" رأيتُ هذا المشهد من قبل..أظن أنني أنا من سينقذ ذلك الطفل."
هرعت القدمين لتنقذ طفلٍ من مجرّد صفعات تطال جسده، ماذا يُدعى ذلك يا تُرى؟
الحسّ العقلاني الذي تلبّس جسده؟
" هُناك طفلٌ يُضرب، يتوجّب مساعدته.." أهكذا يفكّر الجسد من تلقاء نفسه..؟كيف لمجرمٍ له من الأنانيّة ما يكفي لإبادة بشريّةٍ بأكملها، أن يهمّ دون تفكير لمساعدة طفلٍ ما، ناهيكَ عن كونه أحد ضحاياه حتّى..
هذا الفتى، عندما ينده بمصطلح "العالم"، ماذا يترائى له يا تُرى؟البشر مخلوقاتٍ ليست بغريبةٍ جدًّا، الدماغ البشري يتعامل مع بعض الأمور ببساطة..
عندما يفكّر أحدنا بالحياة التي نعيشها، بالعالم بالنسبة لنا..لا يترائى لذهننا سوى العالم الذي طال بصرنا و باقي حواسّنا الأربعة..لو أتيتَ مثلًا لمن عاش في ضيعةٍ مقطوعة التواصل مع خارجها، سيكون العالم بالنسبة له هي ضيعته تلك.. يعي تمامًا وجود بشرًا في مكانٍ آخر، و يعي انهم يتساوون معه في الأرواح و الأحلام و الطموحات، لكنّها لن تكون بالنسبة لدماغه سوى كلمات على ورق..
مجرّد سماع ايرين لآلام الضربات التي طالت رمزي، كان ذلك كالتواصل مباشرةً مع حواسه. يرى في العينِ دمائه و في الأذن صراخه، و في اللمس معاناته.. أصبح رمزي بشريًّا حقيقيًّا بالنسبة لإيرين، أصبح جزءً محسوسًا يطال واقعه المثالي..
لم يقدر على تفادي ذلك، إنتهى أمره بإنقاذه حقًّا رغم معرفته بمصيره الذي سُحق تحت يديه..
عندما إعتذر إيرين، كلّ ذلك الحزن و الندم الذي طاله، لم يكن اعتذارًا لباقي البشر، بل كان اعتذارًا خاصًّا لرمزي لا أحد غير.كلّ هذه الدموع لفكرة أنه سيقتل هذا الطفل، فما بالكَ لو كلّ ضحيّة من ضحايا ايرين المليونيّة حظيت معه على محادثة تُشبع حواسه و تجعل من وجودهم حقيقةً محسوسة تُثقل كاهله اكثر و اكثر؟
لكانت وقتها مسألة إكمال ايرين للدك حقًّا مجرّد رأي غير معروف جوابها.
لم يقم ايسياما بهذا الإرتباط الحسّي بين ايرين و رمزي لهذا السبب فقط، بل لأجل المشاهدين أيضًا. فهم اكثر من يحتاج لرؤية آلام الضحايا و تلامس وحشيّتها غير المتناهية. و إلّا، انتهى امرهم انذاك كفلوك و الييغريين الذين لا يروا في العالم سوى جزيرتهم تلك، بل "ضيعتهم" تلك.
أنت تقرأ
قصص هجوم العمالقه
Short Storyقصص مصورة لشخصيات هجوم العمالقة.. مصرحه من قبل الكاتب.. لم تظهر بالانمي..تحليل عن الشخصيات والحوارات بالانمي