انت لاتعلم كم رفيق فقد حياته بسببي

122 10 2
                                    

" أنت لا تعلم كم رفيقٍ فقد حياته بسببي"
.
يعي زيك جيداً بذكائه بأنه ليس من المُستحيل على ليفاي أن يقتل قدراً كبيراً من العمالقة واللحاق به وإمساكه، وقد شهد على هذا سابقًا، لكنه لم يحتج فعلاً لقتل ليفاي أو إيقافه تمامًا داخل الغابة بقدر تأخيره لمُدةٍ وجيزة فقط حتى يهرب لتنفيذ خطته، لأنه كان يستند على إدراكه التام بأن ليفاي على العكس منه تمامًا يقدر حياة الفرد جداً وقد أُثبت ذلك عند حواره القصير معه حول مجزرة سكان قرية "راغاكو"، من الصعب منطقيًا إذاً أن يقتل رفاقه بسهولة بل ربما قد يُفضل الموت على أن يفعل !

حقيقةً ليفاي كان هكذا تمامًا، تراخى لجزء من الثانية عند حسم قرار قتل رفاقه العملاقة، لم يُعطى له الوقت الكافي أو المساحة ليقرر ويتقبل الصدمة، رُسمت على ملامحه مشاعرٌ شتى بين الحزن والصدمة لا نراها إلا نادراً طفت على سطح عينيه، ليطغى التردد اللحظي قبل قتلهم بوضوح داخل عينيه بسؤاله :

" هل مازلتم بالداخل يارفاق ؟ ".

حتمًا لم تكن هذه المرة الأولى التي قد يموت فيها رفاقه أمامه  ليحمل مسؤولية موتهم مُجدداً على عاتقه، لكن بلا شك هذا لن يخلق التعود أو عدم المُبالاة بداخل قلبه ليتحجر، لقد كان يبالي دومًا أكثر من أي أحدٍ آخر بكل شخص يموت وكل روح بريئة تُسلب ولا ينساها، وبسبب ذلك الهدف أو الوعد الذي كان يفوق حتى حلمًا بالنسبة له، تحرك ليقاتل ويقتل ويقف مُجدداً.

  كان يستمر تيمُنًا منه بذلك الهدف لأجل قتل زيك رغم تعبه الواضح، حرك نفسه دائمًا وتشبّث وعاش تحت شعار " سوف أقتل ذلك المُلتحي وأفي بوعدي مهما كلف الأمر "، لقائده وصديقه ومن علّمه ألا يجعل الندم يُقيده عند موت من يحب.
.
بسبب هذه الثغره وصل ليفاي لزيك سريعًا مُخبراً إياه بأنه لم يُوضع بموقفٍ كهذا للمرة الاولى " أنت لا تعلم كم من رفيقٍ مات بسببي"، بل في الحقيقة زيك لا يعي أو يُدرك تمامًا كم أن هدف قتل ليفاي له أمرٌ مهم جداً، لأنه لا يُدرك كمية إخلاص ذلك الجُندي لقائده ووعده وذلك اليوم، لقد أصبح هذا الأمر مهمًا أكثر تاليًا بعد تحويله لرفاقه لعملاقة وقتلهم، يقدر ليفاي حياة النّاس جداً ويستحقر زيك كثيراً لعدم إكتراثه بها.

رغم أن هدف قتل زيك قد يكون أقرب للهدف الشخصي لليفاي إلا أنه ليس من الأشخاص الذين قد تُسيطر عليهم عاطفتهم، لن يقتله قبل أن يُستفاد منه حتى بعد إمساكه إياه، مُسيطراً على غضبه إتجاهه بشكلٍ مُتزنٍ وثابت.
.
ثغرة زيك أصبحت تاليًا هي ثغرة ليفاي نفسها، فالبرغم من معرفه ليفاي بأن زيك لا يُقدر حياة أحد على عكسه، نسيّ بأنه لربما لن يُقدر حياته جداً أيضًا، بل ربما لم يدرك هو الآخر تمامًا بأن لدى زيك هدف بقدر وعده ويحاذيه، يملك سببًا كدافعٍ مهمٍ هو الآخر سيجعله يخاطر بالموت المُحقق لأجل تحقيقه، ففجر نفسه برمح الرعد كما لم يتوقع ليفاي ابداً.

إنفجارٌ لن يخرج منه إنسانٌ عاديٌ حيً أبداً، الا أن قوة العملاق والأكرمان منحتهما لعنة الحياة مُجدداً، قد يفضلان الموت وخصوصًا ليفاي لأنه كالنوم بعد يوم طويل حافل بل إنه الراحه من الصخب والأعباء والمسؤوليات، لكن ليس بعد فهنالك ذلك الوعد أو الهدف الثقيل جداً الذي أعاد من كليهما مُجددا لدائرة الصراعات والقتال، أعادهما إلى بداية :

" أمسكني ان إستطعت يا ليفاي .. ، .. وسأقتلك مهما كلف الأمر " .





قصص هجوم العمالقه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن