ايروين سميث

151 11 3
                                    

أحلام ذلك القائد كانت كالوقود الذي يُحركه ويدفع به إلى الأمام من بين جُثث رفاقه وجنوده، وجد الدافع للحياة أكثر من التردد أو تجرعه للندم .
.
مات الحالم وبقيت الأحلام تحوم حول عينيه المُغلقتين بدون تحققها، فذلك الجُندي أختار الراحة لقائده فأغلق كتاب أحلامه عنه قبل طيّ الصفحة الآخيرة، ليحرره من إستعبادها له جاعلاً  منه ينام عليها وعلى عدم تحقيقها للأبد.
.
سؤال إيروين الطفوليّ عن إحتمالية وجودٍ للبشر خارج الأسوار كانت الإجابة عنه باهضةً تُكلف الأرواح فكانت روح والده أول من سُلبت، وكان هو آخرها.
كان يُدرك بأن الوصول إلى باب إجابته سيكلفه الكثير، جسراً من الجُثث والأرواح لم يُدرك بأنه منها.
.
فحلمه الأناني ذاك تلبّس به أكثر من الخوف والندم والتردد فلم يكن يستطيع أن يسمح لنفسه بالموت بعد أو حتى الجلوس والراحة قبل أن يرى تلك الحقيقة التي يعلم يقينًا بأنها موجودة، ويكون شاهداً على ذلك اليوم بنفسه، يوم تغيير البشرية وربما المصير.

نظر إلى ليفاي وأيّ نظرة تلك، كان يبحث عن كلمةٍ واحدةٍ  منه تحركه للموت، لأنه ووحده لم يكن ليتحرك كان سيكون أنانيًا إتجاه حلمه أكثر كطفلٍ صغيرٍ مُتشبثٍ بلعبته التي يحبها ولا يُريد التخليّ عنها أبداً،  بالتأكيد سيتجرع الندم مع كل خطوةٍ يتقدم بها نحو الموت قبل أن يرى تحقق حلمه بعينيه، حلم طفولته الذي كلّفه الكثير ولازال.

وجد مفتاح تحقيقه على رقبة فتًا أسماه أملاً للبشرية لكنه لم يكن كذلك بقدر أنه أملٌ للوصول إلى ماكان يصبوا إليه دائمًا وقاتل لأجله، كان إيروين يبدو مستعداً للموت وراء أحلامه وبنفس الوقت لم يكن مُستعداً للتضحية بنفسه قبل أن يراها، لكنه سمع مكان يجب ان يُسمع، ومالم يستطع هو أن يفعله لوحده،
" تخلى عن حلمك ومت ".

لم يجتمع دوره كبشريٍ حالمٍ وقائدٍ لديه مهمةٌ مصيريه بنفس الوقت في تلك اللحظة، فبتلك الكلمات فتح ليفاي قفل قيود إستعباد الأحلام من على قائده، وعند إختياره لعدم إعطائه الحقنة حرره منها وأراحه للأبد، خيارٌ مرٌ تجرعه ذلك الجُندي وهو يسدل الستار على أحلام عينيّ رفيقه، وأيّ أحلامٍ وأي حقيقةٍ قد دفعها عنه مُسبقًا، فخلف القبو حقيقةٌ جعلت من الخيبة  تطفوا على سطح أعين الجميع لكن إيروين وحده كان الموت يليق بهما أكثر من أيّ حياةٍ بأحلام قد تحققت على أرض واقعٍ من الصعب تغييره أو الرضى به.
.
أراد الكثيرون منا أن يعيش إيروين، لكنّ خيار موته مدفونًا بأحلامه كان يليق به أكثر، مريحًا وسهلاً له أكثر، نام ذلك القائد على سماء أحلامٍ لم ترى النور بعينيه ولم يمت، لقد نام وإرتاح للأبد.

أراد الكثيرون منا أن يعيش إيروين، لكنّ خيار موته مدفونًا بأحلامه كان يليق به أكثر، مريحًا وسهلاً له أكثر، نام ذلك القائد على سماء أحلامٍ لم ترى النور بعينيه ولم يمت، لقد نام وإرتاح للأبد

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
قصص هجوم العمالقه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن