاك الذي تخلى عنه معاتباً إياه بلماذا تركتني؟
فحتى وإن أضحى ذلك الطفل رجلاً فما زال جُرْحُ رحيلُ ذلك الوالد عنه سميرَهُ الدائم.
#منقول من صفحه(الاانمي والمانجا بالعربي) فيسبوك
أنت تقرأ
قصص هجوم العمالقه
Short Storyقصص مصورة لشخصيات هجوم العمالقة.. مصرحه من قبل الكاتب.. لم تظهر بالانمي..تحليل عن الشخصيات والحوارات بالانمي