Ch.23

12.1K 704 397
                                    





..بعد مرور عامين..

Leon's POV

(هل سيبقى الأمر هكذا ؟)

عبر هذا السؤال عقلي بينما خرجت من المبنى ، وشوارع مانشستر الباردة كانت تجعل رؤية اي شيء سوى اللون الرمادي شبه مستحيلة . 

نفحة  بارجة من الهواء اجبرتني على اغماض عيناي بقوة ، وانا اقاوم تلك الفكرة السخيفة ، انني سأراه مجدداً بعد ان افتحهما . 

بالطبع لم يعد الامر يمزقني مثل الشهور الاولى بعد موته ! ومضادات الاكتئاب ؟؟ كل ما تفعله هو جعل حياتي أسوأ !

نايثان كان كالمخدر بالنسبة لي ، عندما فقدته ، شعرت بأعراض الانسحاب ! الألم الشديد ، الفقدان ، الفراغ ، الهلاوس ، الصراخ ليلاً ونهاراً ، لكن رحيله وضعني امام الأمر الواقع ، أنا لم اكن يوماً بالشخص السوي ، نايثان كان فقط يتجاوز كل تلك العقد الصغيرة بداخلي ، ويغطيها بحبه . 

والآن وقد رحل ، كان علي ان اتعامل معها .. علي ان اسيطر على مشاعري لأنه لا احد سيمتص كل الظلام بداخلي طوال الوقت ، علي ان اكون شخصاً أفضل ، لأنني فقدت جزئي الافضل .. نايثان . 

بالطبع انتهت اعراض الإنسحاب الآن ، لم يعد التنفس صعباً ، لم اعد انهار كل خمس دقائق، لم اعد اثمل حتى تخرج معدتي بسبب التقيؤ ، لم أعد افقد عشرات الكيلو جرامات ثم اكتسبها مجدداً ، لم اعد اتوقف عن الأكل لأسابيع .. ثم آكل بإفراط ! لا شيء أصبح صاخباً ودرامياً كما كان !

لا شيء اصبح حارقاً ! لا شيء أصبح مؤلماً .. لا شيء ! لا احد بوسعه ذرف الدموع لعامين متتاليين .. 

مهما فعلت ، وأينما ذهبت .. نايثان كان موجوداً بشكل ما في كل شيء افعله ، في كل واحدة من أفكاري ، حتى أكثرها قبحاً . 

ولقد تعايشت مع هذا ، نايثان لن يرحل أبداً ، ولن يتعدى وجوده داخلي بعد الآن .. إنه كذلك الألم الصغير ، والذي برغم ضآلته .. يقودك للجنون باستمراره . 

لقد حاولت مقابلة أشخاص جدد ، رجال آخرين ، علاقات اخرى ، ولقد عبرت أسرة الكثير من الاشخاص الذين لا اعرف ان كان يمكنني دعوتهم بـ(أحبة)  .. لكن لا احد استطاع إزالة ذلك الألم ، ولو للحظة . 

الشيء الوحيد الذي كان يشعرني كما لو غرقت في بحيرة دافئة في وسط برودة مانشستر ، هو كريس .. الأخ الاصغر لنايت . 

هو لايضاهي نايثان ، لكنه يملك الخصلات النحاسية نفسها ، هذا ليس كافياً بالطبع ، لكن تمرير يدي في شعره ، وتخيل أنه نايثان .. يجعلني ، احلق ! وفي نفس الوقت يذكرني كم أنا يائس ..

IMPRISONEDحيث تعيش القصص. اكتشف الآن