الصباح الثَاني على وفاتها كان قد جاء بِهواء ثَقيل لم يستطع المرور بين ثنايا صدري لأتنفس .. كان هذا مُظلم للغاية
أنتهى العزاء بالأمس مع دراما كثيرة، طردتُ إيثان و آنچل من المنزل بعدما قمت بتكسير جميع الصحون و الأكواب ..وصَفيتُ وحيدة بين الجُدران
لا يُشعَر بأي شيء بالأرجاء أي سوى الموت .. لقد تغلغل بين جدران المنزل بطريقة بشعة .. بطريقة جلعت المنزل يبدو باهت .. فقط کجثة ما ويمكنني القول أنها لم تحظى بالعزاء الذي تستحقُه ويليق بها
أعد الأيام، أعد الساعات .. كل شيء يبدو بطيء و سريع بنفس الوقت ..وكأنني فقدتُ إحساسي بالوقت فجأة
" كل شيء بخير " تمتمتُ أتنفس، الأسود يكسو جسدي .. لطالما أحببتُ الأسود في الملابس .. لكن هذه المرة كَم كرهتُ إرتداؤه
إبتعدتُ عن تلك الغرفة الكئيبة التي شهِدت وفاتها .. لازال يراودني شعور ملح بكوني شعرتُ بها وهي تُغادر
شعرت بروحها وهي تذهب معلنة إنتهاء رحلتها
ولازلت أشعر بكوني لم أكتفي، بكوني جئت متأخرة للغاية
لم أستطع النظر بوجه إيثان وآنچل و أنا أعلم أنهم كان لديهم الخيار في إخباري منذُ شهرين حين مرضت ولكنهم فضلوا الصمت .. شعرت بكرهي يزداد لهم بكل ثانية تمُر بي وأنا معهم
كنت أضغ كراهيتي بهم و أتجاهل سخطي على نفسي .. كوني أنانية لم أشعر بمرضها ولم أسأل لما توقفت عن الإتصال
لكن كان من السهل أن ألوم إيثان وأغضب عليه عوضًا عن أن ألوم نفسي .. عوضًا أن أغمس نفسي بالحِبر الأسود
أضواء خادعة لا تجعلني أرى النور لكنها تجعلني أتشبث بكونها ضوء .. ولم ألحظ أنها كانت فقط أضواء داكنة
صوت لِفتح باب المنزل جاء غريبٌ على أذني إلتفتُ أنظر ناحية الباب أنتظر أن يفتح
لا أدري لما للحظة شعرتُ أنها من تفتح الباب .. أنها ستدخل الآن حاملة أكياس كثيرة من البقالة لأجل الغداء
تلاشت نظرة الإنتظار من عيوني، هيئات لأجساد لم أشعر باللهفة لأن أعانقهم .. بروية أعدتُ نظري أنظر من خلال الزجاج المُطل على حديقة المنزل .. أسبح بعيناي بعيدًا متجاهلة مجيئهم
" سوف أذهب لها أنا " تمتمة وصلت لمسامعي وكل ما أردتُه ألا يأتي أحدهم لي .. جميعهم أذوني بطُرق مُختلفة .. لكنها كانت مؤلمة بما يكفي لـ ألا أشعُر بلهفتي لهم
ضربني عطرُه بقوة من بعد غِياب دام ما يزيد عن تسعة أشهُر .. هالتُه الرجولية أشعرتني بالضعف الذي أحتوى جسدي في الداخل لكن بالخارج تركتُ التصلُب و التجمد يتشكل بقوة
هل أحضرهم إيثان ليتوسط لهم وأدخله المنزل ؟
" أو "
" إن قُلته فَسأطردك من هنا" قلتُ بهدوء .. يداي أمام صدري متشابكة و أرخي جفناي بلامبالاة دبت بأوصالي
أنت تقرأ
Aurora 'Arabic' H.S
NouvellesThu, 26 May 22 8:02 PM - كان الجميع يعرفه ، لكن لم يكن أحد يعرفني. ورغم كونه مُصر على معرفة أسمي أردتُ إستغلال ذلك وملأ عقلُه بي. لذا هو أطلق علي ديانا ، وأنا أطلقتُ عليهِ أورورا. - القاعدة الأولى. كل ما هو ممنوع ، مرغُوب . Thu, 13 Apr 23 12:30...