الفصل (١٢)

6 1 0
                                    

أشرقت شمس اليوم التالى؛ اليوم المعهود لعقد قران جمع شمل قرية عرفات وقرية صفوان من جديد.
لم تنم كل من 《نادية》و《ليلى》 مر الليل بثقله عليهن حتى شروق اليوم التالى؛ من يرى وجوههن يظن أنهم فقدوا عزيز.
نادت والدتهن: يا بنات يلا انزلوا.
جرَّت 《ليلى》 أقدامها وبالفعل أطلت عليها من أعلى؛ حزنت 《آمال》لرؤيتها ذابلة وشاحبة ولكنها حاولت التغاضى وأردفت: أبوكم؛ بيقولوا اجهزوا عشان المأذون هيعقد بعد صلاة الجمعة فى بيت الحج مسعد.

هذا ما كان ينقصها الذهاب إلى منزل 《راشد》؛ إنها لا تهاب مواجهته بعد صفعتها له وإنما حماية 《نادية》منه.
لم تحتاج إخبار 《نادية》بالأمر فهى بالفعل سمعت وشرعت تتجهز؛ لم تكن استسلمت بالفعل كان كل ما يدور فى عقلها متى تصحو من ذلك الكابوس؛ وإن لم يكن كابوس فكيف تهرب وتنجو.
__________________
اجتمعت عائلة 《داود》على المائدة لتناول الإفطار معًا قبل الذهاب لأداء الفريضة.

لم تفارق البسمة وجه عمران؛ كان الجميع يرى بوضوح تبدل حاله بعد الرجوع ل《عزة》
أردف 《علي》 بمزاح أثناء أخذ لقيمة من طبق الفول: دا فيه ناس الفرح على وشهم تخليهم يعملوا إعلانات معجون سنان.
قهقة 《عمران》 وأردف ساخرًا: كل فول وملكش دعوة.
علي: ربنا يوعدنا.
أصيلة: عقبال فرحتى بيك يا زكريا.
زكريا: فيه واحد هناك هيموت على الجواز أهو؛ جوزيه خلينا نخلص من الصداع دا.
فاتن: كدا ولا كدا علي لسه قدامه شوية؛ إنما أنت جاهز ودكتور شاطر وألف مين تتمناك بس أنت شاور.
علي: والله ما قدامى حاجة أنتم اللى معرقبين موضوعى.
داود: كمل أكلك وأنت ساكت.
تجاهلت 《أصيلة》《علي》 ووجهت حديثها لزكريا: مفيش حد معاك فى المستشفى.
أردف وهو يمضع طعامه: كلهم متجوزين وحوامل.
أصيلة: ياواد دكتورة موظفة ممرضة أى حد.
زكريا: دول كتير جدًا؛ بس مش هتجوز ولا واحدة منهم.
أردف طه: كبرى دماغك منه ياما بكرا يقع على بوزه ويجى يقولك جوزينى.
زكريا بإشادة: إضافة مهمة خاتمة للحوار ارفعلك القبعة عليها؛ وعشان القفلة الحلوة دى بكرا هقولك البطيخة دى فيها إيه.
شهقت فاتن: بقى أنا بطيخة.
أومأ زكريا لها مؤكدًا حديثه: طول ما أنتِ عاملالى فيها خاطبة هتبقى بطيخة.
فاتن بمزاح: ماشى يا زكريا خليك فاكر بقى إن الدنيا دوارة.
____________________

اجتمع الكثير من رجال القريتين وبعض النساء بإستثناء نساء عائلة نعيم وجمال عرفات.
الجميع ينتظر عقد القران واجتماع كبار القريتين.
مال《جمال》 على أذن أخيه يتسأل وهو يبحث بعينيه: فين مجد يا نعيم.
أردف نعيم ببساطة: كان معانا بيصلى الجمعة؛ أكيد واقف هنا ولا هنا.
جمال بقلق حقيقى: متأكد يا نعيم إن ابنك هنا؛ أنا خايف على شكلنا قدام الرجالة وأهل البلد.
أردف نعيم بنبرة مُهتزة جاهد أن تخرج بثقة منه: مجد مستحيل يصغرنا يا جمال متقلقش.
حضر الشيخ《عبداللطيف》ومعه دفتره؛ أخذ موضعه وأخذ الجميع موضع جلوسهم حتى يستمعوا له.
ولكن مجد لم يكن بينهم.
وقف الشيخ وبدأ يتحدث: أنا كل مرة بقوم بعقد القران بكون سعيد؛ ولكن النهاردة أنا أكثر سعادة؛ بعقد على اتنين اتربوا وكبروا على ايدى؛ مجد زينة الشباب وليلى ست البنات.
ونظر باحثًا عن مجد ولم يجده ارتسمت ملامح الدهشة على وجهه.
تسائل مسعد: فين مجد يا حج جمال.
جمال بحرج: على وصول بإذن الله.
ومال على ولده: كلم ابن عمك شوفوا فين.
كان 《عز》 جالس بجانبهم؛ اختلف شعوره تمامًا عن بداية معرفته بأمر الزيجة؛ هو يعرف نادية ودائمًا ما كانت أخته تتحدث عنها؛ كان جميع عائلته تحب تلك الفتاة لإجتهادها وتذكر إشادات 《سليم》؛ وعصفت به أفكاره لتدخله فى دوامة سبب موافقته حقًا هو تلبية رغبة كبار العائلات وعدم كسر القوانين الموضوعة؟
ولكنه طوال حياته لا أحد يتحكم بقراراته،هو من يمسك بزمام أموره لم يكن فى يوم كالماريونيت.

ماريونيتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن