كان 《فارس》 متردد بشأن مهاتفة أهله ولكن كان مُشتاق لهم وباله مشغول بأمرهم، كان يريد الإطمئنان على أوضاعهم ولكن خوفه مما سيقال لهم أو سيسمعه منهم كان اكبر من شوقه، دونَّ رقم ليلى ووضع الهاتف على أذنه سريعًا منتظر ردها وبمجرد أن سمع صوتها أردف بلهفة وشوق:وحشينى يا ليلى.
أصاب 《ليلى》 خليط من المشاعر من بينها الفرحة والصدمة لتردف: فارس!
فارس: أيوة يا ليلى أنا فارس أخوكِ.
ليلى: أنت فين؟ أنت كويس؟ طمنى عليك يا فارس.
اندفعت فى الكلام مباشرةً تريد الإطمئنان عليه فقط.
ضحك فارس: استنى شوية عليا؛ أنا كويس متقلقيش عليا؛ أنتم أخباركم إيه.
أردفت ليلى بحزن: مش كويسين بالنا مشغول عليك وأمى كل يوم تفضل قاعدة قدام الباب مستنياك.
تشجع فارس وسألها مباشرةً: ليلى أنتم عارفين إنى مقتلتش سليم صح؟
شجاعته تلك أتت من شعوره بأن أهله معه يقلقون عليه، يشتقون إليه؛ ولكن أراد أن يتأكد من كونهم على دراية به، يصدقونه ويدعموه.
ليلى: طبعًا يا فارس واثقين إنه مش أنت؛ يا فارس دا أنت أخويا ولو كل الناس مصدقين فأنا لأ؛ ولا شوفتك بعينى هقول دا هو اللى مقتول.
صمت كلاهما لبرهة ثم أردف وهو يزيل عبرته الهاربة من عينه: أمى؛ عايزة أسمع صوتها.
أخذت ليلى الهاتف وهى باكية ناحية والدتها وهى تناديها من الخارج: ادخلى بسرعة.
لم تفهم فى بداية الأمر حالة ابنتها ولكنها شعرت بأن هناك خبر عن وحيدها؛ دلفت آمال تتسائل بشك: ابنى؟
أومأت ليلى وناولتها الهاتف وذهبت لتنادى نادية.
آمال: فارس.
أجابها فارس بلهفة وشوق: أيوة يا أمى، وحشتينى أوى، طمنينى عليكِ.
أجابته بعد تنهيدة مُتعبة وعيون دامعة: وأنا إيه هيكون حالى وأنت بعيد عنى يا ابنى، يا حبة عينى، لا اعرف إيه صابك ولا إيه جرا لك، طمنى أنت عليك، قاعد فين وعايش إزاى.
فارس: اطمنى أنا بخير وكويس؛ المهم انتم تكونوا بخير؛ استحملى بُعدى شوية ؛ أنا هرجع قريب.
آمال: استحمل المهم ترجعلى بخير.
وهنا جاءت نادية وأخذت الهاتف من والدتها تتحدث دفعة واحدة: فارس، إزيك؟ أنت وحشتنى أوى، طمنى عليك، هترجع امتى؟
أنت تقرأ
ماريونيت
General Fictionأحيانًا يقع الإنسان فى الفخ دون وعى؛ يظن نفسه يتراقص ويطير من الأرض للسماء ويهبط وكأنه أصبح طائر حر طليق؛ حتى تشتد الخيوط على أطرافه ويجد نفسه يُجذب للأرض مرة أخرى، تسجن أطرافه خيوط تقيده؛ تكون حالته أسوأ من طائر يطير فى قفص معدنى؛ يفقد روح الحياة و...