انتظر فارس رحيل الجميع؛ كان ينتظر رحيلهم وهو يحترق مكانه؛ وبعدما تأكد من خلو المكان خرج من مخبأه نحو القبر بحالة مُزرية يأسه شجية؛ كان الطريق لذلك القبر كالشوك تحت أقدامه؛ انهارت أقدامه وانفجر باكيًا أمام القبر لدقائق ثم حاول التماسك وأردف: الله يرحمك يا صاحبى.
ومثلما كان فارس ينتظر رحيل الجميع؛ كان دياب ينتظر ظهور فارس وهو على يقين بأنه سيأتى.
وقف خلف صديقه قائلًا: دلوقتى بقى صاحبك؛ ياريتك افتكرت كدا قبل ما تحرمنا منه يا فارس.
صُدم فارس من اتهام دياب له: أنت تصدق إنى اعملها؛ لو الدنيا كلها صدقت انت مينفعش تصدق، أنا مقتلتوش.
دياب: كنت فين لما انت برئ؛ هو فيه برئ يهرب بردوا.
أزاح فارس الوشاح وأشار خلف رأسه؛ كان هناك جرح عليه ضمادة.
اندهش دياب ولكنه لم يحيد عن موقفه تمامًا:دا من إيه
شعر فارس بنبرة ساخرة فى سؤاله: اللى قتل سليم حاول يقتلنى أنا كمان.
لم يعطيه دياب أى رد فعل فقال فارس بغضب:دياب لو شايف انى قتلته خدنى سلمنى ولا اقولك أنا رايح على بيت عرفات، يا يصدقونى يا يقتلونى.
أوقفه دياب بدفعه للخلف: انت اتجننت؛ أنا لا هسيبك تروح لعيلة عرفات ولا هسلمك لحد ما اعرف اللى حصل فى ليلة الحادثة؛ بس مش هينفع نفضل هنا ممكن حد يشوفك؛ أنت كنت فين الكام يوم اللى فاتوا.
فارس:مركب صياد
دياب: يلا معايا
سار دياب أمام فارس ليلتف فجأة يردف: وعلى فكرة مصدقتش انك تعملها؛ بس لازم أعرف اللى حصل قبل اى حاجة.
عرضت ليلى على والدتها بأن يذهبوا ليقدموا الواجب نحو عائلة عرفات؛ فأردفت والدتها مستنكرة: أروح للى بيتهموا ابنى بالقتل انتِ اتجننتى وبعدين أبوكى قال مفيش خروج
نادية: يا ماما أحنا نروح نعزيهم وبس؛ وبصراحة أنا عايزة اطمن على عليّا؛ وليلى عايزة تطمن على أسماء.
ليلى: وبعدين احنا متأكدين إن فارس ميقتلش.
آمال: لأ لحد ما أخوكم يظهر والحقيقة تبان لأ؛ أنا قلبى واجعنى على أخوكم وانتم ولا حطينوا فى حسابكم.
نادية: قلبى بيقولى إنه هيرجع قريب وهيظهر الحقيقة؛ أنا هروح اطمن على عليّا.
آمال: روحى يا نادية؛ يارب أبوكِ يقابلك ويكسر رجلك.
كانت ليلى شاردة تتذكر أخر مرة رأت فيها مجد وحالة الهياج التى كانت تشمله؛ وجرح يده الناتج من كسره للكوب؛ أخرجتها والدتها من تلك الذكرى الحزينة وهى تصرخ فى وجهها " أنتِ يابت اخرجى جيبى مقصوفة الرقبة دى؛ اتحركى".
لم تتراجع نادية عن ذهابها رغم إلحاح ليلى
نادية: مش هرجع يا ليلى؛ مش بعد ما جيت لحد البيت مش هدخل؛ هتدخلى معايا ولا هترجعى.
ليلى بعد تنهيدة: علقة تفوت مش مهم؛ هدخل.
كانت النساء داخل المنزل والرجال بحديقة المنزل الشاسعة؛ حاولت ليلى النظر هناك ولكن لم ترى مجد كان بسبب خوفها من أن يراها أحد ويخبر والدها.
بمجرد أن دخلوا بدأت الهمهمات والنظرات المستحقرة من النساء؛ رأت نادية علياء تجلس على أريكة بجانب والدتها تبكى بشدة أما والدتها فقد جفت دموعها وكانت تجلس ساكنة تراقب الوجوه بوجه خالِ من التعبير؛ ذهبوا بإتجاههم وفجأة أوقفتهم زينات.
زينات: على فين يا بت منك ليها
لم تستطع نادية الرد سريعًا فقامت بدفعها للوراء: برا، أنتِ والمحروسة أختك، قتلتوا القتيل وماشين فى جنازته .
خبأت ليلى أختها خلفها قائلة بأدب: أحنا جايين نعمل الواجب وماشين.
زينات بنبرة مستنكرة: واجب إيه، جاين تشمتوا فينا.
ليلى: حاشا لله، سليم كان أخ لينا زيه زى فارس.
جاءت إليها أسماء: سليم مش زيه انتِ فاهمة مش زيه.
لحقت فاطمة بإبنتها تحاول السيطرة عليها قائلة: سعيكم مشكور يا بنات؛ شرفتونا
توجهت نادية نحو علياء واحتضنتها بقوة واردفت قائلة: البقاء لله؛ ربنا يرحمه
لم تبادلها علياء العناق ولا الحديث كانت تنظر لها بنظرات فارغة من المشاعر ثم دفعتها عنها.
عادت لأختها وتوجهوا نحو الخارج وأثناء هبوطها للدرج تصادفت بمجد تجمدت أطرافها؛ كان فى حالة يرثى لها؛ عيونه حمراء تشع حزن وغضب وقف يطالعهم لثوانى ثم مضى فى طريقه .
انتهى الشيخ من تلاوته وبدأ الجميع بالإنصراف؛ سار داود وأبنائه لسيارتهم لم يردف بكلمة هو أو علي ابنه؛ كان كلاهما فى عالم أخر عكس طه الذى كان يقوم ببعض الإتصالات وعمران المنشغل بالتواصل مع خطيبته "عزة".
إن الفقد نار حارقة ليس لها حدود؛ ولا يشعر به إلّا من اكتوى بناره؛ مر شريط سريع على داود بكل من فقدهم حتى توقف عقله عند أخته جميلة.
كانت جميلة لداود ابنة ليست أخته وحسب؛ كان يتمنى دائمًا أن يرزق بفتاة تشبهها؛ حتى أنه كان يريد تسمية ابنه الصغير جميل بدلًا من علي ولكن رفضت جميلة وأصيلة ذلك الاسم وتحت إصرارهم وافقهم الرأى.
تزوجت جميلة من شاب اسمه حسن؛ كان جارهم بالحى؛ لم يوافق داود فى البداية ولكنه رضخ تحت إصرار جميلة وتمسكها بهذا الشاب؛ لم يكن يريد سوى سعادتها فقط؛ وتزوجت من حسن وأنجبت فتاة بعد سنة من زواجهم؛ كانت هدية كبيرة لداود اعتبرها ابنته وحفيدته قبل أى شئ.
كانت حياتهم تسير بشكل عادى؛ حتى جاء يوم رحيل جميلة.
كان داود يجلس بالوكالة ويقوم بأعماله كالعادة وعلي يجلس معه.
أردف علي: هو عمتو سابت إسراء مع وصال ليه
داود: عشان تاخد بالها منها
علي: يا سلام منا أعرف أخد بالى منها
داود: هى هتعرف تأكلها وتغيرلها لكن أحنا منعرفش؛ هما شوية وهيرجعوا .
علي: بس هما اتأخروا المرة دى عند الدكتور
داود بعد أن نظر فى ساعته: عندك حق يا علي
ثم رنِّ الهاتف، كانت أصيلة تبكى: الحقنا يا داود؛ أحنا عملنا حادثة وفى المستشفى.
انخلع قلب داود، أخذ منها العنوان وانطلق للخارج نحو سيارته وتبعه الصغير؛ وأخذ منصور فى طريقه وتوجهوا للمشفى؛ لم يستوعب داود صحبة ابنه إلا هناك فأخذه بيده؛ كانت أصيلة تجلس بالردهة هناك ضمادة حول رأسها ونشيجها يسمعه الجميع جرى عليها الصغير بهلع؛
احتضنته بقوة وهى تبكى.
منصور: فين رقية يا أم طه
زاد بكاءها ولكنها أشارت له على الغرفة ثم نظرت لداود وقد فهمها لم تكن غريبة عليه ليقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.
ثم استجمع نفسه وسأل بخوف: جميلة
أصيلة: فى العمليات؛ ادعيلها يا داود
مازال علي يتذكر ذلك اليوم بتفصيله لم يغيب عن ذاكرته أبًدا وخصوصًا لحظة وداعه لعمته؛ كانت ممدة على الفراش تلفظ أنفاسها الأخيرة.
جميلة: سامحنى يا حسن لو زعلتك فى يوم وأنت يا داود أنا تعبتك كتير
داود: تعبتينى إيه يا جميلة دا أنتِ أمانة عندى سامحينى لو كنت قصرت معاكِ
جميلة: إسراء؛ مش هوصيكم عليها
أصيلة وهى تبكى: فى عنينا علطول؛ لحد ما تقوميلها بالسلامة
ابتسمت جميلة بألم: ربنا هيعوضها بيكِ
أردف علي وهو يبكى: عمتو؛ أنا هخلى بالى منها، لحد ما تخفى
مسحت بوهن على وجهه: خلى بالك منها يا علي كويس
أردف علي بنبرة طفولية: وتخلينى أتجوزها
ابتسمت له مُردفة: حتى لو متجوزتهاش متخليش حاجة تزعلها خليك جنبها اتفقنا
علي: اتفقنا
وأغمضت عيونها ورحلت؛ كان علي شارد فى تلك الذكرى الحزينة ووالده؛ حتى صرخ عمران به: خلى بالك يا علي
فانتبه له وأوقف السيارة سريعًا ويحاول السيطرة على أعصابه ورعشة يديه.
ربت على كتفه والده: أنت كويس يا علي
أومأ له دون أن ينظر إليه
فقال طه: تعالى مكانى؛ خلينى أنا أسوق
أومأ له علي: أنا آسف
عمران: حصل خير يا علي؛ إهدى وخد اشرب؛ أحنا تمام
مسح علي عبراته الهاربة وأخذ زجاجة الماء ارتشف منها القليل وبدل المقعد مع طه؛ كان يتابعه والده من حين لأخر .
عادت ليلى ونادية للمنزل، كانت نادية تدعو بداخلها أن يكون والدها غير متواجد ولا يعلم بخروجهم وتدعو ليلى لتلك العائلة بالصبر وتدعو لأخيها أن يكون بخير .
وبمجرد أن اقتربوا من المنزل ووجدوا والدهم يجلس بالخارج نبهت ليلى نادية قائلة: أول ما نوصل عنده تجرى على أوضتك وتقفلى الباب وراكى سامعة.
نادية: ليلى تعالى نروح عند الشيخ عبد اللطيف.
ليلى: متخافيش مش هيلمسك؛ اسمعى كلامى وعلى جوا علطول.
وبالفعل مجرد أن اقتربوا من المنزل توجه ناحيتهم والغضب يتطاير من نظراته دفعت ليلى نادية ناحية الباب وتوجهت نحوه ليقوم بتفريغ شحنة الغضب المُعتادة بها.
__________________________
فى منزل دياب؛ فى غرفة الجلوس حيث كان يجلس فارس ينتظر عودة دياب من العزاء؛ شرد فى تذكر آخر لحظات سليم
فى الأرض القريبة من النيل خلف المسجد بالقرب من شجرة التوت الكبيرة؛ وسليم مُمدد على الأرض وفارس يهرول ناحيته وبقلب مخلوع
فارس بخوف وهلع: سليم...مين اللى عمل فيك كدا
سليم: زُهير
فارس بصدمة: إيه! طب ليه؛ أنا هطلب الاسعاف استحمل شوية يا صاحبى
أوقع سليم الهاتف من يده ليردف بصعوبة: عز وابنى أمانتكم.
واغمض عينيه
فارس: لأ يا سليم لأ قوم يا صاحبى
ثم يأخذ ضربة موجعة على رأسه يسقط بعدها على وجهه بجانب جثمان صديقه.
أخرجه من تلك الذكرى اصطدام علاقة مفاتيح دياب بزجاج المنضدة ليسأله: كلت حاجة
لم يرفع نظره حتى لا يرى دموعه فأجابه: مليش نفس
ضربه دياب بخفة على كتفه: طب اتزحزح كدا وخدنى جنبك
افسح له فارس ثم قال: دياب انت مصدق كلامى فعلًا ولا
قاطعه دياب: أحلفلك على مصحف
فارس: لأ؛ أنا همشى من هنا مش عايز اعملك مشاكل
دياب بحدة: مش هتمشى، هنا أكتر مكان محدش هيشك إنك فيه دا واحد؛ لازم نقعد ونشوف هنعمل إيه عشان نثبت التهمة عليه لو كان هو .
فارس بشك: ممكن ميكونش هو.
دياب: الكلام اللى برا التحقيق بيقول انه هو اللى قال انك اللى قتلتله وهو لما حاول يمسك انت هربت بعد ما ضربته على دماغه.
فارس: طب ما اكيد بصماته على المنجل.
دياب: لا المنجل ولا موبايله موجودين؛ اللى يخلى حد يضربك على دماغك وبعدها يرميك فى النيل مش عبيط عشان يسيب أداة جريمته.
فارس: طب ليه سابه من الأول.١
ارجع دياب رأسه قليلًا ثم قال: فى احتمال يكون حس بإنك جاى فكان مستخبى أو يكون كان راجع ياخده ولاقك قدامه.
فارس بتسائل: وهنعرف إزاى
دياب: اتقل؛ دماغى فيها كام حاجة هرتبهم ونتفق.
_____________________
لم يستطع "وجدى" الذهاب لمسعد بعد إنشغاله بتأديب بناته؛ ولكنه ذهب فى الصباح الباكر.
فى منزل مسعد صفوان الذى يُعد من كبار القرية
مسعد: استنيتك ليلة امبارح يا وجدى.
وجدى بإستحياء: حقك عليا يا حج مسعد؛ مقاصيف الرقبة خرجوا وراحوا بيت عرفات وراح عن بالى.
مسعد بشك وبشكل مُفاجئ: ابنك مظهرش ولا كلمك.
ضرب وجدى على فخذه: الواد فص ملح و داب من يوم اللى حصل.
مسعد: مسيره يتكلم ويظهر؛ المهم خلينى اتكلم فى اللى جايبك هنا ليه.
توجس وجدى قائلًا: خير يا حج؛ أوعى تقولى اسيب البلد وامشى.
مسعد: لأ طبعًا أنا أحميك انت وأهل بيتك يا وجدى دا أحنا ولاد عم بردوا قبل أى حاجة؛ دا بردوا كلام يا راجل.
وجدى: ربنا يخليك يا حج طول عمرك أصيل وخيرك مغرقنا.
مسعد: تعيش يا وجدى؛ المهم أنت عارف أنا ربنا كارمنى وعندى خير كتير
وجدى: ربنا يزيدك
مسعد: يارب؛ طبعًا بعد اللى حصل دا واجب عليا أحمى مالك بردوا
سخر وجدى قائلًا: ومنين المال دا؛ محلتيش غير حتت الأرض.
مسعد: وهى دى شوية يا راجل؛ أنا عايزك تبعها ليا.
تفاجأ وجدى من طلبه ليردف بخجل ممزوج بدهشة: يا حج انت عارف أنا فاتح بيتى من خير الأرض ومن غيرها لا اعرف اعيش ولا اعيش عيالى.
مسعد بغضب مصطنع: لا تكون فاكرنى طمعان فى أرضك؛ عيب يا وجدى دا أنا الحج مسعد صفوان وخير ربنا محاوطنى زى ما أنت شايف الحمدلله؛ مش أنا اللى اطمع فيك.
أردف وجدى محاولًا تدارك خطائه والحفاظ هلى الود: يا حج أنا مقصديش والله؛ أنا بس
قاطعه مسعد بنبرة حادة يشوبها بعض الغضب المصطنع: خلاص يا وجدى اعتبرنى مقولتش أى حاجة؛ بس أنت حر ابنك لو مرجعش ساعتها أرضك اللى بتاكل أنت وعيالك منها مش هطولها لما تتاخد منك، ونا مش هقدر اعمل حاجة.
أردف وجدى بثقة: عيلة عرفات مش محتاجين؛ ومش دول اللى ياخدوا أرض دية ليهم؛ أنا هطلع على بيت الحج نعيم واتكلم معاه.رحل وجدى وترك مسعد وغضبه يأكله؛ توجه سريعًا نحو منزل عرفات.
فتحت له سميحة تفاجأت لوهلة من قدومه ولكنها تداركت دهشتها: أؤمر
وجدى: عايز أقابل الحج نعيم ضرورى.
سميحة: استناه فى المندرة لحد ما اديله خبر.
أومأ لها وذهب؛ أغلقت الباب وهى تضرب بكفيها قائلة: اما ناس لا بتتكسف ولا بتختشى أبدًا بناته ليلة العزا وهو من طلعة الشمس جاى يجرى ولا كأن ابنهم عمل حاجة.
وردة: بتكلمى نفسك ياما.
سميحة: من اللى بشوفه.
توجهت لغرفة المعيشة حيث كان يجلس نعيم وجمال وأبنائهم وزُهير.
سميحة بخوف وإرتباك: يا حج نعيم.
نعيم بوهن: خير يا سميحة.
سميحة: وجدى صفوان مستنى حضرتك فى المندرة عايز يقابلك.
جمال: يا بجاحته، جاى عايز إيه دا.
محمد: أكيد عشان ابنه.
نعيم: دلوقت هنعرف منه.توجهوا للمندرة وكان وجدى ينتظر.
نعيم: خير يا وجدى إيه جابك.
حاول وجدى أن يستجمع كلامه بشكل مُناسب ولكن لم يستطيع فقال: البقية فى حياتك يا حج.
ضرب مجد كفيه ببعضهم البعض ليقول: يعنى تقتلوا القتيل وكمان جاين تواسونا.
نعيم: ونعمة بالله يا وجدى؛ شرفت.
والتف ليعود من حيث أتى، أوقفه نداء وجدى: استنى يا حج.
نعيم بنفاذ صبر: لسه عايز إيه.
وجدى: عايزك فى كلمتين وهمشى بس لوحدنا.
عز بغضب: انت بجح كدا إزاى.
وحاول الهجوم عليه ولكن منعه محمد و زُهير .
نعيم بصوت حازم: سيبونا لوحدنا.
مجد: أنا مأمنش عليك معاه؛ دول عالم غدارة.
نعيم: مش هكرر كلامى.
سار مع جمال مجبرًا وبقى نعيم مع وجدى.
نعيم: بقينا لوحدنا قول اللى عندك.
وجدى: أنا معرفش إذا كان فارس قتله ولا لأ؛ ولا اعرف عنه حاجة من وقت اللى حصل؛ أنت عمرك ما كنت ظالم فمتظلمنيش أنا وأهل بيتى.
اقترب منه نعيم وبنبرة جامدة حادة: لو مكنتش عارف ابنك دى مشكلتك؛ ولو مكنتش تعرف عنه حاجة زى ما بتقول فبلغه إنه لو جالى و وقف قدامى وقالى إنه مقتلوش محدش هيقدر يمسه.
ثم ربت على كتفه مُكملًا: متقلقش أحنا لا هنظلمك ولا هنيجى عليك أنت وأهلك.
ثم سار تجاه الداخل ثم التفت يقول: مقدرش أوعدك إن ابنك يفضل عايش لو مجد وصله قبلى؛ ياريت يظهر قدامى عشان مش عايز أخسر ابنى التانى .
أنت تقرأ
ماريونيت
General Fictionأحيانًا يقع الإنسان فى الفخ دون وعى؛ يظن نفسه يتراقص ويطير من الأرض للسماء ويهبط وكأنه أصبح طائر حر طليق؛ حتى تشتد الخيوط على أطرافه ويجد نفسه يُجذب للأرض مرة أخرى، تسجن أطرافه خيوط تقيده؛ تكون حالته أسوأ من طائر يطير فى قفص معدنى؛ يفقد روح الحياة و...