09

1.5K 126 21
                                    


لا يُوجد أعذار للأخطاء التي تُمزِّق الرّوح ، و لا يوجد قلباً شامخاً مُنتصراً بِلا جُروح ، كلٌّ منّا يمتلكُ ندبةً كَفيلة بتحطيمه من مُجرد ذِكرى ، الجميعُ قُساة ، الجميعُ سواسية .

لم نَعُد نركض ، و لكنّنا نتقابل بالأحلام ، أنت تزورُني بكلِّ ليلة ، لم تعُد تستمرُّ بالهرب ، أنت تجلس بجانبي على حافّة تلك الهاوية ، تُمسك بأناملي و تبتسم لي مُطولاً ،و هذا ما يُرهق قلبي .

هل انتهى كلُّ شيءٍ الآن ؟

ربما ، فأنت لم تَعُد تحمل لي نظرات الشّفقة و الخُذلان التي كانت مبهمة بالنّسبة لديّ ، أصبحت نظراتُك هادئة و رقيقة تحمل بثناياها حُبّاً كبيراً أنا أعجز عن الشُّعور به .

يا للخزيّ ، عندما كنتُ أحبِّك ، كنتَ تستمرُّ بإرهاق قلبي المسكين و تعذيبه ، و عندما قرّرت الاستسلام أصبحت تُحبُّني بلا سبب ، أتسائل كثيراً هذه الفترة ، هل أحببتني حقاً ؟ أم كنتُ مجرّد وسيلة ؟!

وسيلة للإنتقام ، أو ربما للنسيان ، هل كنتُ تراني على هيئة شخصٍ آخر ؟

تُحبُّه أم تكرهه ؟

فجوة كبيرة يكسوها الظّلام ، أجلسُ أنا بالمُنتصف بينما تُناظر حالي الميؤوس أنت من بعيد ، تتشبث بتلك البقع البيضاء التي تُحاوط الجدار ، و تبتسم .

ابتسامتك باتت مرهقة لي ، على الرُّغم من أنها المفضلة لديّ ، إلا أنها أصبحت مؤلمة ، مولمةً و للغاية .

هل يُمكننا إعادة الزّمن قليلاً فقط ؟

لعلّ و عسى أن أُفرط في عناقِك ، و أخبرك ملياً بأنني أُحبُّك و لن أتخلى عن حبك ، ليتني أستطيع الرّكض لمسافاتٍ بعيدة أعانق ظهرك و أسحبُك نحو الدّاخل ، لنتناول تلك الكعكة الصّغيرة التي فعلتها لأجلك ، ليتني فقط مِتُّ قبلك .

● ● ●

' نيويورك '

" أُنظروا من الذي استيقظ مبكراً ! " صرخت صاحبةُ الأعين الزّرقاء تركُض نحو الجالس أمام التلفاز .

" صباحُ الخير سكارلِيت " أردف بابتسامة هادئة ، لتُبادله هي بلطف .

" كيف حالك اليوم جيو ؟ "

" لا أدري ، و لكنني حتماً لستُ بخير " زفر نهاية حديثه بقهر .

ابتسمت بإنكسار تربّت على ظهره برفق " لا داعٍ للقلق ، سأذهُب لزيارة ڤيكي ، هل تودُّ المجيء برفقتي ؟ "

JUNGKOOKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن