الفصل الرابع عشر والأخير_______________________ الغيرة اخت الحب
احبك كما لم احب من قبلِ .. احبك يا تؤام الروحِ .. أكان سحرًا القى علينا ليربطنا معًا أم أنه فقط القدرِ ؟؟ " "
كلمة تفرق وكلمة تجمع .. لحظة غضب قد تدمر حياة كاملة ولحظة حب قد تعيد لملمتها ورتق شقوقها ..أحيانًا طريق السعادة يكون مزروعًا بالشوك ومن يثابر ويخطو فوقه يربح .. صدق المثل الشعبي " لا حلاوة بدون نار " لا عناء لا مكسب وكلما عانيت اكثر كلما شعرت بحلاوة المكسب.. الصبر مفتاح الفرج ثم الدعم الاسري الذى له العامل الأهم ..
الأم هى مايسترو العائلة بالكامل .. تنظم وترتب حتى فوضى المشاعر ..
ربما تظن حماتها أن زيارتها لها لم تكن هامة,, لكنها كانت بالتأكيد ستكون مخطئة في ظنها هذا .. هى تعلمت منها الحب والقوة .. المسامحة تحتاج لقوة .. لجراءة للتنفيذ والمغامرة بخوض التجربة مجددًا.. بكلمات قليلة اعطتها القوة لتبدأ من جديد مع خالد جديد .. علي اساس نظيف يخلو من الشك والاتهامات,, ربما ما حدث سيخلد قصة حبهما كما هو الحال مع حماتها ,,
قارنت والدتها التى تزوجت مرات ومرات بحماتها التى مازلت تحب زوجها الراحل ,, بالفعل الرجال امثال خالد لا ينتسون مطلقًا بل لا يغادرون الروح حتى بالموت .. هى أيضًا امرأة لرجل واحد .. لخالد فقط,, تعبير لخلص حالها منذ أن وقعت عيناها عليه علي باب مزرعته .. " البوهيمى الوسيم " خطف قلبي ولا املك الفدية لاسترده ..
مسح علي شعرها بلطف .. ففتحت عينيها ثم اغلقتهما سريعًا من الخجل ..
همس إليها بصوت خافتًا جدًا بالكاد سمعته..- حبيبتى... أنتِ تعلمين أن ما حدث بيننا منذ قليل يعيدنا زوجين أليس كذلك ؟؟
هزت رأسها بالنفي ثم بالايجاب ثم بالنفي ... تتحول لبلهاء تمامًا ,,,
- الساعة تجاوزت الثالثة واعتقد أن خبيرة التجميل تنتظر.. ربما سأصرفها ونكمل عسلنا .. لن نذهب للزفاف ..
لكزته بمرفقها في بطنه..- تحشم .. هذا زفاف شقيقتك ..
ضحك بخبث ليقول .. - القران وعقد والزوج سيستلم زوجته .. ما دخلي أنا ..؟؟ لماذا اترك العسل واذهب ..؟؟
ابتسمت بخجل وغمغمت بكلام غير مفهوم .. تلك السعادة كثيرة عليها .. فوجئت به يسكت غمغمتها بقبلة حارة انستها حتى اسمها ثم يقول بخبث ..- ذكرينى ألا اقبلك مجددًا .. نظرت إليه بعدم فهم ليكمل ..- إلا اذا كنتّ علي استعداد لتحمل العواقب اكتشفت اننى مطلقًا لن اكتفي بقبلة وستتطور الامور .. ثم ليهتف فجأة بذعر .. - الطفلان ؟؟!! ربما يجب أن نستشير اخصائية نسائية ..
قالت بصوت هامس خجول ..- هما لم يكونا مطلقًا بخير كاليوم ..
سألها بشك ..- هل أنتِ أكيدة ؟؟
لم تكن بحاجة لتجيب بلسانها لكنها ربتت علي بطنها بلطف
فجذبها إليه في حركة تدل علي نواياه .. رددت مجددًا بتحذير مرح ..- الزفاف !!
نهض متذمرًا, فعليًا كان يبرطم بأشياء كثيرة لم تفهم معظمها لكنها اضحكتها ..
اخذ حمام سريع فالوقت كان يجري بسرعة الصاروخ .. بعد انتهائه من حمامه ساعدها علي انهاء حمامها بل وعلي ارتداء الفستان.. كما تمنى من قبل ..- يوم تحقيق الامنيات .. ألم اخبرك اننى سأساعدك في ارتدائه ؟؟!!
ضحكت بدلال ثم بخجل عندما اكمل ..- وفقط ساعات وسأخلعه عنكِ مجددًا ..
احمرت واصفرت واحمرت مجددًا وربما تحولت للون البنفسجى من شدة خجلها وترقبها ... قال بهيام...- اعشق خجلك واحمرار وجنتيكِ
ضحكت برقة... - أنت تتحول لشاعر ؟؟
اجابها بحب ...- حبك يجعل من الجاهل شاعر ..
- حسنًا يا شاعر .. غادر الغرفة فورًا .. خبيرة التجميل تنتظر ولا يوجد لدينا رجال ينكشفون علي حريم ..
جذبها برقة ليدخلها معه إلي غرفة الملابس .. وارتدى حلته السوداء الباهظة الثمن.. كانت تلائمه بشكل رائع... ووضع ربطة عنق فضية تكمل اناقة فستانها بتناغم ..كان يضع ملابسه تحت نظراتها المتفحصة والتى اصبحت أجرء ..
ولم تتمالك نفسها لتقول بخجل ...- أنت وسيم جدًا ..
هددها ...- كرريها مجددًا وسأخلع ملابسي, أنا لم اكتفي بعد ..
نظرات الذهول وعدم التصديق علي وجهها جعلته يقول .. - أنتِ مازلتى بحاجة للكثير من الدروس في الحياة الزوجية حبيبتى البريئة ..
ضحكت برقة وهى تقول .. - أيها العابث ..
لهجته تحولت للجدية .. - سارة .. اردت امتلاكك في نفس الفراش لامسح من ذاكراتك أي ذكري سيئة لعلاقتنا الزوجية الخاصة .. ما حدث يومها كان خطأ لن يكرر .. ما حدث الآن هو الطبيعى حبيبتى بين الازواج .. ادفع كامل عمري وامحو تلك الليلة من ذاكرتك للأبد ..
" شروة واحدة " قوته وكبريائه وعنفه وحنانه .. كلمات حماتها ترن في آذانها,, لكن عنفه يمكن السيطرة عليه بالحب وتتمتع بالباقي من الشروة.. ابتسمت بخجل وهى تقول .. - أي يوم ؟؟؟
طرقات خبيرة التجميل علي الباب جعلته ينسحب .. حبيبته عادت إليه وهذه المرة بدون حواجز ..
**
الحفل كان هادئًا وراقيًا كما خططت له شيماء تمامًا.... الزفاف في ضوء النهاراعطى رهبة للموقف .. كانت العروس تشع بهجة وسعادة ...ضحكتها النابعة من قلبها تضىء وجهها ووجه من حولها ...
حجابها الراقي يزيد من جمالها ....عريسها يكاد يجن من فرحته واللهفة تظهر في كل حركة من حركاته ...
وحماتها كعادتها لا تخفي حبها الواضح لكل عائلتها .. تبث الحب للجميع عبر الهواء,, تتفنن في اسعادهم ..
قالت وهى تقاوم دموعها بصعوبة ...- الحمد لله ,, اليوم اكملت رسالتى وحفظت الامانة التى تركها لي والدك واطمئنيت عليكما أنتما الاثنين وسيرتاح يسري في مرقده .. الزوج والزوجة الصالحة نعمة من الله ودعوات الناس لوالدك يا خالد اتت ثمارها .. توفيق كليكما لزوج صالح بفضل دعوات الناس .. سارة وياسين نعمة من الله عز وجل .. يشهد الله علي كلامى أنهما في معزتكما تمامًا .. عوضنى الله خيرًا باربعة من الابناء ..
شعرت بإمتنان رهيب مع حديث حماتها... هل هى سيدة حقيقية فعلا ..؟؟؟
اعتبرت زواجها من خالد توفيق من الله عز وجل .. ماذا كانت ستتمنى لحياتها أكثر من ذلك ؟
اخيرًا هى وسط عائلة حقيقية... اخيرًا اضطربات المراهقة التي عانت منها انتهت للأبد وايامها ولت بلا رجعة.. اعطاها خالد هوية وعائلة وكل ما كانت تتمنى ....هى الآن لم تعد تائهة ابدًا ...
فستانها كان ملفتًا للنظر بشكل كبير ..العيون الخبيرة الموجوده في الزفاف استاطعت تقدير ثمنه الباهظ ... اكتشفت خطته المذهلة ..غرضه من اهدائها للفستان الفضى واصراره علي ارتدائها له ..
" كان يتعمد اهداء زفاف اخر لها "...كان يعدها بأن اليوم سيكون يوم زفافهما الحقيقي ويحضر له منذ زمن.. اذًا فرجوعها له اليوم لم يكن شيء عرضي بل كان يخطط ويدبر له بصبر ..
ولولا اشراق شيماء وطرحتها البيضاء الطويلة التى كانت تلمس الأرض لكان المدعوين خلطوا بين العروستين ... فطرحتها الفضية الصغيرة صنعت منها عروس ايضًا والتاج الماسي الصغير اعتلي الطرحه برشاقة شديدة ...خبيره التجميل ابدعت في لف الطرحة ببساطة مع اقل القليل من زينة الوجة فاظهرتها بريئة بشكل مذهل,,
بالفعل عروس في ليلة زفافها ... الصندل الفضي اعطاها طول اوصلها لكتفه ...وزهرة بيضاء ثبتتها في سترته بعدما انتقتها من الباقة البيضاء بالكامل والاخيرة التى وصلتها اليوم ربطت بينهما برباط خفي ..
لم تتفاجأ عندما وصلها هذا الصباح الطرد اليومى ووجدت بداخله الطرحة الفضية والتاج توارد الخواطر بينهما خيالي رغبتها في الحجاب كانت نفس رغبة خالد وكانت سترتديه اليوم بالخصوص .. طلب منها الحجاب في رسالة صامتة وهى لن تخذله ابدًا فهذا حق الله قبل أن يكون حق زوجها عليها..
ولتكملة يوم رائع اقتربت منها عزيزة وناولتها هاتفها النقال وهى تبتسم بخبث ...- لديك مكالمة هامة حبيبتى
وكادت تقفز من السعادة حينما سمعت صوت تالا يتدفق بنعومة عبر الاسلاك ... - سارة ..
- تالا .. هل أنت حقًا هنا ؟؟ كيف حالك حبيبتى ؟؟ افتقدتك للغاية ..
- أنا بخير يا سارة .. المهم هو حالك أنتِ .. اتعذب منذ الحادث واريد الاطمئنان عليكِ وعلي طفلك لكنهم منعونى من الحديث معكِ .. بكت قليلا قبل أن تكمل .. - لم اتعمد دفعك,, صدقينى يا سارة .. لكن في النهاية أنا السبب ولن اسامح نفسي مطلقًا لو اصابكِ أنتِ أو الطفل أي مكروه .. ارجوكِ اخبرينى أنه بخير ..
انتقل بكاؤها إليها...- بخير حبيبتى .. وفي الواقع هما طفلان .. تؤام مثلنا يا تالا .. نصفان يكملان بعضهما الاخر
نبرة الارتياح غلب عليها السعادة ...- الحمد لله ....سارة سامحينى .. وليس فقط لاننى دفعتك ولكن لأننى فشلت أن اكون نصفك الاخر كما كنتِ أنتِ لي دائمًا .. ارجوكِ لا تكرهينى سارة واعطينى فرصة ولن تندمى ..
نهرتها بتأكيد...- توقفى عن التفوه بالترهات .. لم ولن اكرهك في حياتى مطلقًا.. كيف بذكائك سأكره جزء منى ...؟؟
أنتِ نصفي يا غبية ..
صوتها تغير واصبح ممتلىء بالحيوية ...- احمل لكِ ايضًا خبرًا جيدًا...خطبنى حازم من ابي .. وسنتزوج قريبًا
تناست حملها وقفزت فعليًا من السعادة ... - هذا اجمل خبر سمعته في حياتى .. مبارك عليكِ الفرح يا تالا ..
كم ضيعت من وقت لم تستمتع به بالنعمة التى وهبها لها الله ,, أن تحظى بشقيقة تؤام تلك هبة عظيمة نصفك الذى يتألم معك,, يفرح لفرحك ويحزن لحزنك ..
- سارة استمعى إلي جيدًا ما سأقوله هام للغاية وربما ستسامحينى بعدها ...أنا احب حازم ...احبه الحب الذى يؤلم .. عشت عمري انانية لعينة لا افكر سوى في نفسي لكن عندما شعرت باهتمام حازم تجاهك فقدت عقلي بالكامل .. قتلتنى الغيرة واعتقدت اننى اكرهك واردتك أن تعانى مثلي ..
- حبيبتى لم يحبنى حازم يومًا ولم يكن بيننا أي مشاعر علي الاطلاق ..
- هذا ما ادركته مؤخرًا حينما عدت لعقلي .. واقسم لكِ كنت علي استعداد لتركه لكِ لوكانت تلك رغبتكما لكنى اعلم أنك تحبين زوجك .. سارة اريدك أن تعرفي أن الرجل الوحيد في حياتى كان حازم .. مهما بينت المظاهر اننى سهلة ومنحلة لكن حازم هو الوحيد الذى لمسنى بأي صورة وهو يعلم ذلك جيدًا .. وحتى كنت سأتقبل لو تركنى عقابًا لي علي استسلامى له .. الرجل الشرقي يظل يريد زوجة عذراء حتى لو كان هو السبب في جعلها غير ذلك ..لكنه اخبرنى أنه يحبنى ولا يلومنى علي ما حدث .. وعندما اعترف بحبه لي ورغبته في الزواج بي اشياء كثيرة بداخلي تغيرت وسعادتى ستكتمل اذا ما اصبحنا تؤامتين عن حق لكن لو اختفائى بالكامل من حياتك سيريحك اذا سأختفي ولن ترينى مجددًا .
أنت تقرأ
عطر القسوة : ﺑﻘﻠﻢ ﺩﺍﻟﻴﺎ ﺍﻟﻜﻮﻣﻰ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻋﺸﻖ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻲ
Romanceمن أنا لأحاسبك ومن انت لتحاسبني حبيبان جمعهما القدر فهل سيفرقهما الذنب أدم وحواء منذ الأذل في صراع لا ينتهي شك وغيره .. حيرة وحزن رمانة الميزان أن اختلت طغت احدي الكفتين على الأخري فهل ستصمد كفة الحب في مواجهة كفة الألم