قررت《آمال》 الذهاب لرؤية بناتها؛ فهى لا تمتلك أى وسيلة للتواصل معهم؛ ظلت تجلد ذاتها ندمًا على رفضها فى السابق امتلاك هاتف.
دلفت من البوابة الحديدية وسارت على الممشى الصخرى
صعدت الدرج المؤدى للباب الداخلى للمنزل؛ دقت الجرس
ووقفت تنتظر.
فتحت 《سميحة》 ودعتها للدخول
آمال: أنا كنت جاية أشوف بناتى يا سميحة هما كويسين.
توترت 《سميحة》قليلًا ثم أردفت: بخير ياختى؛ ادخلى وانا هبلغ الست وجيدة.
آمال: شوفيلى البنات أصلهم وحشنى.
خرجت《زينات》من المطبخ: يا أهلًا بأم العرايس؛ إيه لسه فاكرة إن ليكِ بنات.
آمال: أنا مكنتش ناسياهم؛ الأمر كله إن دى ظروف.
زينات: المحروسة الصغيرة عند الفرن برا والتانية مخفية مش عارفة فين؛ بت يا نعمة.
ردت سميحة: نعمة لسه مجتش.
زينات: وإيه اللى أخر المضروبة دى.
سميحة: بتنضف البيت القديم للأستاذ زُهير.
زينات: صحيح كنت ناسية؛ مش بعادة تتأخر يعنى؛ فين ليلى.
سميحة: مع الست أسماء.
زينات: بلغيها إن أمها هنا.___________
وقعت《نعمة》بكل سذاجة فى شباك 《راشد》 دون جهد منه؛ قدمت نفسها بكل سهولة كوجبة لذئب جائر يسير وراء شهواته ومصالحه.
جلست تبكى على الفراش المُدنس من فعلتهم؛ أما هو كان يُدخن لفافة تبغ ببرود وبوجه خالى من أى تعبيرات.
نعمة من بين شهقاتها وبكاءها: يا فضيحتى وجرستى أنا عقلى كان فين.
أطفأ راشد سيجارته قائلًا: المندبة دى كلها ليه.
جحظت عينيها الحمراء الدامعة تقول: ما انت راجل إيه يهمك.
نهض راشد من الفراش جلب بنطاله من الأرضية وأخرج ورقة ثم مد يده بها قائلًا: أنت مراتى وادى الورقة اللى هنكتبها
نعمة: دا عرفى محدش يعرف عنه حاجة؛ أنا عقلى مكنش فيا.
راشد: دا لحد ما أحل مشاكلى مع أبويا ونسجله.
لم يجد رد منها فاكمل
راشد بحزن زائف: اومال انتِ مفكرة إنى بضحك عليكى؛ انا قولتلك إنى بحبك، بس الظاهر إنك...لم يُكمل حديثه؛ جلس على الفراش مواليها ظهره؛ كان يعلم مدى تأثيره عليها؛ فهى لن تتراجع بعد ما صار وبالفعل أحست بتأنيب الضمير فاحتضنته من الخلف.
قائلة: أنا كمان بحبك أوى؛ حقك عليا سامحنى؛ دا من خوفى انا مش قدك ولا قد الحج مسعد؛ انا عيلة غلبانة نفسها تعيش زى الناس؛ كله من قلبى اللى مال ليك.
ليلتف قائلًا بإبتسامته التى جذبتها: قولتيلى قلبك ماله.
___________
كانت《نادية》تجلس مع《ورد》عند الفرن ؛ تفرد 《نادية》العجين و《ورد》تتابعه داخل الفرن فى حالة روتينية صامتة هادئة.
حتى وصلهم صوت 《آمال 》التى تهرول فى مشيتها
ألقت 《نادية》 قطعة العجين بالطبق المخصص له بغضب واستقامت واقفة تقول: إيه اللى جابك
.
وقفت 《آمال》 فى مكانها مصدومة من رد فعل 《نادية》 لم تتخيل أن يتم مقابلتها هكذا
اكملت 《نادية》 وهى تصيح: يارب تكونى مبسوطة باللى بنشوفه هنا.
آمال وقد رسمت الدموع طريقها على وجنتيها: أنا مكنش فى إيدى حاجة؛ أنا زى زيكم ست.
نادية: بس أنا مش هبقى زيك ولا زى ليلى.
أنت تقرأ
ماريونيت
Fiksi Umumأحيانًا يقع الإنسان فى الفخ دون وعى؛ يظن نفسه يتراقص ويطير من الأرض للسماء ويهبط وكأنه أصبح طائر حر طليق؛ حتى تشتد الخيوط على أطرافه ويجد نفسه يُجذب للأرض مرة أخرى، تسجن أطرافه خيوط تقيده؛ تكون حالته أسوأ من طائر يطير فى قفص معدنى؛ يفقد روح الحياة و...