لم ينعم معظم أفراد عائلة عرفات بالنوم؛ مازال أمر الزواج السريع لم يتم قبوله بأى شكل كان؛ مازال جرحهم على فراق ابنهم لم يندمل.
كانت《وجيدة》تجلس أمام زوجها تحاول أن ترضيه؛ كان حزين وساخط على ما حدث بالأمس.
أردفت وجيدة: يا نعيم؛ والله ما قدرت اشوفهم داخلين البيت؛ هو يعنى البنات مش متربين معانا؛ ليلى مش كنا رايحين نطلبها وكنا فرحانين بيها لا طايرين؛ ولا نادية اللى كنا بنقول تؤام البت عليا رغم انها اكبر منها لكن من اول يوم فى المدرسة وهما مع بعض؛ فاكرها سهلة عليا بس اللى راح دا سليم أول ما العين شافت والبطن شالت؛ مقدرتش كل ما افتكر إن اخوهم حرمنى منه؛ مقدرش.
تنهد نعيم: فاهمك يا وجيدة ما أنا زيك ما هو كبيرى وكان سندى؛ بس أنا خايف من الظلم؛ وكمان عايز احافظ على عيالى؛ مجد لما اتأخر حسيت روحى بتتسحب منى مغضبتش وقولت صغرنى؛ قولت راح منى؛ عز خرج يدور عليه كلمته يرجعلى، خوفى عليهم يضيعوا منى ضعفنى أوى يا وجيدة.
ربتت على كتفه《وجيدة》بحب وحنان وتعاطف شديد: متقولش كدا يا نعيم دا أحنا من غيرك اللى هنبقى من غير ضهر ولا سند؛ ربنا يباركلنا فيك يا أبو سليم.
ربت نعيم على كفها: ويبارك فيك يا وجيدة؛ طلبى الوحيد حاولى تعاملى البنات كويس؛ احنا عندنا بنت؛ نظرة ليلى لمجد وهو جاى مبهدل ومتأخر ومش همه وجعتنى ومتمناش دا يحصل لعليا فى يوم من الأيام.كانت مشفقة على حالهم لكنها اكتفت بالصمت.
_________________استيقظت《زينات》على غير عادتها من الصباح الباكر هابطة للمطبخ؛ مما أثار تعجب《سميحة》.
أردفت زينات: إيه دا يا سميحة فين الباقى؛ واقفة بتحضرى الفطار لوحدك.
أردفت سميحة: ورد نزلت الجامعة تدفع المصاريف وتجيب النتيجة؛ والبت نعمة بتتأخر شوية؛ والباقين لسه مبيجوش دلوقت.
وضعت يدها اليمنى بخصرها: ومقاصيف الرقبة اللى فوق مجبتيش سيرتهم ليه؛ اطلعى صحيهم هما هيعملولى عرايس.
انصدمت سميحة منها: بس إزاى أقولهم انزلوا حضروا الفطار معايا؛ دا أنا كنت هطلعه ليهم.
أردفت زينات بنبرة حادة: وهما هيحضروا فطار بس؛ دول هيشتغلوا معاكم فى البيت؛ تطلعى تصحيهم يا هطلع أنا اجيبهم من شعرهم.
أردفت سميحة بإستسلام وقلق: لأ، أنا هطلع أناديهم.
صعدت 《سميحة》 الدرج تقدم قدم وتؤخرها حتى وصلت لغرفة 《مجد》 طرقت مرة ثم انتظرت ثوانى وطرقت مرة أخرى.
فتحت 《ليلى》 الباب بإبتسامة لا تتناسب مع عيونها الدابلة المنتفخة الحزينة: صباح الخير يا خالة سميحة.
سميحة بإندهاش: صباح الخير يابنتى؛ أنا الست زينات بعتانى اناديلك وانادى للست نادية تحضروا معايا الفطار.
ليلى: حاضر هنادى نادية وننزل سوا.
سميحة: لو مش عايزة تنزلى عادى؛ الست وجيدة أصلًا مش هتتكلم.
ليلى: لا مفيش مشكلة؛ بعد اذنك بس خمس دقايق وهنزل.
سميحة: اتفضلى يا حبيبتى.
أنت تقرأ
ماريونيت
Ficção Geralأحيانًا يقع الإنسان فى الفخ دون وعى؛ يظن نفسه يتراقص ويطير من الأرض للسماء ويهبط وكأنه أصبح طائر حر طليق؛ حتى تشتد الخيوط على أطرافه ويجد نفسه يُجذب للأرض مرة أخرى، تسجن أطرافه خيوط تقيده؛ تكون حالته أسوأ من طائر يطير فى قفص معدنى؛ يفقد روح الحياة و...