مر أسبوع ومازالت نادية لم تتخذ أى قرار تجاه عرض راشد؛ وكلما أقرت بالرفض تجد أن القبول بعرضه أفضل من تلك الزيجة؛ حسمت أمرها وقررت الإتصال براشد.
نشوة الإنتصار تملأ روح راشد جلس ينظر لشاشة هاتفه وقبل أن تغلق أجاب.راشد: إزيك يا نادية.
كانت أنفسها تتسارع أجابته سريعا: أنا موافقة.
راشد بسعادة وانتصار: هرتب كل حاجة و أكلمك.
نادية: امتى؟
راشد: هرتب أمورى وهكلمك؛ عايزك أهم حاجة متعرفيش حد أى حاجة خصوصًا ليلى.
نادية: حاضر.
راشد: جهزى نفسك فى أى وقت هكلمك.
أصبحت الأن نادية فى يد راشد وجد أن كل الظروف تخدمه دون بذل مجهود منه فيجب أن يستغلها لصالحه وسريعًا.
______________فى الاسكندرية فى شقة حسن والد إسراء؛ كان يترأس المائدة على يمينه ولديه التؤمين حسام وإبراهيم وعلى يساره زوجته أمينة يتناولون وجبة الإفطار.
أمينة: يلا خلصوا أكل عشان تنزلوا معايا السوق.
حسام: خدى إبراهيم؛ أنا مش عايز.
إبراهيم: ولا أنا عايز اروح السوق.
أمينة: أنتم الإتنين هتيجوا معايا وبعد كدا رحوا زى ما تروحوا أنا مش هقدر أشيل لوحدى.
حسام: خدى تاكسى.
أمينة: تاكس؛ أصل أحنا لاقين ناكل عشان تقولى تاكس؛ ما تشوف عيالك يا حسن.
كان عقله شارد يفكر بإبنته.
أردفت أمينة بصوت أعلى: يا حسن!
حسن بتيه: عايزة إيه يا أمينة.
امينة: بكلمك مبتردش عليا؛ العيال مش عايزين يجوا معايا السوق.
نظر اليهم: اسمعوا الكلام بلاش مناهدة.
امينة وهى تربت على كفه: عقلك فين يا حسن.
حسن بعد تنهيدة: عند إسراء.
امينة بعتاب: ما ياراجل قولتلك خلى البت تسافر معانا؛ قولتلى مش هتوافق؛ طب كلمها اطمن عليها.
حسن: خايف متردش.
أمينة: يا حسن بنتك والنبى غلبانة وأنت اللى مش فاهمها؛ يا راجل قدم السبت عشان تلاقى الحد.
حسن: يعنى لو كلمتها هترد.
أمينة بتأكيد: أيوة هترد.
واخذت هاتفه واتصلت بها ثم وضعت الهاتف بيده: خد وسلم عليها على ما اشوف العيال دى بيتخانقوا ليه.
انتظر حسن لثوانى كانت تمر بثقل على روحه حتى سمع صوتها.
ابتسم حسن وأردف: إزيك يا إسراء؛ عاملة إيه يا حبيبتى.
إسراء: الحمدلله.
حسن: وحشتينى يا اسراء اوى.
اردفت إسراء: وأنت كمان.
صمت كلاهما لا يجد حسن أى حديث لقوله؛ رأته زوجته فاشفقت عليه وقالت: سلملى عليها يا حسن؛ وأوعى تقفل العيال عايزين يسلموا عليها.
فأردف حسن: أمينة بتسلم عليك.
أجابته باقتضاب: الله يسلمها.
جاءت أمينة باولادها وهى تقول لهم روحوا سلموا على أختكم يلا.
اردف حسن: أخواتك كانوا عايزين يكلموكِ.
اخذ حسام الهاتف ووضعه بينه وبين اخيه واردفوا فى صوت واحد: ازيك يا أبلة إسراء.
ضحكت إسراء: ما بلاش أبلة دى أنا سوسو بس.
ابتسم حسن لسماع ضحكتها.
اردف إبراهيم: هو مش أنت اخدتى الإجازة ما تيجى عندنا شوية.
إسراء مغيرة مسار الحديث: قولولى أنتم الاول عملتم ايه فى النتيجة.
حسام: نجحنا وجبنا درجات حلوة بس مش عاجبة ماما.
ابراهيم: أصل محمد ابن خالتى جاب أعلى مننا.
فضحكت إسراء: ألف مبروك ليكم وليه.
اشارت أمينة بيدها لزوجها ليتحدث؛ فاستجاب لها وقال: أنت عملت ايه فى النتيجة بتاعتك طلعت ولا لسه.
إسراء: الحمدلله نجحت.
لتزغرط أمينة وتقول: ألف مبروك يا حبيبتى؛ عقبال كل سنة.
إسراء: شكرا لحضرتك.
أمينة: إيه رأيك بقى تيجى تقضى معانا اجازة الصيف و تغيرى هوا؛ دا إسكندرية مفيش احسن منها.
إسراء: أنا مش عايزة ازعجكم؛ وكمان انا تالتة ثانوى وهبدأ دروس قريب مش هينفع.
أمينة: إزعاج إيه اللى بتقولى عليه بس دا بيتك.
وأشارت لحسن بأن يتحدث
ليردف بنبرة راجية يملائها الأمل: طب أسبوع ولا اتنين؛ هو انا موحشتكيش زى ما وحشتينى.
أردفت إسراء بنبرة مخنوقة وغصة فى الحلق: أكيد أكيد.
قبل أن تختنق بالدموع أكثر : أنا هقفل دلوقتى مرات خالى بتنادى.
وأغلقت الهاتف سريعا وبدأت تبكى بنحيب جعل أصيلة وفاتن يهرولون الى غرفتها فزعًا.
___________________
أنت تقرأ
ماريونيت
Fiksi Umumأحيانًا يقع الإنسان فى الفخ دون وعى؛ يظن نفسه يتراقص ويطير من الأرض للسماء ويهبط وكأنه أصبح طائر حر طليق؛ حتى تشتد الخيوط على أطرافه ويجد نفسه يُجذب للأرض مرة أخرى، تسجن أطرافه خيوط تقيده؛ تكون حالته أسوأ من طائر يطير فى قفص معدنى؛ يفقد روح الحياة و...