هانجي وليفاي

277 15 16
                                    

لو وصفتُ ليفاي وهانجي في جملةٍ لقلتُ أنهما أبويِّ الفيلق وأولياء فتيانه وأكثر مَنْ كرّس ذلك القلب.

بدايةً ما معنى تكريس القلب للإنسانيّة؟ هل هي مجرّد القتال مِنْ أجلها؟ النضال لحريّتها؟ الموت لبقائها؟ هل كلُّ مَنْ كان له اسم في لائحة اعضاء الفيلق كان مكرسًا لقلبه؟

بلا شك فإن كلَّ مَنْ ضحّى وقاتل كان مكرساً لقلبه!

إلا أنّ هناك ميزة يختلف فيها هذا الثنائي الأبوي عن سائر اعضاء الفيلق، فإن كان هناك حقًّا مَنْ أتقن تكريس القلب للإنسانيّة في انقى صورة لها فلن يكونا سوى هانجي وليفاي.

والسؤال الٱن لماذا؟

لو أتينا للشخصياتِ الأخرى، نرى أن إيرين أراد تحقيق حرّيته وإيروين أراد إكتشاف الحقيقة وإثبات نظريّة والده، أما أرمين أراد التجوال واكتشاف العالَمِ بأسره وميكاسا أرادت مشاركة الحب والحياة مع إيرين، في حين أن جان أراد حياةً هادئة وآمنة في موطنه.

ولو أكملتُ ذِكْرَ معظم أعضاء الفيلق لما انتهيت!

وكلٌّ منهم يؤدي واجبه ودوره في الفيلق على أكمل وجه، لكن المهم هُنا هو (لماذا؟).

لماذا يحاربون مِنْ أجل الإنسانيّة؟

بالطبع جميعهم يريد انتصار الجنس البشري والتضحية مِنْ أجله، لكن هناك أولويةٌ للأفكار التي تجول في رؤوسهم.

وعلى ذلك فإن كلًّ منهم أراد تحقيق حُلمه الخاص الذي صادف أنّه على نفس مسار تحقيق نصر البشريّة، كلٍّ منهم يفكّر في حلمه يومًا بعد يوم أثناء القتال والكفاح وأثناء الموت حتى.

وما يمكنا قوله أن الرؤوس والقلوب تنحني احترامًا لتلك التضحيات حتّى لو اختلفت أسبابها وأولوياتها، لأنه في النهاية جميعهم ضحّوا وقضوا.

إذ مِنَ الطبيعي أن يكون للمرء أحلامه الخاصة بجانب حسه الوطني وضميره الإنساني، فهناك مَنْ عانى أثناء طريق الكفاح هذا مِنْ خلال قتاله مع نفسه أولاً اتجاه أيّ تناقض بين حلمه الخاص وانتصار البشريّة.

منهم مَنْ اتّبع حلمه فقط كفلوك الذي أراد نصرًا حتى لو بالنكهةِ العنصرية، ومنهم مَنْ اتّبع حلمه حتّى إن رأى أنه سيعيق سلامة البشريّة، ومنهم مَنْ تخلى عن حلمه مِنْ اجل الإنسانيّة مثل إيروين وٱرمين.

ليفاي؟ هل ذكرنا ليفاي؟ اذًا ما هو حلم ليفاي الخاص؟ لَمْ نفكر مِنْ قبل، أليس لهذا الرجل أي مسعى شخصي؟ ألا يفكّر بذاته؟ بحلمه؟ بشغفه؟ ألا يوجد حلم يُصادق حسّه الوطني؟ أو حتّى يناقض ضميره الإنسانيّ؟

طفولة ليفاي علّمته أن لا يحلم، كانت الشمس كثيرًا عليهم في عالمه السفلي، وعندما صَعد اكتفى بالشمس ومشاركة الحياة مع أصدقاء لينتهي المطاف به بطلًا وحيدًا خاليًا مِنْ أي أحلام خاصةٍ وشخصيةٍ.

وإن كنتَ تعتبر أن قتل زيك هو حلم شخصي فأنت مخطىء تماماً، فرغبة ليفاي في قتل زيك كانت مِنْ أجل غيره وليس مِنْ أجله هو، حتى رغبته في إيجاد معنى لتضحيات زملائه كانت مِنْ أجلهم هم، وهذا يعني أن ليفاي ليس لديه أحلامٌ خاصة تتولد عن رغبةٍ شخصيةٍ أنانيةٍ في نفسه.

وهانجي أيضًا، هل تُلاحق حُلمًا خاصًّا بينما تكافح مِنْ اجل البشرية؟ بالكاد ترى ايّ مسعى شخصي بجانب شغفها لأجساد العمالقة!

لقد أؤتمن عليها مسؤولية قيادة الفيلق وها هي تنجز الأمانة التي تُرِكَت على عاتقها.

وحتى دراستها لأجساد العمالقة كانت تتولد عن رغبةٍ في جعل البشرية تتقدم خطوةً للأمام وليس عن رغبةٍ شخصيةٍ تولدت مِنْ داخلها ولأجلها هي فقط.

أما ميزة هذا الثنائي فتتمثل في أن كلُّ ما يجول في بالهما خلال فترات الكفاح كلّها كانت تصبُ في مصلحة البشريّة، حيث أن أحلامهما كانت تحقيق أحلام باقي أعضاء فيلق الحريّة، تمامًا كأبوين لَمْ يُتَحْ لهما تحقيق حلمهما فيفعلون كلّ ما بوسعهم كي يتسنى ذلك لأبنائهم وللأجيال القادمة، مكرّسين نفسيهما وقلبيهما لأجل البشرية وهذه نقاوةٌ تامةٌ  في حد ذاتها لمصطلح تكريس القلب للإنسانيةٍ.

ولهذا السبب يختلفان عن البقيّة، هما كالهامش الأحمر على دفترك! تأتي كلماتٌ وتُمحى كلماتٌ آخرى ويبقى هذا الخط الأحمر واقفًا هناك إلى الأبد، ملتزماً بإستقامته ونقاوته، يُشاهد غيره يترنّح بين بياضه وسواده وبين إنسانيّته وحلمه وبين تواضعه وأنانيته، ويبقى هو النقي التّام الوحيد.

ولهذا السبب يختلفان عن البقيّة، هما كالهامش الأحمر على دفترك! تأتي كلماتٌ وتُمحى كلماتٌ آخرى ويبقى هذا الخط الأحمر واقفًا هناك إلى الأبد، ملتزماً بإستقامته ونقاوته، يُشاهد غيره يترنّح بين بياضه وسواده وبين إنسانيّته وحلمه وبين تواضعه وأنانيته، ويب...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

تركت الكتاب ذا من وقت طويل
لكن قررت عوده نشر بعض المواضيع عن هجوم العمالقه...وهي كلام وتحليل عنهم.. لذلك سااستمر بالتنوع بهذه الكتاب🌚

اتمتى يعجبكم المحتوى الجديد 😂

قصص هجوم العمالقه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن