23

1.2K 96 105
                                    


تتراقص أغصان النبت على نسمات الهواء العليلة ، و يمحو الضباب الذي نزل ليعانق الأرض ، يبدو بأن الشتاء يعلن عن استسلامه لأشهر ، و هذا هو اللقاء الأخير .

تَمُرُّ الأيام سريعاً ، و قد بقت لاريا تلازم المنزل هذا الأسبوع بأكمله ، فراغٌ طامس يلتهم جوفها بروية ، جونغكوك ، هيسونغ و هيونجين يأتي كلَّ واحدٍ منهم يوماً تلو الآخر ، و لكنها ترفض مقابلة أحدهم .

فُجِعَت بجسده مُلقى بحوض الاستحمام المليء بالمياه الباردة ، جونغكوك الذي سهرت على رأسه الليالي انتهى به الأمر منتحراً بين ليلةٍ و ضحاها ، و كُلُّ ما تكفّل بفعله هو كتابة رسالةٍ صغيرةٍ لها ، ألا و هي اعترافه بمشاعره التي لم تكن متواجدة من الأصل ، و لكن قلبه الميت أراد التمرد .

تجلسُ فوق سريره و تهمُّ باحتضان كتابه المفضل ، و الذي قرأه بالأشهر الأخيرة قرابة الخمسة و عشرون مرة ، دموعها تأبى عن التوقف ، تسترجع تلك الذكريات الفانية ، على الرغم من كونها بائسةً و حزينة ، و لكنها أفضل بكثير من الآن .

" أنا لا أكرهك صدقني ، أنا لا أكرهك يا جونغكوك ، لمَ رحلت الآن ؟ صدقني كانت مجرد مزحة عندما صرخت بوجهك رفقته ، من سيملأ هذا المنزل بصراخه الآن ؟ من سياجدل هيونجين عندما يقترب منّي ؟ من سيقرأ لي القصص بينما يعانقني بهدوء ؟ من الذي سيحتمل بكائي طوال الليل ؟ " صرخت بينما تمردت شهقاتها عليها لتبدأ بصفع رأسها بجانب السرير ، و عيناها لا تكف عن رؤية طيفه الغير موجود ، لقد جُنّت حتماً .

طرقاتٌ عنيفة حطّت على باب المنزل ، و لم تكلف نفسها عناء النظر للطارق ، هو واحداً منهم حتماً ، و هي لا تطيق رؤية أحدهم الآن ، و لكن صراخه المستمر ينخر رأسها .

" لاريا ، إفتحِ الباب قليلاً أرجوكِ ، لن يفيدكِ هذا البعد شيئاً ، ألا تتعبين من البعد ؟ " صرخ يناظر النوافذ بتتبع ، لعل و عسى أن تترقبه من إحداها ، و لكنها لا تفعل .

جلس أرضاً يسند رأسه على الجدار المجاور للباب ، أغمض مقلتيه بتعب ، و هل سيزوره النوم و هي بهذه الحالة ؟


توقفت الطرقات فجأةً ، فظنّت بأنه قد رحل ، تنفست الصعداء بهدوء ، قبل أن تضع الكتاب جانباً ، و تنهض من فوق السرير لتُلقِ نظرةً من النافذة ، و لم تتمكن من رؤية أحدهم بالفعل ، عادت تجلس بمكانها السابق ، و لكنها نهضت من جديد لتهرع نحو الأسفل .

شربت القليل من المياه ، لتنظر نحو الباب المقابل لها ، اقتربت منه بعد ترددٍ دام للحظات ، و لكنها قامت بفتحه نهاية الأمر ، ناظرت الأرجاء و لم تبصر أحداً ، فتنهدت براحة و عادت أدراجها للمنزل ، و لكن قد سبقتها خطوات أحدهم ليسرع بإغلاق الباب فورما دخلت المنزل .

JUNGKOOKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن